الأمم المتحدة- “إننا نحيا اليوم محطةً مخزية أخرى لمأساة من صنع الإنسان، ألا وهو الصراع السوري.
هذه الحرب التي شنت بصورة كاملة تقريباً ضد المدنيين الذين تعرضوا للقصف أو الغازات أو الحصار أو التجويع أو التعذيب أو النزوح، لمدة سبع سنوات طويلة جداً، وأمام أعين العالم، راح ضحيتها مئات الآلاف من الأرواح البريئة في هذا الصراع الطائش.
بعد سبع سنوات من الحرب والفظائع، ليس لنا أعذار. لقد تعب اللاجئون السوريون الذين التقيتهم من الوعود الفارغة والبيانات العاطفية، وهذا صحيح. فباستطاعة الجمع أن يرى كيف أن المجتمع الدولي لا يتصرف كما ينبغي، وأن البلدان ذات النفوذ في الصراع تقدم مصالحها على القانون الدولي وحقوق الشعب السوري بطريقة تخلو من الإنسانية. سوف يطاردنا لعقود قادمة شبح فشلنا في سوريا، كما هو الحال بالنسبة لجرائم جماعية أخرى وقعت في الماضي القريب.
قلبي مع العائلات السورية التي لم يكن لها ذنب في هذا الصراع والتي تعرضت منازلها وسبل عيشها وآمالها للدمار، ومع كل شخص يعمل بشجاعة لإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة داخل سوريا، في ظل ظروف صعبة ولا يمكن تصورها.
وإلى أن يتحقق السلام في سوريا، يجب أن نواصل الطريق في حماية أولئك الذين أجبروا على النزوح من منازلهم، أينما كانوا، وهذا أقل ما يمكننا القيام به.
أطالب مرةً أخرى أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذين يعملون مع دول أخرى لمعالجة جذور النزاع – ليس بوقف إطلاق النار وإيجاد مسار دبلوماسي للخروج من الأزمة فحسب، بل أيضاً بالعدالة والمساءلة عن انتهاكات حقوق الإنسان الوحشية المرتكبة ضد الشعب السوري”.
وقد تمّ تعيين أنجلينا جولي مبعوثة خاصة في أبريل 2012، بعد أعوام من التفاني في خدمة المفوضية وقضية اللاجئين.
وفي دورها الموسع هذا، تركّز جولي على الأزمات الكبرى التي تسبب دفقات هائلة من النازحين وتقوم بحشد الدعم وتمثل المفوضية والمفوض السامي على المستوى الدبلوماسي. هي تعمل أيضاً مع صناع القرار بشأن مسائل النزوح العالمية. ومن خلال هذا العمل، ساعدت في العملية الحيوية الهادفة إلى إيجاد حلول للأشخاص المجبرين على الفرار من منازلهم.
وفي زيارتها الأخيرة إلى مخيم الزعتري في الأردن آواخر كانون الثاني 2018؛ قالت خلال مؤتمر صحفي عقد في المخيم: “ علينا ألا ننسى بأن هذه الحرب بدأت بمطالب من السوريين بالتمتع بمزيد من حقوق الإنسان ويجب أن يبنى السلام في بلادهم على هذا الأساس. لا يمكن له أن يستند على التغاضي عن استهداف المدنيين من كافة الأطراف، وقصف المدارس والمشافي، والبراميل المتفجرة، والتعذيب والأسلحة الكيماوية، واستخدام الاغتصاب كأداةٍ للحرب”.