العنف الرمزي الموجه ضد النساء
العنف الرمزي الموجه ضد النساء

قد يدعى العنف اللطيف في بعض المراجع، أو العنف غير المحسوس، وقد يعتبره البعض أشد تأثيراً من العنف الجسدي.

 يقوم العنف الرمزي من خلال فرض مجموعة من الأفكار والتصورات والأحكام المسبقة من قبل فئة مهيمنة (المجتمع الذكوري) على فئة من النساء، فتبدأ هذه الفئة بطريقة غير واعية أو مدركة بوضع مجموعة معايير سلوكية ومراقبة نفسها كفئة.

كما تقوم بمراقبة النظام الاجتماعي ككل بناءً على هذه المعايير، وبالتالي تساهم باستدامة النظام الاجتماعي وفقاً لإرادة الفئة المهيمنة! أي إنه أحد أدوات الإخضاع المجتمعية التي تبدأ بالقول وتنتهي بكل الممارسات التي تؤدي للمزيد والمزيد من الهيمنة للواقع الاجتماعي القائم.

يؤدي هذا العنف لتوليد الخوف من الأماكن الممنوعة حسب المرجعية المجتمعية السائدة، ومن السلوكيات التي لا تتماشى مع هذا النظام الاجتماعي، كما يؤدي إلى للشعور بالذنب من ممارستها، حتى وإن كانت تعتبر حقوقا ثابتة.

 وقد يصل إلى قضايا المشاعر، كما أن هذا العنف الرمزي أو الأفكار “المزروعة” تودي بالمجتمعات إلى لوم الضحية في حال تعرضت للأذى.

ويمكن أن نذكر بعض الأمثلة: فالشعور بالحاجة للعودة إلى المنزل بسيارة تكسي أو مع وجود مرافق، هو عنف رمزي يؤدي إلى حالة من الخوف، ويدفع الضحية إلى ممارسة رقابة ذاتية على الآراء المطروحة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ودائماً ما تكون حقوقا وتضعها أيضاً في موضع المساهم في استدامة النظم الاجتماعية الذكورية القائمة.

لا تتطرق منظمات المجتمع المدني السوري لقضايا العنف الرمزي إلا نادرا، حيث أنه عنف غير ظاهر على السطح ولم نطور إلى الآن آليات أو استراتيجيات حقيقة لمواجهته، ونحتاج بداية للعمل على نشر المفهوم والتوعية المرتبطة به بالإضافة لآليات اجتماعية سياسية للحد منه والمساهمة بخلق أو تكوين نظم اجتماعية جديدة أكثر عدلاً ومساواة.

محمد كلثوم

أترك تعليق

المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015