اليوم الدولي لإنهاء ناسور الولادة 23 أيار/مايو
اليوم الدولي لإنهاء ناسور الولادة

الأمم المتحدة- يموت في كل يوم في جميع أنحاء العالم ما يقارب 800 امرأة بسبب المضاعفات ذات الصلة بالحمل أو الولادة. وتشير التقديرات إلى أنه مقابل كل امرأة تموت لأسباب نفاسية، يعاني ما لايقل عن 20 امرأة من الاعتلال النفاسي، ومن أشد أشكاله ناسور الولادة.

وتدعو الجمعية العامة المجتمع الدول، في قرارها (A/RES/67/147) إلى الاحتفاء بهذا اليوم الدولي سنويًا، لزيادة الوعي وتكثيف الجهود الرامية إلى إنهاء ناسور الولادة. ودعا القرار إلى تحسين عمليتي تسجيل الناجيات من الناسور ومتابعة حالاتهن بما يكفل حصولهن على العلاج الطبي، ولضمان حصولهن على الرعاية التوليدية في أثناء فترات الحمل المقبلة. ويحثّ القرار لمنع تكرار الإصابة بناسور الولادة على المتابعة بعد العمليات الجراحية وتتبع مريضات ناسور الولادة.

يمكننا إنهاء ناسور الولادة!

يعدّ ناسور الولادة واحداً من المضاعفات الخطرة والمأساوية للولادة. والناسور هو خرق بين قناة الولادة والمثانة أو المستقيم بسبب الولادة الطويلة والمتعسّرة. وتتسبب هذه الحالة في سلسل البول، مما يؤدي إلى نبذ مجتمعاتهن لهن. وتعاني المصابات بالناسور من الاكئتاب والعزلة الاجتماعية واشتداد الفقر.

وربما عانت بعض النساء من هذه الحالة لسنوات طويلة — وربما لعقود — بسبب عجزهن عن السعي للعلاج.

ويقدّر عدد النساء المصابات بالناسور في أفريقيا جنوب الصحراء وآسيا والمنطقة العربية وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي بمليوني امرأة، بينما تقدر عدد الأصابات السنوية الجديدة في جميع انحاء العالم بـ50 ألف إلى 100 ألف حالة.

وتحدث معظم نواسير الولادة بين النساء الفقيرات اللائي يعشن في ثقافات قد يرتهن فيها مركز المرأة واحترامها لنفسها، بشكل تام تقريباً، بزواجها وبقدرتها على الإنجاب.ومع ذلك فالناسور هو حالة طبية بمكن الوقاية منها، واستمراره هو دليل على فشل نظم الرعاية الصحية في تلبية الاحتياجات الصحية الأساسية للنساء.

وتظهر أعراض ناسور الولادة بشكل عام في فترة ما بعد الولادة المبكرة. ومع ذلك، يمكن أن تحدث أعراض أخرى شديدة القساوة مثل التعرض لصدمة نفسية وتدهور الصحة وزيادة الفقر والوصم الاجتماعي من قبل العائلة والأصدقاء.

ويأتي ناسور الولادة في الأغلب عقب ولادة مطوّلة ومتعسرة وعادة ما يصيب السيدات من الفئات الأشد فقراً وغير المتعلمات اللاتي يعشن في المناطق الريفية ببعض البلدان التي تتدنى فيها جودة الرعاية التوليدية والتي تلجأ السيدات بها لأن يضعن حملهن في بيوتهن.

وبدون المعالجة السليمة، قد تدخل السيدات المصابات بناسور الولادة في معاناة طويلة الأمد ويعجزن عن التحكم في إخراج البول أو البراز. ويجد هؤلاء النساء أنفسهن، نتيجة هجر أزواجهن وأسرهن لهن، منبوذات من المجتمع. فالفتيات منهن يتركن المدارس والسيدات لا يقدرن على العمل أو تصبح بعض الأمور البسيطة، مثل ركوب الحافلات بمثابة مشكلات معضلة بسبب الروائح المنبعثة منهن.

ويمكن الوقاية من ناسور الولادة وفي معظم الحالات يمكن علاجه. فالجراحات الترميمية على يد جراح مدرب وخبير في الناسور يمكنها أن تعالج الإصابة، إذ تبلغ معدلات نجاح العملية الجراحية 90 في المائة في الحالات الأقل تعقيدا. ويبلغ متوسطة تكلفة معالجة ناسور الولادة — بما في ذلك الرعاية اللاحقة للعملية الجراحية وإعادة التأهيل — 300 دولار لكل مريضة.

والجدير بالذكر أنّ ناسور الولادة من الأمراض التي يمكن الوقاية منها؛ ومن الممكن تجنّبه إلى حد كبير باتخاذ الإجراءات التالية:

  • تأخير أول حمل؛
  • وقف الممارسات التقليدية الضارّة؛
  • الحصول على خدمات الرعاية التوليدية في الوقت المناسب.

هناك نقص في المعطيات الخاصة بمعدّلات وقوع وانتشار ناسور الولادة، غير أن تقديرات صندوق الأمم المتحدة للسكان تشير إلى أنه ما بين 2 و4 ملايين امرأة يعانين من ناسور الولادة في البلدان المنخفضة الدخل في أفريقيا وجنوب شرق أسيا والشرق الأوسط، إلى جانب ما بين 50 و100 ألف امرأة وفتاة يصبن بهذا الداء كل عام. وتقول ماريانا فيدمر، بإدارة بحوث الصحة الإنجابية بمنظمة الصحة العالمية، أن الوصم الاجتماعي وسوء الفهم النابع عنه قد أدّى إلى قصور شديد في التبليغ عن هذه حالات الناسور، ومن ثم أصبح هذا الداء من الحالات المرضية غير المعلنة.

ويتولى صندوق الأمم المتحدة للسكان إدارة حملة القضاء على الناسور، بجانب الفريق العامل الدولي المعني بناسور الولادة، وهو هيئة اتخاذ القرار بالحملة ويتألف من 60 وكالة وطنية ودولية تتعاون فيما بينها في شتى الجوانب المتعلقة بالناسور بما في ذلك الوقاية والمعالجة وإعادة الإدماج في المجتمع والتأهيل. وقد بدأت الحملة أنشطتها عام 2003، وقامت، على حد قول جيليان سلينجر، منسقة الحملة بصندوق السكان، ببذل جهود كبيرة في رفع مستوى الوعي حول هذه الحالة المرضية.

وهناك تحسّن كذلك في درجة فهمنا لناسور الولادة بالتوازي مع الانتهاء من بعض الدراسات، ومن بينها مراجعة الأدبيات المؤلفة حول معدلات انتشار ووقوع الناسور على مستوى العالم التي تجريها كلية لندن للصحة والطب المداري. وتقوم كلية جون هوبكينز بلومبيرغ للصحة العمومية بالإشراف على دراسة متعددة البلدان للبحث في توقعات سير المرض بعد العمليات والحصائل طويلة الأمد لحالات ناسور الولادة بعد إجراء الجراحة، ذلك فضلا عن التحسن في الصورة السريرية (الإكلينيكية) الخاصة بهذا الداء.

وتقوم إنجندر هيلث، وهي منظمة أمريكية غير هادفة للربح معنية بالصحة الإنجابية، ومنظمة الصحة العالمية، بتنسيق التجربة العشوائية الضابطة لدراسة التدبير باستخدام القسطرة لدى مرضى الناسور في المرحلة اللاحقة لإجراء العمليات.

كما قامت منظمة الصحة العالمية مؤخراً بإعداد الدلائل الإرشادية السريرية (الإكلينيكية) لناسور الولادة، بينما قام الاتحاد الدولي لأمراض النساء والتوليد والجمعية الدولية لجراحي ناسور الولادة وغيرهما من الشركاء بنشر الدلائل الإرشادية الأولى الخاصة بجراحة إصلاح الناسور.

*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبها/كاتبتها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”. 

اليوم الدولي لإنهاء ناسور الولادة

اليوم الدولي لإنهاء ناسور الولادة

أترك تعليق

مقالات
يبدو أنه من الصعوبة بمكان أن نتحول بين ليلة وضحاها إلى دعاة سلام! والسلام المقصود هنا هو السلام التبادلي اليومي السائد في الخطاب العام.المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015