أول مسجد مختلط، يصلي فيه الرجال والنساء معاً؛ في أميركا
مسجد المركز الاسلامي في الولايات المتحدة الأمريكية/ أرشيف

مايكروسيريا- “إنَّ مسجِدَنا هو الأول من نوعه لِكَونِهِ لا يمارِسُ التمييز”

“أريدُ لهذا المسجد أن يكون مصدر إلهامٍ للنساء الأخريات لِفِعلِ الشيء نفسه، حتى وإن لم يكُن عن طريق افتتاحهنّ للمساجد، على الأقل أن يكون لديهنّ العزيمة لأن يُخبِرنَ الرجال بأنّهنَّ يُرِدنَ صوتهنّ الخاص”.

كانت تلك هي كلمات ربيعة كيبلي، المرأة التي أسّست مسجد قلب مريم النسويّ في بيركلي بولاية كاليفورنيا. وقد أدّى المسجد أولى أنشطته في أحد أيّام الجمعة الفائتة من هذا الشهر.

في حين أنَّ هذا هو ثاني مسجد في الولايات المتحدة تُشرِفُ عليه امرأة، كما أنّه أوّل مسجد في البلاد يجتمع فيه الجنسين لتأدية العبادات. فالعادةُ أنَّ المساجد إمّا أن تكون محدَّدة جنسانيّاً (لكلّ جنسٍ على حدى) أو تسمح للنساء بالصلاة في حيّزٍ منفصل عن الرجال في المسجد نفسه.

وبحسب ما قالتهُ ربيعة كيبل لستيب فيد: “يُعتَبَرُ مسجدنا الأوّل من نوعه، لأنّه لا يمارس التمييز، ويسمح للجميع بالحضور – الرجال والنساء والمتحوّلون والشيعة والسنّة والجميع”.

وأوضحت أنها أسَّست المسجد انطلاقاً من حبّها للإسلام وحزنها الشخصي لرؤية “الجهل الطائفي” والكثير من “النساء اللواتي يعرِضن نفس المعايير الأبوية” لأنهنّ لم يتعلّمنَ خلافَ ذلك.

وأضافت كيبل: “إنَّ الأشخاص الراغبين في التفكير خارج الصندوق، كانوا مفتَقدين حتى فى الأوساط الأكاديمية”.

تقول كيبل، التي تحوّلت إلى اعتناق الإسلام، إنّها لا تعتقد أنَّ النبي محمد أرادَ للدّين أن يأخذ ذلك المنحى الأبوّي (البطريركي).

وأضافت: “الإسلام ليس سيئاً بطبيعته حيالَ النساء، فما هو سيء بالنسبة للمرأة هو التخلّي عن قوتها، والسماح لأيّ شخص آخر أو جماعة أخرى أن تملي عليها ما يجب فعله أو قوله، وما الذي يجب أن ترتديه من الملابس وعلى أيّ نحوٍ تتصرّف”، كما أردَفت قائلةً: “لقد انحرف الإسلام في بعض الحالات – وليس في كل شيء – إلى عالمٍ ذكوريّ بحت، ليصبِح أشبه بنادٍ للرجال، ولا أعتقد أنَّ هذا ما أراد له النبي”.

وتوضِحُ كيبل أنَّ الإسلام في الواقع “جيّد بشكل لا يُصدّق” للمرأة، قائلةً إنَّ النساء بحاجة إلى “التقدّم والتحكم بقدراتهنّ”، كما تعتقد كيبل أنَّه ينبغي السماح للمرأة بأداء الصلاة والعبادة جنباً إلى جنب مع الرجال.

وبحسب ما تقوله كيبل: “يخشى الرجال من أن تكون المرأة على درجةٍ من القُرب منهم، وأن تنحني للصلاة، لأنَّ أجسادهم سوف تستجيب لذلك، ممّا سيمنعهم من التركيز”. “ما يمكنني قوله لأصحاب هذه الحجج، إذا كُنتَ تتأثّر بسهولةٍ من وجود جسم شخصٍ ما، فإنّك تحتاج إلى العمل على نفسِك لأنَّ الصلاة تدعو إلى التركيز، كما أنَّ الرجال يحيطون بالنساء طيلة اليوم.”

مسجد قلبُ مريم النسائي، هو ثاني مسجد في الولايات المتحدة تُشرِفُ عليه النساء. ومع ذلك، فإنَّ المسجد النسائي في لوس أنجليس، الذي كان الأوَّل، يسمح فقط للمصلّين من النساء والأطفال الذكور تحت سن 12 لحضور الصلوات معاً.

كذلك فإنَّ مسألة النساء الأئمة تبقى مثيرةً للجدل هي الأخرى، على الرغم من أنَّ بعضَ مدارس الإسلام تسمح لهنَّ بذلك. وفي الوقت الراهن، ليس ثمّة من إمامٍ في مسجد قلب مريم.

وقالت كيبل: “أعتقد أن الأمر سيحتاج إلى قدرٍ كبير من البحث والتمعُّن، نحن نسمح في الوقت الحالي بمجيء خطيبٍ ومؤذّنٍ زائرَين”.

الإسلام للجميع

احتواء الجميع أمر مهمٌّ للغاية وذلك حسب ما ترى كيبل. لقد وجدت هي شخصياً السلام والجمال في الإسلام وتعتقد بأنَّ ذلك يجب أن يكون متاحاً للجميع.

“لقد رأيت ديناً بديع الجمال مع أولئك الموجودين في أمريكا والذين يرغبون في تفعيلِ هذا التيار، واستلهام ما رآه النبي، وابتدأه”، وقالت كيبل في حديثها عن تحوّلها إلى اعتناق الإسلام: “رأيتُ ما أحسبه رؤية النبيّ، لقد كانت رؤيةَ جميلة، ونحن بحاجة إلى العودة إليها”.

عندما يتعلق الأمر بقضايا مثيرة للحساسيات مثل الجنس والعِرق والجنسية، تعتقد كيبل أنَّ المسلمين بحاجة إلى التحرك على هذه الأصعِدة.

وأضافت بقولها: “ينبغي علينا تَعَلُّمَ أن لا نكون شديدي التعقيد، وأن نكون أكثر انفتاحاً، يجب أن نفتح عقولنا وأن نمارس العدالة الاجتماعية تجاه الجميع”. “إنّ القتال والتشبُّثَ بالمفاهيم القديمة حول التعريفات العِرقيّة أو الوطنية أو الثقافيّة، تُعتَبَرُ مشاكل لا بدَّ من مواجهتها، ولكننا نستطيع إصلاح الأمر بالتأكيد”.

مسجد المركز الاسلامي في الولايات المتحدة الأمريكية/ أرشيف

مسجد المركز الاسلامي في الولايات المتحدة الأمريكية/ أرشيف

أترك تعليق

المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015