أمان- نشرت الباحث السورية رقية عبادي دراسة جديدة لها بعنوان “أجساد بلا أروح” رصدت فيها حجم المعاناة التي عانت منها المرأة السورية في عهد تنظيم داعش الإرهابي، واعتمدت الباحثة في دراستها على شهادات نساء من ريف حلب كانوا زوجات لجنود في الجيش السوري الحر قبل أن يسيطر داعش على المنطقة ويبطل زواجهم ويحلهم لعناصره كزوجات وسبايا.
كتيبة الخنساء
تحدّثت النساء اللائي هربن من قبضة داعش وعادوا إلى أسرهم في سوريا عن عدة أمور داخل التنظيم منها كتيبة الخنساء، تلك الكتيبة النسائية الأشهر داخل تنظيم داعش الإرهابي، وأكدوا أنها تأسست في 2 فبراير عام 2014 بعد أن قتل عناصر من داعش من خلال رجال يتخفون في زي نساء ويغطون وجوههم ببراقع مما دفع التنظيم لتشكيل تلك الكتيبة النسائية كي تتولى كل شئون النساء، وكانت صاحبة الفكرة داعشية تعرف باسم “أم ريان” وهي مهاجرة تونسية عمرها 47 عام هربت إلى داعش مع 2 من بناتها زوجتهم لقيادات في التنظيم مما أكسبها نفوذ كبير داخل داعش.
عملت كتيبة الخنساء ضمن أعمال جهاز الحسبة الداعشي في مجالات الإعلام والتعليم والدعوة والمساجد والأمن والتحقيقات وإقامة الحدود، وتشارك أحيانا في العمليات القتالية من خلال الخدمات الطبية وإعداد الطعام، ومن ضمن أهم أدوار تلك الكتيبة مراقبة ارتداء النساء اللبس الشرعي الذي حدده داعش لهن، كما أشرفت أيضا على تعذيب النساء الواقعات كسبايا في يد التنظيم الإرهابي بداية من تزويجهم إجباريا كما حدث مع نساء سوريا، مرورا بإجبارهم على تغيير ديانتهم إلى الإسلام كما حدث مع الإيزيديات العراقيات واللائي كان لهن أسواق مخصصة لبيعهن وتداولهن بين عناصر التنظيم.
شهادات حيّة
أشهر الشهادات النسائية التي عرضتها الدراسة، شهادة فاطمة بنت قرية تل الحجر بريف حلب والتي تبلغ من العمر 27 عام، وقد قتل التنظيم زوجها الذي كان يقاتل في الجيش السوري الحر ثم أجبرها داعش على الزواج بعنصر من التنظيم، ولما رفضت خطفوا شقيقها وجهزوا لإعدامه بتهمة التعاون مع التحالف الدولي إلا أنهم أفرجوا عنه مقابل زواجها بعنصر التنظيم أبو عبد الله المصري.
فاطمة زوجة أبو عبد الله المصري
وروت فاطمة معاناتها مع هذا الرجل قبل أن تتمكن من الهروب مع جيرانها عقب القصف الذي طال منزلها حتى نجحت في الوصول إلى بيت أسرتها بعد عامين ونصف من خطفها.
سوزان ابنة المُسنَّة السورية
من الشهادات أيضا، شهادة مريم الخطيب وهي مسنة سورية روت معاناة نجلتها سوزان التي اختطفها داعش وزوجها لأحد عناصره ويدعى أبو قتادة التونسي رغم أنفها وهي في عمر 18 سنة ومتزوجة من جندي في الجيش الحر، ولا تزال الأم لا تعرف أي شيء عن نجلتها.
تسنيم ضحية جمالها
تسنيم بنت الـ 21 سنة شاركت أيضا في الدراسة، وحكت قصتها مع داعش، حيث كانت تعمل في محل ملابس نسائية، وأجبرها التنظيم على ما يسمى “الدرع” وهو زي مكون من 3 قطع تغطي المرأة بالكامل ومن لم ترتديها من النساء تتعرض للضرب من قبل الحسبة النسائية بداعش.
وكشفت تسنيم عن اختطافها من قبل التنظيم عام 2016 وإجبارها على الزواج من أحد عناصر التنظيم ويدعى أبو الزبير التونسي ورفضت ذلك وهددت بالانتحار، إلا أن أبو الزبير أخذها عنوة معه إلى الرقة، وكان محرم عليها كل شيء تلفاز وهاتف أو حتى النظر من شرفة المنزل، وبعد بدء ضرب الرقة رفضت الهروب مع العنصر الداعشي، فتركها وهرب لتقرر هي الأخرى الهرب والعودة إلى منزلها من جديد.
طالبت الباحثة السورية في ختام دراستها بضرورة العمل على التأهيل النفسي والمجتمعي القوي للنساء اللائي وقعن في قبضة داعش، ومعاملتهم معاملة الأبطال وخاصة بعد الظروف المأساوية التي عاشوها داخل جنبات التنظيم الإرهابي.