يسود اعتقاد أن النساء يتفوقن على الرجال في إنجاز كثير من المهام في نفس الوقت. فما صحة هذا الاعتقاد؟ وهل يلعب اختلاف عمل الهرمونات بين الرجال والنساء دوراً في القدرة على انجاز مهام كثيرة؟
دويتشيه فيله- أجرى الباحث السويسري تيم كيلين وزملاؤه في المستشفى الجامعي بزيورخ تجربة على مجموعة من الرجال والنساء من أعمار مختلفة، لمعرفة مدى اختلاف قدراتهم أثناء القيام بعدة مهام في نفس الوقت. وطُلب من المشاركين في التجربة أن يقوموا ببعض التمارين الذهنية تحت ضغط الوقت أثناء المشي على مسار متحرك. ومن بين الأشياء التي طلبت منهم ذِكرُ ألوان بعض النصوص التي تُعرض أمام أعينهم.
وخلص الباحثون إلى وجود اضطرابات واضحة على مستوى الإدراك لدى الرجال أثناء إنجاز الاختبارات المطلوبة منهم، حسب ما ذكر الموقع العلمي الألماني “فيسنشافت”. ولوحظ أن الرجال يحركون الذراع اليمنى بحدة أقل عندما لا يقومون بمجهود عقلي إضافي، والعكس صحيح. كما أن الجزء العلوي لجسد الرجل يكون غير متساوي أثناء المشي خلال الإجابة على أسئلة الباحثين. وبالنسبة للنساء في مرحلة الشباب أو في منتصف العمر فتبقى حركة أجسادهن متوازنة ولا تتعرض للاضطراب بغض النظر عن الاختبارات الذهنية التي طلب منهن القيام بها أثناء المشي. لكن الباحثين لاحظوا وجود اضطراب في الحركة وأخطاء التركيز لدى النساء بعد سن اليأس.
واستنتج الباحثون من هذه التجربة أن دماغ الإنسان تواجهه مشاكل واضطرابات وضعف في الأداء عندما ينجز مهمتين مختلفتين ترتبطان بنفس المنطقة من الدماغ في نفس الوقت. فالمشي ومراقبة حركة الذراع الأيسر والإجابة على الاختبار اللغوي كلها أنشطة يحتاج إنجازها لدعم المنطقة اليسرى من الدماغ، يضيف موقع “فيسنشافت”.
الاستنتاج الثاني الذي توصل إليه الباحثون يتعلق بسبب الاختلاف الموجود بين النساء قبل سن اليأس وبعد سن اليأس. ويعود تفوق النساء الأصغر سنا على النساء الأكبر سنا إلى الهرمونات الأنثوية (الإستروجينات). فهذه الهرمونات التي يتوقف المبيض عن إفرازها بعد بلوغ سن اليأس، تدعم المهارات اللغوية لدى المرأة. ولهذا السبب فالنساء يتفوقن على الرجال في إنجاز أكثر من عمل في نفس الوقت، بشرط أن تكون لديهن علاقة باللغة.