enabbaladi- انتقد عددٌ من الناشطين والصحفيين حملةً أُطلِقت في دمشق للحدّ من التحرّش في وسائل النقل العامة. وحدّد المنتقدون أنّ الحملة وصفت أي شاب يجلس بطريقة المباعدة بين الساقين Manspreading بالمتحرّش، معتبرين أن المتحرّش ليس بحاجةٍ إلى وضعية جلوس معيّنة لممارسة التحرش.
في حين انتقد بعض الصحفيين تجاهل المبادرة لما أسمَوها بـ”الحقيقة العلمية المتعلّقة باختلاف تركيب منطقة الحوض والجهاز التناسلي، وصعوبة ضمّ الساقين بالنسبة للذكر”، رافضين تسمية الجالسين وفق الوضعية المذكورة.
وأثار الصحافي محمد محفوض، عبر صفحته في “فيس بوك”، تجاهل المبادرة لاحتمالية وجود أطفال أو حقيبة نسائية قد تُعيق جلوس الشاب في المقعد ذاته إلى جانب المرأة أو الطفل. وأشار إلى أنّ “المبادرة لم تتطرّق إلى وجود أزمة مرورية تُجبِر أربعة أشخاص على الجلوس في مقعد مخصص لثلاثة فقط”، حسب قوله.
وطالت الحملة انتقادات أخرى عبر “تويتر”، طالب فيها ناشطون بإصدار حملة مُضادة بعنوان “خليلي مسافة ومن إيدي لا تخافي”، مُتَّهمين سائقي النقل الداخلي بتكديس الراكبين، ومُطالبين بحملة موجّهة إلى سائقي باصات النقل الداخلي بعدم تحويل الباص إلى “قطرميز مكدوس”، حسب تعبيرهم.
في حين سخر آخرون من الحملة التي تُطالب بتوفير مسافة للراكبين، بينما أغلبيتهم يقضون فترة تنقلاتهم وقوفاً غير جالسين كما تصوّرها ملصقات الحملة.
ويُظهِر الملصق صورةً لشابٍ يجلس بجانب فتاة محاولاً التحرّش بها عبر مدّ ساقه، وتمّ وضع عنوان الحملة الصورة بكلمة “خليلي” كدليل تحرّش، في حين أُرفِقَت صورةٌ بجوارها تُوضِحُ ترك مسافةً فاصلة بين الجنسين في أثناء ركوب مواصلات النقل العام.
وانطلقت حملة “خليلي مسافة” ضدّ التحرّش في وسائل النقل والمواصلات العامة في مدينة جرمانا بريف دمشق، في العاشر من تشرين الثاني الحالي في مدينة جرمانا بريف دمشق. وحدّد منظمو الحملة فترة التوعية مدّة 15 يوماً، تمّ خلالها توزيع 80 ملصق على وسائل النقل.
وعنونت المنظمة الحملة بعناوين أبرزها (خلي لي مسافة للأمان، خلي لي مسافة للثقة، خلي لي مسافة للاحترام).
كما أظهرت الحملة التي تنظّمها مؤسسة “نيسان”، عبر صفحتها في “فيس بوك”، تعاون عددٍ من الشباب والمتطوّعين في إلصاق البوسترات الخاصة بالحملة داخل وسائط النقل العامة.
*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبها/كاتبتها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”.