بيان مشترك لـ UN Women & UNFPA بمناسبة اليوم الدولي للمرأة
UN Women & UNFPA

يُركّز شعار اليوم الدولي للمرأة لهذا العام ألا وهو ’المرأة في الصفوف القيادية لتحقيق مستقبل من المساواة في عالم كوفيد-19 ‘ على المساهمة الكبيرة للمرأة في القيادة على كافة المستويات وعبر جميع القطاعات. وبينما نتصدى للتحديات الهائلة المتمثلة في معالجة الأثر الصحي والاجتماعي والاقتصادي لفيروس كوفيد-19، فقد أصبح من الضروري الآن أكثر من أي وقت مضى إدراج المرأة في صلب خطط التعافي المحلية والوطنية والإقليمية والعالمية.

يقرّ صندوق الأمم المتحدة للسكان وهيئة الأمم المتحدة للمرأة بالدور البطولي الذي لعبته العاملات في مجال الرعاية الصحية في مكافحة جائحة فيروس كوفيد-19. فالنساء تمثل ما يقرب من 80 في المائة من القوى العاملة في مجال الرعاية الصحية الإقليمية، كما أنهن يضطلعن اضطلاعًا متزايدًا بقدر أكبر من المسؤوليات في المنزل. وفي الوقت نفسه، ازداد معدل العنف ضد المرأة ازديادًا مأساويًا أثناء الإغلاق التام، حيث حُبست العديد من النساء مع المعتدين عليهن وعُزلن عن الخدمات الأساسية. ولا تدَخر القابلات الماهرات في المناطق الريفية في اليمن والسودان والصومال وغيرها من الدول أي جهد لإنقاذ الأرواح من خلال مساعدة النساء الحوامل اللواتي يفتقرن إلى خدمات الصحة الجنسية والإنجابية. وعلى الرغم من كل هذه الإنجازات، لا تزال المرأة تعاني من أوجه عدم المساواة ولا تمثل إلا 25٪ من المناصب العليا.

هناك عدد لا يحصى من الأمثلة الصريحة لنجاحات المرأة في قيادة مجتمعاتها عند مواجهة الأزمات، فقد ساهمت د. هبة مصطفى من مصر، والتي تعمل في جامعة جونز هوبكنز، في تطوير اختبار لفحص فيروس كورونا في المنزل، والذي سرعان ما قد يسمح للنظم الصحية بفحص ما يصل إلى 1000 شخص يوميًا. وتحافظ ملايين النساء على سلامة أسرهن ومجتمعاتهن يوميًا في المنطقة بأكملها، ويسهمن في الاقتصاد، واضعات أنفسهن قدوة للتقدم المحرز تجاه عالم أكثر مساواة بينما نعيد البناء بصورة أفضل.

حتى تتحقق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة وتوفير فرص للنساء والفتيات أن يصبحن قائدات عظيمات، علينا أن نضمن تمكينهن لاتخاذ قرارات رشيدة بشأن أجسادهن، وصحتهن، وتنظيم أسرهن. وعلينا أن نبني مجتمعات تمتعن فيها بإمكانية الحصول على تعليم جيد على جميع المستويات وفرص قانونية وعملية لاختيار مهنهن.

حتى قبل تفشّي جائحة كوفيد-19، لم تنعم النساء والفتيات بفرص متكافئة للوصول إلى كامل إمكاناتهن في قيادة المؤسسات الإقتصادية. وهذا يعيق الشركات ذاتها من الوصول إلى كامل إمكاناتها من حيث النمو والإيرادات – يرجع هذا ببساطة للواقع غير المتكافئ الذي لم يروج لقيادة قائمة على الجدارة. وبالتالي، فإن هذا يؤثر سلبًا على تطور المجتمعات المحلية والمجتمعات بأكملها. لذلك، فنحن بحاجة إلى واقع متكافىء حيث تحدد المؤهلات والجدارة والقدرات تولي القيادة وهذا ابتغاءًا في تطوير أعمالنا، ومؤسساتنا ومجتمعاتنا ودولنا. وفي هذه الأوقات العصيبة، تعد المساواة بين الجنسين أمرًا بالغ الأهمية لأن مساهمة المرأة في القيادة ضرورية لتسريع التعافي من فيروس كوفيد-19. فيمكننا معا إعادة بناء مجتمعات أفضل وأقوى.

إن هيئة الأمم المتحدة للمرأة وصندوق الأمم المتحدة للسكان على أتم الاستعداد للعمل مع جميع الأطراف المعنية لتنفيذ أطر المساواة بين الجنسين على المستويين الدولي والوطني من أجل القضاء على العنف القائم على النوع الاجتماعي، بما يشمل الممارسات الضارة، مثل زواج الأطفال، وتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية (ختان الإناث). وكل هذا لضمان الوصول الكامل إلى الخدمات الجنسية والإنجابية، والاستجابة لاحتياجات الفئات الأكثر تهميشًا وضعفاً – بما في ذلك المراهقات، والأشخاص ذوي الإعاقة، والشعوب الأصلية، والمهاجرين، واللاجئات، والنساء المعيلات للأسر، ومن يعشن في فقر مدقع، والفئات الأخرى المعرّضة لخطر التخلّف عن الركب.

كما تشمل هذه الإصلاحات القانونية والسياسية توسيع رأس المال البشري والمؤسسي، وتعزيز جمع البيانات التي تراعي النوع الاجتماعي، والمبادرات التي تعمل على تحسين صحة المرأة بما يشمل الصحة الجنسية والإنجابية، وتوسيع قدرتها على المشاركة الكاملة في الحياة العامة.

بالإضافة إلى ذلك، يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان وهيئة الأمم المتحدة للمرأة مع شركائنا في الحكومة، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني، والأوساط الأكاديمية لتعزيز حماية حقوق المرأة الأساسية والتنمية المستدامة والعادلة للجميع. وندعو الحكومات والقطاع الخاص إلى تعزيز القيادة النسائية من خلال خلق بيئة مواتية لإظهار المواهب والقدرات القيادية، وبذل الجهود لإشراك النساء في المناصب القيادية العليا، وخاصة على المستوى السياسي.

UN Women & UNFPA

*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبتها/كاتبها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”.

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015