المرأة الفلسطينية تريد حضوراً دستورياً
وضع المرأة الفلسطينية بين القانون الجنائي & الدستور/ انترنت

موقع “شبكة حياة الاجتماعية”- المرأة الفلسطينية لها خصوصيات في هذا العالم تتميّز فيها عن نساء العالم كافة. فهذه المرأة الزوجة والأم والأخت، تعاني سلباً لحقوقها نتيجة ممارسات الاحتلال الذي يخنق حريتها وينغّص حياتها في يومياتها الصغيرة والكبيرة كما لا تجد لحضورها صدىً في القانون الفلسطيني. وأخيراً بدأت المنظمات الأهلية النسائية تبحث عن المشاركة والتأثير بصياغة دستور دولة فلسطين بما يكفل مدنية الدولة وحماية حقوق المرأة في الدستور.

بسبب الاحتلال الإسرائيلي الطويل للأراضي الفلسطينية دفعت المرأة الفلسطينية ثمناً باهظاً في كافة المراحل، فسقطت آلاف الشهيدات منذ مطلع القرن الماضي وهُجِّرت آلاف السيدات وسُلبت أراضيهن وأملاكهن. في حرب 1948 وفي الاجتياحات الإسرائيلية المتلاحقة والمتكررة للمدن والمخيمات حتى الانتفاضات في 1987 و2000 حين بلغت المعاناة الذروة، وحتى اليوم ما بين عدوانٍ وآخر، تدفع المرأة الفلسطينية من حياتها الكثير.

وفي حربٍ لا قرار فيها للمرأة سوى تلقّي التبعات السلبية من أوجاعٍ وموتٍ واعتقالٍ وجروحٍ غائرة، تبحث المرأة الفلسطينية عن دورٍ لها في صناعة السلام، وفي القرار السياسي والوطني.

الحرب والسلم

في منتصف شهر حزيران (يونيو) عقدت  الحركة النسوية الفلسطينية التي جمعت عضوات اتحادٍ عامٍ للمرأة وممثّلاتٍ عن لجنة الدستور الفلسطيني وجمعياتٍ أهلية ونوابٍ في المجلس التشريعي الفلسطيني وممثلّاتٍ من منظماتٍ حقوقية وعمالية، اجتماعاتٍ مكثّفة لوضع برنامج تعزيز مشاركة المرأة في الحياة العامة، بحسب ما ذكرت “وكالة الأنباء الفلسطينية”.

وترى المديرة التنفيذية للمبادرة الفلسطينة لتعميق الحوار العالمي والديموقراطية، ليلى فيضي، أنّ مشاركة المرأة الفلسطينية في مراكز صنع القرار، يساهم في إرساء الحلول وصنع السلام. وتقول “دمّر الاحتلال حضور المرأة الفلسطينة وأحال حياتها سواداً وألماً، هي لا تستطيع قول شيءٍ سوى تلقّي الضربات. من هنا فإن مشاركتها في الحياة السياسية والدستورية تساهم في إضافة نزعة السلام والأمان. من حقّها أن تكون مؤثّرةً في قرار الحرب والسلم”، بحسب تقريرٍ نشر في موقع “المبادرة الفلسطينية” على الإنترنت.

وكان قرار الأمم المتحدة رقم 1325، الصادر عن جلسة مجلس الأمن رقم 4213، في العام 2000 دعا إلى تمكين نساء العالم اللواتي يعشن في دول الصراع المسلّح إلى المشاركة ولعب دورٍ مهمٍ في منع الصراعات الدولية والمحلية المسلّحة.

خصوصية فلسطينية

للحالة الفلسطينية خصوصيةٌ تستلزم دستوراً خاصّاً، كما تصف الخبيرة القانونية سناء سرغلي، وتضيف “المطلوب دراسة الواقع الفلسطيني، ومراعاة المتغيّرات والظروف المغايرة ما بين الحالة الفلسطينية والنماذج الأخرى العربية المشرّفة في هذا المجال بخاصّة وضع المرأة في الدستور التونسي”. وتشدّد على ضرورة “البحث عن أدواتٍ جديدة فيما يتعلّق بتعزيز دور المرأة الفلسطينية داخل الفصائل والأحزاب السياسية وعلى الصعيد الوطني العام، وأيضاً فيما يتعلّق بأولويات العمل بالنسبة للمرأة الفلسطينية، وهذا يتطلب تشكيل قوى ضاغطة وتبني برامج توعوية داخل تلك الفصائل والأحزاب”.

الدستور الجديد

دعم دور المرأة الفلسطينية داخل الفصائل والأحزاب السياسية ودعم المشاركة السياسية للمرأة من خلال بلورة سياساتٍ وبرامج تعزّز من وعي المجتمع الفلسطيني تجاه المشاركة السياسية للمرأة وبما يكفل حماية حقوقها في التشريعات والقوانين، هي جوهر المطالب التي تسعى المرأة الفلسطينية إلى تحقيقها.

واتفقت الجمعيات الناشطة في اجتماعاتها على تكثيف العمل التوعوي، من أجل وعي مجتمعي داعم لمبادىء العدالة والمساواة وعدم التمييز في الدستور الفلسطيني، وإلى التأكيد على دور الحركة النسوية وإعداد وثيقة خاصّة بالفلسطينيات تحظى بالتوافق النسوي على القضايا المشتركة وقاعدة الحقوق بالنسبة للنساء الفلسطينات، على أن ترفع ذلك لاحقاً للجنة صياغة الدستور الجديد.

وتدرك المرأة الفلسطينية أنّ الواقع صعب لكن يجب العمل على التغيير بقوّة، من خلال حملةٍ شرسة تساعد في الانخراط في الحوار حول دمج الأجندة النسوية في دستور فلسطين وتدوين القانون الفلسطيني ببنودٍ تضمن حقوق المرأة وتحميها من العنف والتمييز.

بين الاحتلال والقانون الداخلي الفلسطيني تعاني المرأة الفلسطينية تمييزاً وقهراً بات من الضروري كسره والانقلاب عليه، لئلا تكون ضحية احتلالين ظالمين.

وضع المرأة الفلسطينية بين القانون  الجنائي & الدستور/ انترنت

وضع المرأة الفلسطينية بين القانون الجنائي & الدستور/ انترنت

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015