إزالة منحوتة عشتار “العارية” بعد موجة غضب في دمشق!
عشتار تخدش الحياء، بعد استعادة الحياء _ فايسبوك

دمشق\ وكالات ومواقع إلكترونية- لقد أُزيلت منحوتةٌ لـ “الآلهة عشتار” من على شجرةٍ في دمشق، وذلك بعد اعتراض عددٍ كبير من الطلاب على مواقع التواصل الاجتماعي. وقد أثارت إزالة المنحوتة “عشتار” (العارية) من على جذع شجرة في العاصمة السورية دمشق عاصفة انتقادات واسعة في مختلف المحافظات حيث اعتبر آلاف المعلقين أن الإسلاميين المعترضين على فكرة المنحوتة بسبب جسدها لا يفهمون عمق الحضارة السورية وتمثيلها للإنسان السوري العظيم.

وبعد ضغطٍ أثاره رافضو نحت لوحة تمثل الآلهة السورية عشتار على جذع شجرة وسط دمشق، تدخّل منشارٌ كهربائي ليحسم الجدل ويزيل الجسد عن الرأس.

المشرف على فعالية “تحت سماء دمشق” الفنان التشكيلي موفق مخول روى لـ RT بعض ما جرى وقال إن “المشكلة تكمن في عدم فهم تاريخنا الحقيقي، فتلك التي في اللوحة ليست ممثلة إغراء، إنها جزءٌ من تاريخنا”.

وأشار مخول إلى أن منتقدي المنحوتة هم أقلية لكنهم “استطاعوا أن يفرضوا وجهة نظرهم علينا”، وما حدث أن الفنانين الذين قاموا بنحت عشتار، هم أنفسهم من قام بإزالة الجزء الذي أثار أولئك، ويؤكّد أن “الذي أزيل هو الجزء العاري من المنحوتة” وأن من قام بإزالته هو الفنان الذي نحتها نفسه” وقال حول ذلك: “لو لم نقم بذلك، فربما يأتي من يزيل الشجرة كلها،”

وأشار مخول إلى أن الحادثة، لم تكن الأولى “فهناك لوحة ثانية لتمثال سوري أيضاً أزالوه”، واستذكر حادثةً أخرى جرت سابقاً إذ “اعترض أحدهم على منحوتة تمثّل وجهاً لامرأة في منطقة البرامكة؛ بذريعة أن ذلك حرام، وطلب إزالة المنحوتة، ولم أستجب، لكنني حين عدتُ إلى المكان وجدتُها مكسورة”.

وأوضح مخول أن الفعالية ما زالت مستمرة، وتطمح إلى إظهار بعض الفن السوري القديم، ويقول: “أولئك الذين لم يروا في اللوحة سوى أنها امرأة عارية لا يعرفون تاريخنا”، وتحدّث مخول عن الفريق الذي يعمل حالياً ضمن الفعالية، وأكّد أنه يضم سوريين من كل الأطياف، وبينهم فنانات “ينتمين للفكر ذاته الذي باسمه انتقدنا البعض، ورأى أنه ترويجٌ للعُري”.

قام طلابٌ من كلية الفنون الجميلة بنحت رسم للآلهة “عشتار” على ساق شجرة مقابلة الباب القديم لجامعة دمشق في الشارع الخلفي للمتحف الوطني.. قُضي الأمر، خُدَش الحياء السوري، انهارت الأخلاق والقيم وساد الانحلال والترويج للرذيلة والإباحية، على يد بضعة طلاب من معهد الفنون “الجميلة” مروّجي الفجور.

لقد رسموا تلك المرأة العارية المسمّاة “عشتار” والتي هي (شقفة آلهة للحب والخصب والجمال)، نحتوها بكل وقاحة على الأشجار في وسط العاصمة، أمام المارّة الذين بات حياؤهم يُخدش كل مرة يعبرون فيها ذاك الطريق حتى كاد حياؤهم أن يتمزق.

الحياء الذي لم يخدشه مشهد النازحين في المخيمات أو الفقراء في الشوارع أو الأطفال الحفاة أو رواتب التسوّل آخر كل شهر أو سعر الصرف الذي أصبح على علو شاهق لا يرى بالعين المجردة، الحياء الذي لم يخدشه صراع السوريين على مدى أعوام ولم يخدشه دمار البلاد ولم يخدشه الحصار ولم تخدشه البطاقة الذكية ولم يخدشه تقنين الكهرباء ولم يخدشه شيء، جاءت تلك العارية لتخدشه.

إلا أن حكومتنا العتيدة الرشيدة سرعان ما استجابت لمطالب أهل الحياء الذين أكدوا أن منحوتة كهذه ستثير غرائز المواطنين وتشجعهم على الرذيلة والفجور، فقامت مديرية “الثقافة” بدمشق، بإزالة المنحوتة (ويا حزركن ليش؟؟) لأنه وبحسب مديرة المكتب الصحفي لمديرية الثقافة “سناء الصباغ” في حديثٍ لإذاعة “أرابيسك” المحلية فإن تعديل المنحوتة جاء «مراعاةً للمعتقدات الدينية لدى البعض واحتراماً للفكر المختلف بين الشعب».. أيوااا هلأ فهمنا شي، الحكومة إذاً تراعي الفكر المختلف بين الشعب.

وقد تباينت آراء روّاد مواقع التواصل الاجتماعي بين معتبرٍ أنه لا يوجد ما يُعيب بالصورة وأنّ “عشتار” تدل على الحب والحضارة، ومعتبرٍ أنها تثير مشاعر جنسية.

فقد كتبت الإعلامية هبة محمود في صفحتها على موقع “تويتر” : “فعالية (تحت سماء دمشق) الفنية نحتت لوحة الآلهة عشتار على شجرة في دمشق، مغص المشهد البعض ليُزال جسدها… أولئك الذين لم يروا سوى صورة امرأة عارية لايعرفون تاريخنا ولم يقرأوا الميثولوجيا السورية التي كانت فيها عشتار امرأة جميلة متحررة طموحة ونزقة في إحدى يديها الحب وفي الأخرى الحرب!”

وأضافت إحدى المعلّقات: “غابات أستراليا تحترق وغابات إفريقيا تحترق والكوكب مهدّد بأخطر الكوارث نتيجة لذلك… ونحن مشغولون بتغطية نحت عشتار.”

من جانبٍ آخر انتقد آخرون من المستخدمين المنحوتة في إشارةٍ إلى أنّ الجسد العاري على الشجرة لا يمثّل سوريا ولا الثقافة السورية ولا حتى نماذج الشخصيات النسائية السورية، وقالت إحداهنّ: “أنا مع إزالة التمثال العاري من طرقاتنا لماذا؟.. لأنه أولاً، لا يمثّلني كإمرأة سورية؛ وثانياً، لأن حقّي أن أمتّع ناظريّ بجمال مدينتي دمشق دون أن أضطر لرؤية العُري.. من يحب رؤية العُري هو حر، فليتفضل لزيارة المتاحف والمعارض ومواقع النت، هي مليئة بالعُراة!.. أنا شخصياً لا أحبّ إلا العشتاريات الشبيهات بزنوبيا ملكة سوريا..”

كما كتب أحد المعلّقين: “يعني ما في غير هالتمثال بيدل عالحب… ينحتوا صورة شب وصبية ماسكين ايدين بعض ولابسين تياب… مش أفضل؟!”. وأضاف آخرٌ: “وين احترام رأي المجتمع؟ شو هالمنظر في الشارع، ينحته ببيته إذا عاجبه”.

لقد لبّت الحكومة مطالب أصحاب “الحياء المخدوش” ولم تسمح لدعاة الفجور أن ينشروا تلك المنحوتات العارية في شوارعنا الطاهرة، كما تفعل تلك الدول “قليلة الأدب” في شوارعها، كذلك التمثال المنتشر في العاصمة البلجيكية “بروكسل” والذي يدعى “مانيكين بيس” ويجسّد طفلاً يتبول في الشارع عارياً هكذا بلا حياء، والمارّة لا يُخدَشُ حياؤهم. والأدهى من ذلك أن السيّاح الذين يزورون “بروكسل” يقصدون هذا التمثال العاري بالتحديد ولا يُخدَش حياؤهم ( لأنو والله أعلم ما عندن حياء أصلاً مو متلنا وحكومتن ما بتخاف ع الحياء متل حكومتنا).

يُذكر أنّ السوريين القدماء (قبل حكومات الحياء يعني) قبل نحو 6 آلاف سنة، كانوا لا يرون في “عشتار” العارية خدشاً للحياء، ولم تكن تثير غرائزهم الجنسية ولا تحضّهم على الرذيلة والفجور، بل كانوا يرون فيها رمزاً للخصب والحب والتضحية والجمال، وكان لـ”عشتار” السورية نظيرات في الحضارات الأخرى مثل “أفروديت” عند اليونان، و “فينوس” عند الرومان.

فهل من المعقول أن غرائز الناس قبل 6 آلاف سنة لم تكن تتحرّك تجاهها، واليوم في الألفية الثالثة للميلاد وصل بنا الحال لأن نرى في منحوتةٍ على شجرة مثاراً للغرائز وخدشاً للحياء؟

يُذكر أيضاً أن “عشتار” هي آلهة الحب والخصب والجمال في العصر القديم، بقيت عبادتها واسمها حتى بعد سقوط الإمبراطورية الآشورية، وأطلق اسمها في العصر البابلي الحديث على واحدةٍ من أشهر بوابات العاصمة بابل “بوابة عشتار”.

كما أنّ عشتار جزء من 7000 سنة يلي منتفاخر فيهم عالتلفزيون ومنقول “نحنا حضارة عمرها 7000 سنة”.

*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبها/كاتبتها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”. 

عشتار تخدش الحياء، بعد استعادة الحياء _ فايسبوك

عشتار تخدش الحياء، بعد استعادة الحياء _ فايسبوك

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015