راديو السويد- في المكتبة الإسبانية من الصعب الحصول على مراجع او دراسات تفصيلية عن الفن العربي المعاصر وخاصة وان إبداعات الفنانين العرب مازالت مجهولة ولا تحظى باهتمامات الباحثين والأساتذة في الجامعات والمراكز الفنية في إسبانيا لذلك كرست الباحثة الإسبانية في تاريخ الفن المعاصر وعلم المتاحف الأستاذة الدكتورة هوليا بارروسو بيار جهدها في إبراز إبداعات الفنانين والفنانات في الفن المعاصر في العالم العربي حيث صدر لها في 12 ديسمبر 2016 كتاب بعنوان المرأة العربية في الفنون المرئية باللغة الإسبانية تحت إشراف دائرة الصحافة والإعلام في جامعة سرقسطة في مدينة سرقسطة عاصمة منطقة أراغون في شمال شرق إسبانيا وبدعم من حكومة مقاطعة سرقسطة والأتحا دالأوروبي.
الكتاب يعطي لمحة عن واقع الفن التشكيلي في تسعة دول عربية مطلة على البحر الأبيض المتوسط وهي المغرب،تونس،الجزائر, ليبيا، مصر,الأردن،لبنان , سوريا وفلسطين كما يشير الى دور المرأة العربية والتي تحولت إلى أبرز محاور هذا الإبداع وحضورها القوي في المحافل الفنية في الوطن العربي وعلى المستوى العالمي .هذا الكتاب يعتبر الثاني للباحثة هوليا بارروسو بيار حيث اصدرت كتابها الأول بعنوان الفن العربي المعاصر في شمال أفريقيا( مصر, تونس,الجزائر والمغرب) في يوليو عام 2014 وقد زارت هذه الدول وتعرفت عن قرب واقع الفن المعاصر والأعمال الفنية وكذلك المنشآت الثقافية من متاحف وصالات العروض الفنية وكذلك المراكز التعليمية من المعاهد والكليات الفنون التشكيلية والمرئية وخرجت باستنتاج توجته في هذا الاصدار الجديد. الفن العربي بكل انواعة شهد تطورات وتحولات انساجاما مع العصر الذي عاصرته ولكل دولة عربية ظروفها وبيئتها المتميزة في في ارساء قاعدة في إبراز الفنون المختلفة ، منذ القرن السادس خضعت كل الدول العربية تحت سيطرة الإمبراطورية العثمانية باستثناء المغرب والذي حافظ على نمط فنونه مستلها من إبداعات الوجود الإسلامي في الأندلس ,بعد نيل كل الدول العربية لاستقلالها تبلورت الشخصية الفنية العربية بمختلف توجهاتها الفكرية والفنية والثقافية والفلسفية وعاصرت ايضا بروز القومية العربية والتغييرات السياسية والاجتماعية والكثير من الأحداث منها ثورات الربيع العربي التي انهارت بسرعة . لبنان ومصر من اوائل الدول العربية الذين تأثروا بشكل مباشر بالفن الأوروبي المعاصر من خلال التواجد المباشر او عبر ارسال البعثات الطلابية الى فرنسا وبريطانيا.في السنوات الماضية برزت الكثير من الوجوه الفنية النسائية من خلال مشاركتها الداخلية والخارجية مبشرة بعهد جديد وخاصة وان الفن يتفاعل مع الاحداث ووسائل التقنية الحديثة اسهمت في إيجاد قنوات التواصل بين الفن والجمهور. في محتوى الكتاب نجد اسماء عديدة لرائدات الفن العربي المعاصر من ابرزهن
جاذبية سري ,مريم عبدالعليم إنجي حسن أفلاطون من مصر ,الاميرة فخر النساء زيد من الأردن , إيتيل عدنان من لبنان وزلفى السعدي من فلسطين ومن الفن الفطري والسريالية نجد الفنانات الشعيبية طلال من المغرب, فاطمة حداد المعروفة باسم باية من
الجزائر, هوليانا سيافيم من لبنان ومن وجوه التيارات الفنية الحديثة نجد الأميرة وجدان علي من الأردن, ليلى الشوا وسهى شومان من فلسطين ومن أبرز الفنانات في الوسائط المتعددة والتنصيبية نجد أسماء مثل منى حاطوم من لبنان, لالة السعيدي وصفاء الرواس من المغرب, مريم بودربالة وهدى غربال من تونس, غادة عامر وآمال قناوي من مصر وزينب سديرة وزليخة بوعبدالله من الجزائر,أروى من ليبيا ودينا حدّادين من الأردن وقائمة طويلة من الوجوه الفنية في هذه الدول.
يحتوي هذا الكتاب على 218 صفحة بالحجم المتوسط 15×21 ويتكون من خمسة فصول رئيسية
الفصل الأول لمحة مختصرة عن الفن المعاصر في الدول العربية المطلة على البحر الأبيض
الفصل الثاني الفن والبنية التحتية من مراكز تعليمية وثقافية ومتاحف وصالات العروض الفنية في دول شمال افريقيا
الفصل الثالث الفن والبنية التحتية من مراكز تعليمية ومتاحف ومراكز ثقافية في سوريا,الأردن ,لبنان وفلسطين
الفصل الرابع دور المرأة العربية في الفنون المرئية
الفصل الخامس لمحة عن أبرز الفنانات في الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط ودورها في تفعيل النشاط الفني , كما تم التطرق لبعض أعمالهم والتيارات الفنية التي تأثرت بها.
كتاب المرأة العربية في الفنون المرئية في الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط يعتبر إضافة جديدة الى المكتبة الإسبانية للتعرف عن قرب لواقع الفن العربي المعاصر ومكانتة في الخارطة الفنية العالمية وخاصة وان الفن لغة عالمية ليست بحاجة الى ترجمة فورية والإبداع هي صفات البشرية بغض النظر عن اللغة والانتماء العرقي وهي وسيلة مباشرة لتفاعل وتجانس البشرية عبر اللوحة الفنية والصورة والنحت والشعر والموسيقى والكلمة, لان عالمنا اليوم بحاجة ماسة في غرس أواصر الصداقة والمحبة بين الشعوب لابعاد شبح الكراهية.