أساطير وخرافات حول الدورة الشهرية
أساطير وخرافات عن الدورة الشهرية

سلوى عمار/ رصيف22- فيما يُشبه اللعنة الإلهية، أعيش أيام دورتي الشهرية، وكأن العالم من حولي يتحول إلى بركة من الدماء، كلما تحركتْ تلطختُ فيها أكثر وأكثر. شعور مزعج يخلّف وراءه تعكراً مزاجياً وتقلباً عاطفياً ولخبطةً هرمونيةً. يحدث هذا كل مرة في الميعاد الشهري نفسه.

هذه الدماء النسائية دفعت المجتمعات، والرجال خصوصاً، على تخيّل أساطير وخرافات تتعلق بالدورة الشهرية. حتى الرجل المعاصر ما زال يشك في المرأة التي تنزف 7 أيام ولا تموت، فكيف له أن يثق بهذا المخلوق؟ -جملة ظهرت في أحد الأفلام الأمريكية وتحولت لنكتة-.

تخجل النساء في مجتمعاتنا العربية من “الدورة الشهرية”، لأن الأمر يسبب حرجاً رغم أنها فترة طبيعية صحية، وكثيرات يزعجهن الحديث عن الطمث، بل حتى يعتبرنه موضوعاً من التابوهات، وأخريات يتفنن في تخبئة الأمر وعدم إظهار “فوطة صحية”، وحالة الرعب التي نعيشها بسبب بقع دماء التي ربما تظهر في مكان عام.

أساطير “الدورة الشهرية”

هنالك ثقافات أفرزت مجموعة من الاتجاهات الغريبة جداً فيما يتعلق بفترة الحيض، وبرغم الانفتاح الثقافي لا تزال هناك 10 أساطير يصدقها العالم عن “الدورة الشهرية”:

1 – أسماك القرش ستهاجم النساء أثناء فترة حيضهن

“لا تفسير علمي يؤكد انجذاب أسماك القرش لدماء الحيض”.

2 – المرأة الحائض تلوث الطعام

“في بعض المناطق الريفية الهندية، 55% من النساء يعتقدن فأنهن لا يستطعن زرع النباتات أو الطهو خلال فترة “البيريود” لأن عدم النظافة سيفسد الطعام”.

3 – الاستحمام أثناء الحيض يسبب العقم

“في أفغانستان، تقول الأسطورة إن الاستحمام يسبب العقم، وفي بعض المناطق تستخدم النساء “فوطاً” من القماش بهدف التوفير وبسبب الخجل من غسلها وتعليقها لتجف. تستعمل النساء نفس الفوطة لفترة طويلة، مما يؤدي إلى مخاطر على الصحة الإنجابية”.

4 – فترة الحيض مُنهكة وتجعل المرأة مُتعبة

في كوريا الجنوبية والصين واليابان وإندونيسيا، قوانين تمنح إجازة مرضية للنساء خلال فترة الحيض. وعلمياً، تعاني كل امرأة من الدورة الشهرية بشكل مختلف، لكن 20 ٪ من النساء يعانين من ألم شديد، و80 ٪ لا يتعرضن لأية أعراض، ويمكن للنساء إنجاز أي مهمة متى أردن ذلك.

5 – الفتيات الصغيرات لا يمكنهن المشاركة في فصولهن الدراسية

“تقليد chaupadi هو ممارسة تتم في المناطق الريفية من نيبال، حيث تُوضع المرأة بمعزل عن الجميع خلال فترة الحيض، والسبب أنها “غير نظيفة”، ولا يمكن للفتيات حضور الصف الدراسي مع طلاب آخرين أثناء الحيض، وتعود الأسطورة إلى الاعتقاد بأن “عدم طهارة” المرأة ستغضب آلهة الهندوس”.

6 – المرأة الحائض لا تستطيع تحضير السوشي

“يؤمن بعض طهاة السوشي في اليابان، مثل جيرو أونو، وهو طاهي سوشي شهير في مطاعم طوكيو وجينزا وتشو، بأنه لا يمكن للنساء أن يكن طاهيات سوشي بسبب “الحيض”، والأسطورة هنا تعود إلى أن الحيض يتسبب في “خلل في الذوق” وبالتالي لا يمكن إعداد السوشي بشكل صحيح من قِبَل امرأة، ومن حسن الحظ أن النساء، مثل نيكي ناكاياما، الشيف الشهيرة، يتحدين الصور النمطية والمحظورات القديمة من خلال إتقان فن إعداد السوشي”.

7 – لا يمكنها دخول المعابد المقدسة

“هذه الأسطورة موجودة في بالي والهند ونيبال، ويُعتقد أن النساء “غير نظيفات” أثناء الحيض، وبالتالي لا يُسمح لهن بدخول أماكن “نظيفة” ومقدسة مثل المعابد”.

وفي الإسلام اختلف الفقهاء بشأن دخول الحائض المسجد، والمكوث فيه، وسنتحدث عن ذلك في فقرة لاحقة.

8 – الرجال يمرضون إذا لمستهم امرأة حائض

“في الهند وأجزاء من نيبال، تقول الأسطورة إن النساء لا يمكنهن التفاعل مع الرجال أو لمسهم كي لا يمرضوا من لمس امرأة “غير نظيفة”، وتعتقد 20٪ من الفتيات في المناطق الريفية بأنه لا ينبغي لهن التحدث إلى الذكور في العائلة خلال فترة الحيض”.

9 – الحيض يعتبر مرضاً

“ذكرت دراسة سابقة لليونيسف أن فترات الظلام في إيران تسببت باعتقاد 48 ٪ من الفتيات بأن الحيض مرض، إلا أن هنالك دراسة أجراها المركز الوطني لمعلومات التقنية الحيوية في عام 2012 كشفت أنه عندما تم إعطاء الطالبات الإيرانيات تعليمًا عن الطمث، بدأ نصفهن في الاستحمام عندما كان لديهن “حيض”، في حين قامت الأخريات بضبط سوء الفهم الخاطئ”.

10 – يجب أن تكون الفوط الصحية غير مرئية وإلا تسببت بالسرطان

“معتقدات تقليدية في بوليفيا تقول إن التخلص من “فوط الطمث” مع القمامة الأخرى يمكن أن يؤدي إلى المرض أو السرطان، وفقًا لليونيسف. وقامت المنظمة بالتحقيق في 10 مدارس في بوليفيا، فوجدت مشكلتين، هما مشاعر العار ومحدودية الوصول إلى الحمامات الخاصة. ولهذا السبب، نفذت اليونيسف برنامجًا ضخمًا لتصحيح الصورة الخاطئة عن الطمث”.

الدورة الشهرية من منظور ديني

تناولت الأديان محظورات حول فترة “النجاسة” الشهرية على النحو التالي:

الإسلام

يمنع الإسلام ممارسة الجنس بين الأزواج أثناء فترة حيض الزوجة معتبراً أن الأمر مؤذٍ صحيًا.

كما اختلف الفقهاء بشأن دخول الحائض المسجد، والمكوث فيه، كما جاء في موقع”ملتقى أهل الحديث”: “فالمذهب المالكي يجيز بشروط يقول صاحب حاشية الدسوقى على الشرح الكبير “يمنع النفاس كل ما منعه الحيض أي من صحة الصلاة والصوم ومن وجوبها ومن الطلاق وبدء العدة ووطء الفرج وما تحت الإزار ورفع حدثها ولو جنابة ودخول المسجد ومس المصحف ما لم تكن معلمة أو متعلمة.

وهناك من الفقهاء من أجازوا للجنب ـ وكذلك للحائض والنفساء ـ اللبث في المسجد، بوضوء أو بغير وضوء، لأنه لم يثبت في ذلك حديث صحيح، وحديث “إني لا أحل المسجد لحائض ولا جنب” ضعفوه، ولا يوجد ما ينهض دليلًا على التحريم، فيبقى الأمر على البراءة الأصلية”.

المسيحية

تشترك بعض الطوائف المسيحية في موقف العهد القديم الذي نشأ في اللاويين، وهو أن المرأة تعيش فترة شهرية بسيطة كـ”نجسة”، وتم العثور على أكثر سلالات المسيحية المضادة للحيض في الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية، والتي حظرت على المرأة المشاركة المجتمعية. وأجبرت الفصائل الأكثر تطرفًا في الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، النساء على العيش في “أكواخ الطمث” أثناء فترة الحيض.

اليهودية

لمدة أسبوعين تقريباً من كل شهر، تعتبر المرأة niddah، أي نجسة بسبب الدورة الشهرية، وتبدأ تلك المرحلة عند أول قطرة من دم الحيض وتستمر لمدة أسبوع بعد انتهاء الدورة الشهرية. في نهاية هذا الأسبوع، تخضع المرأة لحمام طقوسي متقن يعرف باسم ميكفه.

عند الانتهاء من الميكفه، تقترب المرأة من المعبد ومعها تضحية – عادة ما تكون زوجًا من الحمائم – على أمل أن يقبلها الحاخام لتعود الحائض نظيفة مرة أخرى، وخلال هذه الفترة، يُعتبر كل شيء عن المرأة، بما في ذلك أظافرها المقلمة، غير نظيف. وأي رجل يمسها يعتبر أيضاً غير نظيف. ووفقًا للتلمود البابلي، فإن عقوبة الإعدام محجوزة لأي رجل يمارس الجماع الجنسي مع امرأة “حائض”.

البوذية

“المرأة الحائض محاطة بالدماء التي تآكلها الأرواح الشريرة”، هذا هو التصور الديني البوذي، ولا توجد محاذير حول منع المرأة الحائض من دخول المعابد.

الهندوسية

يعتبر الحيض علامة على النجاسة الجسدية والروحية في الوقت نفسه. وخلال “الدورة” يحظر على المرأة دخول المعابد الهندوسية، والطهو، ويجب ألا تنام في النهار أو تسبح أو تمارس الجنس أو تلمس أناسًا أحياء آخرين أو تتحدث بصوت عالٍ. وفي العديد من الحالات، تُنَفَى في “كوخ الحيض” خارج منزلها، إلا أنها تعتبر نقية بمجرد توقف الدورة الشهرية.

السيخية

لا توجد مشاكل بالنسبة للسيدات في فترة الحيض على الإطلاق. بحسب مؤسس السيخية الغورو ناناك، فإن دم الطمث ضروري لحياة الإنسان وهو مقدس أكثر منه نجاسة.

تحارب الطبيبة تشيلا كيونت، الباحثة في علوم الطمث، فكرة الفترات العصيبة لمكافحة بعض السلبية حول “البيريود” من خلال مجلة علمية عنوانها “مغامرات في الحيض”، تقول، “نعم، يمكن أن تكون هناك آلام في الرحم، ولكن في بعض الأحيان تكون فترة لطيفة”، وتوضح أنه من المهم تعليم الفتيات أن لا شيء مخجل حيال الحيض، فإذا كنتِ تحيضين، فإن وجود فترات منتظمة هو علامة حيوية، مثل معدل ضربات قلبك أو ضغط دمك، مما يدل على أن جسمك يعمل بشكل جيد”.

أساطير وخرافات عن الدورة الشهرية

أساطير وخرافات عن الدورة الشهرية

تعليق واحد في “أساطير وخرافات حول الدورة الشهرية”

  1. يقول Weam:

    مقالة رائعة فيها الكثير من المعلومات التي دفعتني لإتمام القراءة، ولكن عنوانها غير لائق، إذ لايمكننا وضع وجهات نظر الأديان في مقالة عنوانها “خرافات وأساطير”، لأن ذلك يسبب استفزازاً ويبعد المقالة عن هدفها.

أترك تعليق

المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015