أمل برلين- استضافت مؤسسة روزا لكسمبورغ Rosa Luxemburg ندوة حول فيلم الجلد (Skin) للمخرجة السورية عفراء باطوس حيث تم عرض العمل السينمائي في إحدى صالات المؤسسة التي غصت بالحضور، ثم جرى نقاش مع المخرجة عفراء وأحد الممثلين الرئيسين بالفيلم صبحي الشامي وتعذر حضور الممثل الآخر حسين المقيم حالياً في فرنسا.
الجلد في سطور
يروى الفيلم قصة صداقة حقيقة بين عفراء وحسين وصبحي، حيث تبدأ الأحداث في مدينة حلب ثم ينتقل مجرى العمل إلى العاصمة اللبنانية بيروت، حيث يكون حسين وعفراء ويلتحق بهما صبحي ويعشوا جميعاً في منزل واحد وتبدأ مرحلة الإنهيار التدريجي بسبب الأوضاع المتدهورة في سورية.
ثم ينتقل حسين إلى تركيا ومنها يعود إلى سورية لأنه لم يجد ذاته لا في بيروت ولا في تركيا، ويتشارك مع أهالي منطقته بريف حلب أوضاعهم المأساوية بسبب القصف اليومي من قبل قوات النظام السوري.
وفي إحدى المكالمات يقول: “ذهبت إلى السفارة الفرنسية للحصول على الفيزا وبعد أن كانت أحلامنا أن ننتصر بالثورة ونبني وطناً يتسع لنا جميعاً أصبح حلمنا ينحصر بأن نقنع الأجانب بأن يعطونا فيزا كي نرحل من هذا الوطن”.
أما صبحي فعمل بلبنان أكثر من عمل كمدرس مسرح في مدارس لبنان، كما عمل في بار وتكلم عن حلمه أن يعود إلى سورية ليفتتح باره الخاص في مدينة حلب.
“الجلد” ذاكرة منقوشة بمآسي الحرب السورية
تميّز الفيلم بنقل مشاهد واقعية تماماً وتظهر فيها العفوية بشكل واضح، حيث أن الممثلان الرئيسان يظهران عدة مرات عراة الصدر، كما لم يتم حذف الشتائم أو وضع صوت بديل لها، بل ظهرت كما هي.
أمل برلين التقت المخرجة عفراء باطوس بعد عرض الفيلم و أخبرتنا عن سبب تسمية العمل بـ جلد، حيث قالت: “استوحيت اسم جلد من عنوان كتاب له نفس الاسم للكاتب ميلان كونديرا (كاتب فرنسي من أصل تشيكي)، عندما يلتقي الشخص بالآخرين، كل التعبيرات التي تظهر على وجهه سواء كانت حزن أو فرح هي محفوظة من قبل الجلد، فكل التفاصيل التي مرت بها الثورة السورية والحرب الدائرة محفوظة في أوجهنا من خلال جلودنا. ونحن كجيل شهد هذه الثورة يجب أن نتوقف عن السؤال، هل ما فعلناه صح أم خطأ؟، ما حصل قد حصل ويجب أن نكون فخورين به”.
وأضافت باطوس: “لم نحذف الشتائم من الفيلم لأنني أردت اظهار الإحاسيس على حقيقتها، وكي لا يشعر من يشاهد الفيلم أن هناك حدود بينه وبين الشخصيات، فأنا أريد اظهار هذا الجانب من المجتمع السوري الذي هو أيضاً موجود، أي المجتمع الذي يقبل الصداقة بين الشاب والفتاة وليس كما حاول الإعلام اظهاره كمجتمع يميل إلى التطرف”.
يذكر أن عفراء باطوس سورية ولدت في حلب وتخرجت من قسم الأدب الإنكليزي، وعملت بالمسرح لعدة سنوات قبل انتقالها إلى ألمانيا حيث تقيم حالياً في مدينة نورنبيرغ.