إذا أردت أن تهين رجلاً شَبِههُ بامرأة… الدراما النمطية
بين أبو نبال وطبنجة... تكرار إهانة الرجال بالمرأة

ناديا المير محمود/snacksyrian- ثارت ثائرة “صبيح” عبر شخصية “طبنجة” التي يؤديها في العمل ودخل بحالة هستيرية وكأنه ارتكب أكبر عار في تاريخه. العار الذي شعر به “طبنجة” لأنه تشبّه بامرأة لم يشعر به اطلاقاً وهو يثير مشاكل في الحارة، لا بالفضيحة التي أثارها على ابنة عائلة “أبو العز”. ولا لأنه “ثرثري الحارة” ولا لأنه السبب في مقتل أحدهم ولا في طلاق “أم العز” التي تلعب دورها “رنا شميس”.

“أم العز” في دراما البيئة الشامية “مربى العز” قررت الانتقام من “طبنجة” عبر الزواج منه. وبعد أن أصبح في عش الزوجية قامت بتقييده وتعذيبه. وقد وجدت في وضع المكياج على وجهه ووصفه بـ”الحريمة”. أشد طريقة تعذيب وإهانة للرجل.

بدا “طبنجة” بقمة غيظه بعدها، مرتجياً إياها إزالة المكياج عن وجهه لما يعنيه انتقاصاً من رجولته، كصراخ “أبو نبال” في “الولادة من الخاصرة” . عندما بدأ المقدم “رؤوف” بمخاطبته بمفردات وكأنه أنثى. وهذا العمل أيضاً من إخراج “رشا شربتجي”.

في الولادة من الخاصرة اختارت “شربتجي” تحطيم شخصية البطل القوي الشرير “أبو نبال” عبر تشبيهه بالمرأة من خلال المكياج. والتعامل معه على أنه “حريمة” في مشهد مشابه نسبياً من حيث الدلالات والتأثير لمشهد “طبنجة” في حارة القبة.

ارتأت “رشا شربتجي” مخرجة مسلسل “حارة القبة” أن أفضل طريقة لإذلال الرجل هو بتحويله إلى “امرأة”. فجعلت “رنا شميس” تنتقم من “فادي صبيح” عبر وضع المكياج على وجهه وإظهاره على شكل امرأة “فهذه كناية عن العار بالدراما على مايبدو”.

تبدو شخصية المرأة في هذه المشاهد الجوهرية والمؤثرة في العملين بمثابة عار على الرجال. بينما عندما تكون امرأة قوية وناجحة ونشيطة وووإلخ فإنهم يشبهونها “بالرجال”. عبر مجموعة من المفردات النمطية التي تتشبث الدراما على مايبدو في تقديمها.

لا شك أن الدراما بشكل أو بآخر مهمتها نقل صورة الواقع لكن دورها لا ينتهي عند نقل الواقع بل يتطلب منها أن تواجه. وألا تساهم في تكريس ما هو سلبي فيها عبر تقديمه على أنه أمر عادي. بل واجبها مواجهته والعمل على تغييره خصوصاً عندما يتعلق الأمر بحقوق النساء.

وأنتم ما رأيكم بهذه المشاهد؟ هل تعتقدون أنها تساهم في تكريس النمطية؟

*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبتها/كاتبها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”.

بين أبو نبال وطبنجة… تكرار إهانة الرجال بالمرأة

أترك تعليق

مقالات
يبدو أنه من الصعوبة بمكان أن نتحول بين ليلة وضحاها إلى دعاة سلام! والسلام المقصود هنا هو السلام التبادلي اليومي السائد في الخطاب العام.المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015