يصادف اليوم الثلاثاء 29 تشرين الأول/أكتوبر “اليوم العالمي للتضامن مع ضحايا جرائم الشرف” والتي بداعيها تُقتل الآلاف من النساء في كل مكان، وهي الحملة التي جرى إطلاقها في عام 2009 في مثل هذا اليوم، حيث تم إطلاق “#اليوم_العالمي_للتضامن_مع_ضحايا_جرائم_الشرف“، بهدف دعم النساء والفتيات المتضررات من “جرائم الشرف” بكل أشكالها المتعددة.
جاءت فكرة هذا اليوم في سوريا في يوم 29 أكتوبر عام 2009، وذلك بعد أن ثارت النساء السوريات إثر صدور حكم من إحدى محاكم الجنايات في البلاد، ببراءة شخص أقدم على قتل شقيقته المتزوّجة بكل وحشية ودموية، مُبرّراً ذلك بأنه فعله بداعي وباسم “الشرف”، وهو الأمر الذي دفع “مرصد نساء سوريا”، أن يندد بقوة بهذه الواقعة.
كما قامت النساء السوريات في ذلك الوقت، وبتنظيم من “مرصد نساء سوريا”،بإطلاق حملة عالمية على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وتمكنّ من جمع عدد كبير من الأشخاص المؤيدين للحملة والرافضين لقرار المحكمة. وبالفعل وصل صوتهن وتم الإعلان عن هذا التاريخ ليصبح يوماً عالمياً للتضامن مع ضحايا جرائم القتل بداعي الشرف، وجاء تحت شعار “يوم لكيّ نتذكر أن هذه الجريمة لن تصير تاريخاً أسود ما لم نقم جميعاً بمواجهتها من دون كلل ولا ملل، من دون تساهل ولا أعذار”.
ما هي جرائم الشرف
جرائم الشرف هي جريمة قتل يرتكبها أحد افراد الأسرة من الرجال ضد أنثى من ذات الأسرة، بسبب شكوك حول ارتكاب هذه الأنثى فعلا مخلًا بالأخلاق بنظر الجاني، مبررين ذلك بالحفاظ على “شرف الأسرة”.
رغم الكثير من الحملات لوضع حد لجرائم الشرف في العالم وعلى الرغم من تشديد العقوبات القانونية على مرتكبيها، إلا أنها لا زالت تقع، حيث تعدّ جرائم “القتل بداعي الشرف” ضمن أكثر الجرائم التي تحدث في العالم، خاصة في الدول العربية والمجتمعات المتديّنة، فبدعوى الدفاع عن الشرف يتم قتل عدد من الفتيات في مختلف دول العالم دون رحمة، وسط تحذيرات من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية للكفّ عن “القتل بداعي الشرف”.
وفقاً للتقارير؛ يقع سنويا نحو 5000 شخص معظمهنّ من النساء، ضحيةً لجرائم قتل تُرتكب باسم حماية شرف العائلة في أنحاء متفرقة في العالم.
وفي 15 أكتوبر من عام 2004، شدّدت الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال دورتها 59، على الحاجة لمعاملة جميع أشكال العنف المرتكب ضد النساء والفتيات بما فيها “الجرائم المرتكبة بداعي الشرف”، بوصفها أعمالاً إجرامية يعاقب عليها القانون، وأكدت على البند “98” بشكل خاص الذي جاء تحت عنوان “العمل من أجل القضاء على الجرائم المرتكبة ضد النساء والفتيات باسم الشرف”.