الإتكيت جندري وعبئه يقع على المرأة
Alexandra Lara

شارفا شروتي/ ترجمة وفاء/ feministconsciousnessrevolution- هناك العديد من “اللاءات” عندما يتعلّق الأمر بأبسط تواجد للنساء في العالم.

“لا تجلسي وساقاك متباعدتان!، لا تردّي على من هم أكبر منك!، لا تصبحي لطيفة كثيراً مع الرجال!، لا ترتدي ملابس مكشوفة…“.

يحاول المجتمع دائماً السيطرة على النساء وكيف يتواصلن، يرتدين الملابس، يجلسن، ماعليهن فعله في السفر -ببساطة، كيف يعيشن أبسط تفاصيل حياتهن. وحيث أنه لا يمكن أن يتم التصريح بهذه القواعد بشكل صارخ كطريقة للسيطرة على النساء، يتم تحسينها وتقديمها كإتيكيت مجتمعي ”آداب السلوك المجتمعية”.

كيف تعتبر امرأة ما محترمة و “مهذّبة”؟ من خلال تقييدها بهذه السلوكيات وقدرتها على الإلتزام بالقواعد الاستبدادية. وهكذا، يتم جعل الطبقة جزءاً من القواعد الجندرية، لذا لا يخلق مفهوم الاتيكيت الجندري فجوةً بين الجندرين وتحديد أدوار كلّ نوع فقط، لكن أيضاً يحافظ على الفجوة بين الطبقات الاجتماعية.

أدى الإتيكيت الجندري المحدّد إلى خلق الصمت تجاه الاعتداءات ضدّ النساء عبر الأجيال. لا يهم إن قتلك التهذيب، فعبء الحشمة يقع دائماً على النساء، أو لا يتم اعتبارهنّ يتصرّفن كـ “سيدات”، بينما من الممكن أن يستمر الرجال بالتصرّف بسوقية و تعريض النساء للخطر.

يقول سيمون باركر، أستاذ الأنثروبولوجيا في قسم الأنثروبولوجيا الأمريكية ”طقوس آداب النوع الجندري هي أداء اجتماعي مؤسسي تعمل أصغر مكوناته –أو رموزه– كأدوات لنقل المعاني المعيارية اجتماعياً للنوع الجندري”. وتبعاً له، فإن الحاجة لمجاراة الأعراف الجندرية التقليدية مرتبطة بالحاجة إلى حدود واضحة لدور النوع الاجتماعي “الجندر”. وهكذا، فإن الإتكيت الاجتماعي المفروض على النساء نشأ من مفهوم أبوي للأنواع، وهو هام في تعريف، وبعد ذلك، تعميق أدوار الأنواع في المجتمع.

نشأ الإتكيت أساساً من الحاجة لإخبار النساء كيف يتصرّفن في الأماكن التي لا ينتمين إليها تقليدياً، مثلاً في السفر، أو أماكن العمل، أو في الحفلات. وهكذا، فهو مؤسّس على شعور النساء أنهنّ يعشن في أماكن مستعارة وكأنّ حركتهنّ في العالم خطأ وتحتاج إلى تفكير مستمر.

وهذا أيضاً يتضح في النص المنشور ضمن منشورات جامعة مانشستر لإيما روبنسون-تومسيت والذي يصف “إتيكيت الرحلات” المختارة للنساء الرّحالات بين 1870 و1940. كتبت المؤلفة ”لابدّ من الحفاظ على الهدوء والإحترام، محاكاة الصورة الأنيقة والسليمة واللائقة للنساء اللواتي ترّوج لهن شركات النقل. من خلال التمسّك بتوجيهاتهم بشأن اللباس والسلوك والمحادثة، اقترح كُتّاب الآداب أن تتجنب النساء الرّحالات أن يصبحن موضعاً للثرثرة الضارّة والتي من الممكن أن تؤدي إلى النبذ الاجتماعي”.

كتبت روبنسون تعليمات الإتكيت هذه بين 1870 و1940، لكن الإتيكيت الأبوي القديم لايزال موجوداً في المجتمع المعاصر. من الممكن ملاحظته في الطريقة التي يحوّل فيها المجتمع الفتاة إلى أداةٍ جنسية منذ سنٍّ صغيرة، ومن ثم و ياللسخرية يعلّمهنّ كيف يسيطرن على رغباتهنّ حتى لا يجعلن الآخرين غير مرتاحين. ويتم أيضاً تعليمهنّ كيف يصبحن مهذّبات، وبعدم الرد أو تحدّي السلطة. تخجل النساء أيضاً من ظهور ملابسهنّ الداخلية قليلاً من تحت الملابس، والذي تسبّب في قائمةٍ من قواعد الإتيكيت الخاصة بكيفية جلوس المرأة، كيف تمشي، وكيف ترتدي ملابسها. وهكذا، يبدو من الواضح أن قوّة النساء قادت المجتمع إلى السيطرة عليهنّ عن طريق الإتيكيت.

مازالت النساء في اليابان يحاربن للتخلّص من إرتداء الأحذية ذات الكعب العالي في أماكن العمل. أن ترتدي المرأة الكعب العالي في أماكن العمل يشير إلى بيئة مهنية تأخذ إتيكيت اللباس الأبوي كأمر مفروغ منه. لوم الضحية على الاغتصاب ينشأ أيضاً من شرط إتيكيت الاحتشام، لوم الضحية على إرتداء نوع معيّن من الملابس أو شرب الكحول.

وحتى بعد سنواتٍ من صدور أول كتاب عن الإتيكيت، لايزال المجتمع يجعل النساء يشعرن وكأنهنّ يعشن بأماكن مستعارة.

معظم قواعد الإتيكيت عبارة عن معايير من ملاءمة النظم التي لا معنى لها، والتي تُمكّن الناس من تقديم افتراضات غير عادلة عن شخصية شخص ما. إنها تبني الكثير من الأعباء خصوصاً على النساء.

لقد حان الوقت لتحرير النساء من القوانين التي تقيّد حركتهنّ و تعبيرهنّ عن أنفسهنّ، لأنهنّ يمتلكن الحقّ في المساحات العامة مثلهنّ مثل أي شخص آخر.

*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبها/كاتبتها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”. 

Alexandra Lara

Alexandra Lara

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015