المستثمرة السورية ميادة عطا الله: المرأة.. ضلع قادر!
السورية ميادة عطالله

ماريا سليمان/ شبكة أخبار دمشق- يوماً بعد يوم تثبت المرأة السوريّة مكانتها في جميع المجالات، وخاصةً في عالم الأعمال، علىٰ الرغم ممّا تعرّضت له خلال سنوات الحرب الإرهابية على سوريّة. وقد برزت النساء السوريات أمام كل تلك التحديات والظروف التي واجهتها خلال الحرب العالمية على وطنهنّ ، ودورهنّ الإيجابي في مواجهة تلك التحديات.

“ميادة عطا اللّه”؛ من النساء السّوريات اللّواتي تحديّن ظروف الحرب والضغوطات التي عانت منها المرأة. “عطاللّه” سيدة أعمال سورية حاصلة على إجازة في اللغة العربية، اخترقت عالم الأعمال والاستثمار  لتصبح أول امرأة مستثمرة تدير سلسلة من مطاعم “الجغنون” في اللاذقية. موقع ” شبكة أخبار دمشق ” زار عطالله في مكان عملها ، وكان لنا معها الحوار التالي:

س1: كيف بدأت مشوارك العملي، على اعتبار أنّك تزوّجت بعمر مبكر؟

تزوّجتُ بعمر العشرين _حين كنت في السنة الأولى في الجامعة_ برجل يعمل في هذا المجال وهو زوجي “نقولا جغنون”، وباللاشعور انخرطت معه بأعماله بصورة غير مباشرة، ومن هنا اكتسبت خبرة صغيرة.

وعندما أنهيت المرحلة الجامعية وأصبح لدي أولاد لم يكن لدي ما أفعله أو أعمل به، إلا الإهتمام بالتربية والمنزل، وبعض الأعمال الخيرية التي كنت أقوم بها.

ومن هنا بدأت مسيرتي المهنية بشكل غير مباشر من خلال مشاركة زوجي عمله، والاستفسار عن كل شيء، والتدخل البسيط من قِبلي، وعلى مايبدو اكتسبت الخبرة باللاشعور.

وعند إصابة زوجي بمرض السرطان كانت تجربة صعبة، وأصبح لدي مسؤوليات كثيرة، إن كانت تربية أو منزل أو إدارة المطاعم، ومن ثم ترأست بعد وفاته إدارة مطعم صغير كان أفضل لي كشخص جديد في هذا المجال ، فقد كانت لدي تلك القوة لإدارته، إلى جانب تشجيع بعض الأشخاص لي.

س2: انتقالك من مجال عمل إلى آخر … كيف كان أثر هذا الانتقال؟

عند شراءنا لمطعم “الجغنون” الغربي في اللاذقية أصبح الضغط كبير جداً، ففي كل مؤتمر لوزارة السياحة كنت موجودة، ولا أستثني وجود زوجي بقربي الذي قدم لي الدعم النفسي والشخصي، وأعمالي الخيرية التي كنت أقوم بها كان لها نجاحها، فهذا الانتقال كان إيجابي.

س3: ماهو دور الرجل/زوجك في حياتك؟ وهل زواجك بعمر مبكر أعاق تحقيق أحلامك أو أخرها؟

زواجي لم يشكل لي أي عائق، لكنه قفز بي من مجال إلى مجال ليس اختصاصي، وعند إنهائي المرحلة الجامعية كانت فكرة “الوظيفة” مرفوضة، من أجل التفرغ للأمور المنزلية والتربية، ولكن المرأة الناجحة في رأيي هي التي تستطيع التوفيق بين المنزل والعمل ، وهذا لم يكن له التأثير الكبير  ، فالإنسان الذي يريد تحقيق هدفه “لازواج مبكر يوقفه” ولا شيء آخر.

كما أعتبر زواجي فرصة حققت لي أمور كثيرة و بعمر صغير، لذلك على المرأة أن لا تقف عند أمر ما، على عكس ذلك، يجب عليها النهوض وتحقيق أهدافها، فوصولها إلى عمر معين من دون تحقيقها لشيء يعرضها لبعض الضغوطات النفسية، لذلك لا أعتبر زواجي سبباً في تأخر أحلامي أو تحقيقها .

-هنا أحضر النادل القهوة ،احتست قليلاً منها وهي تتابع صورة البحر أمامها، ربما كان الحنين! – تكمل حديثها بعد ابتسامة ”(وراء كلّ رجلٍ عظيم امرأة)، وأنا أقول: (وراء كلّ امرأةٍ قويّة رجل)؛ لأنّ المرأة لا تستطيع تكوين شخصيتها القويّة إلا من الجنس الآخر إن كان أب أو أخ أو زوج، لايعني أنّ تتبع المرأة الرجل، فقد كان زوجي من أكبر الداعمين لي نفسياً وأعطاني القوة.”

س4: ما التحديات التي واجهتك عند دخولك مجال رجال الأعمال؟ وخاصة أنك امرأة؟

هناك بعض الصعوبات في بداية الأمر، وخاصة فيما يتعلق بالدوائر الرسمية، فلم يكن لدي خبرة كافية من قبل، ولكن لا أعتبرها تحديات كبيرة أو مستحيلة.

إلى جانب ذلك كان لمديرية السياحة دور كبير من خلال تسهيل بعض الأمور المتعلقة بالأوراق، ولكن المعوقات كانت من المجتمع الذي يستغرب وجود امرأة في هذا المجال، مجالاً يعتبر حكراً على الرجال.

كذلك استغراب بعض رجال الأعمال أو الموظفين في المطعم، كوني امرأة و لايجب دخولي في هذا المجال.

س5: ما هي النصيحة التي تريدين تقديمها للمرأة السورية؟

نحن بأيدينا نظلم أنفسنا؛ فالمرأة هي التي تظلم نفسها، ويقع على عاتقها ثقافة الرجل، وعلى سبيل المثال: الأم لايجوز أن تقول “الصبي لأنو صبي فيه يعمل كلشي”، هذا غير صحيح، و هنا يأتي دور الأم في التربية والتوعية.

وعبارة “ظلم المرأة للمرأة” إذا أردتِ إلصاقها بتجربتي؛ عند استلامي مسؤولية المطعم، كان الاستغراب من قبل الإناث أكثر من الذكور. فقد أصبحت المرأة الآن موجودة في كافة المجالات والقطاعات، لذلك أقول للمرأة السورية أنت قوية وقادرة على فعل المستحيل، وذلك بإيمانك المطلق بنفسك.

س6: ما الذي تطمحين إلى الوصول إليه مستقبلاً؟ وهل لديك مشاريع جديدة؟

أطمح إلى أن أدير منشأه وتكون لي ويعمل بها عدد كبير من العمال؛ لأن أكثر متعة يستطيع الإنسان أن يتمتع بها هي شعوره بأنه قادر على مساعدة أكبر عدد من الأسر السورية، ويشارك في بناء هذه الأسر.

مؤكّد أن لدي توجّه لمشاريع كثيرة أطمح إليها، ولكن في ظل ماتعاني منه سوريتنا اختلفت حتى طموحاتنا، وأصبح طموحي أو حلمي له وجهة مختلفة تماماً، وهي الإهتمام بمشروع تكون اليد العاملة فيه من شهدائنا الأحياء الذين قدّموا لنا أغلى ما يملكونه من أجسادهم، فعلينا الإهتمام بهم، وأطلب من الله أن يساعدني في تحقيق هذا الحلم، فهذا ليس بالأمر السهل، ويتطلّب الكثير.

س7: ماذا عن عملك بمطرانية الروم الأورثوذكس في اللاذقية؟

تسلّمت منصب أمينة سر المجلس الملي منذ ثلاثة عشر عاماً، و يتألّف المجلس من عددٍ من رجال الأعمال وعددٍ من الأطباء والمحامين، فكان لي شرف التواجد بين أعضاءٍ لهم الأولوية في حسم الأمور المادية والأملاك المُتعلّقة بالمطرانية، ومازلت المرأة الوحيدة في هذا المجلس؛ مما يحمّلني المسؤولية في الإلتزام وإعلان كلمة الحقّ بما ينفع الرعية بعيداً عن الفائدة الشخصية؛ فهو مكانٌ على من يجلس به أن يبذل نفسه من أجل الآخربن ويعمل لمصلحة الجماعة.

س8: كونك امرأة قائدة في عملك، كيف كان تعامل الرجال معك؟

لم أواجه مشاكل أو صعاب تذكر، لكن تواجدي في مكان كان حكراً على الرجال فكانت نظرات الاستغراب أحياناً والإعجاب في قدرتي على المتابعة واضحة، ومن إيمان الرجال في مجتمعاتنا أن المرأه ضلع قاصر كانت لي الفائده الأكبر بصراحة فكانت المساعدة المعنوية حاضرة على اعتبار أني في نظرهم ضعيفه، ولم أجادل في هذا الموضوع خلال سبع سنوات من العمل المتواصل لكن بدأت الحرب ضدي بصورة غير مباشرة بعد أن تم الإثبات بأن المرأة ضلع قادر دون أن أتلفظ أنا وأواجه. فالعمل كان هو الإثبات وهنا بدأت مشكلتي والحرب كانت واضحة من بعض الأفراد التي تتضارب مصالحهم الخاصة مع نجاحي كإمرأه في هذا المجال، ولكن لابد أن أتابع فالدعم الذي تمنحني إياه وزارة السياحة يجعلني أقوى لاثبات أن ثقة الوزارة والدولة في المرأة السورية لن ولم تخيب أبداً، وهذا مايجعلني أتحمل على كاهلي مسؤولية أكبر لأن من يعطيك ثقته يجب أن تعطيه كل قدراتك.

ست ميادة شكرا لإستضافتك “موقع شبكة أخبار دمشق” في مكان عملك!

 أهلاً وسهلاً بكم ،وشكراً لدعمكم المرأة السورية.
السورية ميادة عطالله

السورية ميادة عطالله

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015