تحت عنوان “من أجل مستقبل سوريا و المنطقة”.. انطلاق فعاليات مؤتمر بروكسل الرابع
Brussels IV Conference, 30 June 2020

بروكسل/ وكالات- انطلقت يوم أمس الاثنين فعاليات مؤتمر بروكسل الرابع تحت عنوان “من أجل مستقبل سوريا و المنطقة”. ويستضيف الاتحاد الأوروبي من 22 إلى 30 حزيران/يونيو مؤتمر بروكسل الرابع (SyriaConf2020) حول “دعم مستقبل سوريا والمنطقة”، والذي تشترك في رئاسته الأمم المتحدة بالإضافة إلى الجهة المستضيفة الاتحاد الأوروبي. وسيُعقد المؤتمر هذا العام بشكل افتراضي. 

وقال مجلس الاتحاد الأوروبي، إن مؤتمر “بروكسل الرابع” سيكون فرصة لمعالجة أوضاع اللاجئين، وتقديم المساعدة للأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي للصراع السوري، وتقديم الدعم المالي اللازم لسوريا والدول المجاورة المستضيفة للاجئين السوريين، وتعميق الحوار مع منظمات المجتمع المدني.

وأكّد نائب رئيس المفوضية الأوروبية جوزيب بوريل، خلال حوار مؤتمر “بروكسل الرابع”، الذي انطلق اليوم الاثنين، ويجمع بين المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية والمنظمات الدولية والدول المضيفة للاجئين والاتحاد الأوروبي ومجتمع الأمم المتحدة، أن الهدف هو تلبية الاحتياجات الإنسانية للشعب السوري، والعمل لوقف إطلاق النار وإيجاد حل سياسي، مشيراً إلى أن مؤتمر “بروكسل” سيدعم الجهود السياسية والإنسانية للأمم المتحدة.

وأضاف بوريل: “لقد عانى السوريون لفترة طويلة جداً. وبعد تسع سنوات من الصراع، هناك خطر بأن يصبح للعالم مناعة ضد صور وأحداث المعاناة غير المقبولة وغير الضرورية، ولكن لا يمكننا أن نسمح بحدوث ذلك؛ لا يمكننا تجاهل محنتهم. من واجبنا الأخلاقي مواصلة دعم شعب سوريا. يهدف المؤتمر إلى زيادة حشد المجتمع الدولي وراء الجهود التي تقودها الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي دائم للأزمة السورية بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254. وهذا هو السبيل الوحيد لإعادة الاستقرار والسلام لجميع السوريين.”

بينما اعتبر مفوّض الاتحاد الأوروبي للجوار أوليفير فريليي، أن سوريا في حالة عدم استقرار طويلة، وأن احتياجات اللاجئين كبيرة خاصة بعد جائحة “كورونا” بسبب انهيار الاقتصاد، مؤكداً التزام الشركاء بدعمهم للاجئين السوريين.

وعلّق المفوّض أوليفير فريليي قائلاً: “لا تزال سوريا في حالة من عدم الاستقرار طال أمدها. ولا تزال احتياجات اللاجئين السوريين حادة، لاسيما ما يترتب على أزمة “كوفيد-19″ من آثار اجتماعية واقتصادية مدمرة. وفي هذا السياق، لا يزال التزامنا بدعم اللاجئين السوريين في المنطقة ثابتاً. وسيتيح مؤتمر بروكسل الرابع لعام 2020 فرصة للمجتمع الدولي لحشد المساعدات المالية اللازمة لسوريا والبلدان المجاورة التي تستضيف اللاجئين السوريين.” 

وأضاف المفوّض لشؤون إدارة الأزمات، يانيز لينارتشيتش: “إن الوضع الإنساني في سوريا معرّض لخطر أكبر لأن جائحة فيروس كورونا تهدد الفئات الأكثر ضعفاً. ولن يتخلى الاتحاد الأوروبي عن الشعب السوري الذي هو في أشد الحاجة إلى المساعدة داخل البلاد وكذلك في المنطقة.” 

يُكَرَّس يومي 22 و23 حزيران/يونيو لأيام الحوار الافتراضية، حيث تدور أربع حلقات نقاش رفيعة المستوى بين المجتمع المدني والوزراء وكبار صانعي القرار من البلدان المضيفة للاجئين، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، وشركاء دوليين آخرين. وقبل ذلك، جرت مشاورات واسعة على الإنترنت مع منظمات المجتمع المدني من سوريا وجيرانها الذين يستضيفون اللاجئين والشتات. وسيستمر بفعاليات جانبية طوال الأسبوع، وسيختتم باجتماع وزاري في 30 حزيران/يونيو. وسيقوم عدد من مقرّري المجتمع المدني من سوريا والمنطقة بنقل التوصيات التي تمخّضت عنها المشاورات التي جرت عبر الانترنت واللجان إلى الاجتماع الختامي الوزاري في 30 حزيران/يونيو. 

خلال الجلسة الأولى للمؤتمر؛ دعت نائبة المدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكان الدكتورة جوليتا أونابانجو لبناء مقومات دولة يستطيع السوريون أن يؤمنوا بها ويعتمدوا عليها. وأضافت المسؤولة الأممية أنه يجب أن يعمل الجميع كي يعود السوريون المهجرون إلى منازلهم، مشيرة إلى أنه يجب تركيز الاهتمام على النساء والفتيات اللاتي يواجهن الزواج القسري والعنف الأسري”.

وأكّدت المسؤولة الأممية على ضرورة مواجه التبعات العميقة التي تعرضت لها النساء السوريات في المخيمات، منوهة إلى أن سوريا من أخطر دول العالم للنساء والفتيات. وأوضحت أن الأمم المتحدة ملتزمة التزاما كاملاً بمساعدة الشعب السوري خاصة النساء والفتيات وذوي الاحتياجات الخاصة.

وتحدّثت بعدها عدّة شخصيات سورية من ممثلي المجتمع المدني، كان معظمهم من السيدات. وقالت د. هالة الغاوي من مؤسسة سوريا المستقبل المشرق خلال مشاركتها في المؤتمر إن هناك العديد من مشاريع الحماية للمرأة ولكن هناك تهميش لبعض الفئات مثل ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن.

وأضافت د. هالة الغاوي  أن هناك العديد من مشاريع الحماية للمرأة ولكن هناك تهميش لبعض الفئات مثل ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن.

ودعا محمد بدران مؤسس مبادرة “جي100” لتمكين اللاجئين السوريين في الاتحاد الأوروبي والبلدان المستضيفة.

وقالت ميمونة العمار عضو مؤسس لشبكة حراس لحماية الطفل: “من المهم بناء بعض المدارس والصفوف التي تساعد في تعليم الأطفال”.

تتخلل المؤتمر عدد من الفعاليات الجانبية بين 24 و29 حزيران/يونيو والتي تستضيفها الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والبلدان الشريكة ومنظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى على الإنترنت.كما سيتشارك الممثل الأعلى/نائب الرئيس جوزيب بوريل في رئاسة الجزء الوزاري للمؤتمر في 30 حزيران/يونيو إلى جانب منسّق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ، مارك لوكوك. وسيجمع الاجتماع، الذي سيجرى عبر الانترنت، حوالي 80 مندوباً من البلدان المجاورة التي تستضيف اللاجئين السوريين والبلدان الشريكة والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية لمعالجة الجوانب السياسية والإنسانية والتنموية الرئيسية للأزمة السورية، والاعلان عن التزامات وتعهّدات سياسية تتعلّق بها. 

أيضاً أتاح الاتحاد الأوروبي واعتباراً من يوم الاثنين، معرض افتراضي بعنوان “أصوات من سوريا والمنطقة” على الإنترنت، يعرض صور وفيديوهات تُلقي الضوء على حياة الأشخاص المتضررين من الأزمة السورية وتظهر قدرتهم الاستثنائية على الصمود وتصميمهم على الاستمرار. ووفقاً للمجلس الأوروبي، فإن نحو 11 مليون سوري بحاجة لمساعدات إنسانية في جميع أنحاء سوريا، إضافةً إلى ستة ملايين آخرين في بلاد اللجوء.  

وبحسب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، فإن المؤتمر سيكون فرصة للخروج بتعهّدات طموحة والتعبير عن دعمٍ لـ”حل سياسي موثوق للصراع السوري” بوساطة الأمم المتحدة.

وسيجمع المؤتمر هذا العام جزءاً كبيراً من المجتمع الدولي، وفقاً لبوريل، مشيراً إلى أنه سيضم جميع الدول المشاركة بـ”الصراع السوري”، في إشارة منه إلى روسيا وتركيا.

ويُعقد مؤتمر دوري في بروكسل حول دعم مستقبل سوريا والمنطقة، انطلق أول مرة في نيسان 2017، والدورة الثانية منه في نيسان 2018، والثالثة في آذار 2019، وتُجمع خلاله مبالغ لمساعدة السوريين في مختلف دول العالم. وقد جمع المانحون 6 مليارات دولار في مؤتمر بروكسل الأول سنة 2017، وفي بروكسل 2 سنة 2018 جمعوا 4.4 مليار دولار، أما المؤتمر الثالث لبروكسل العام الماضي، فقد جمع 7 مليارات دولار. وتُخصص المبالغ لتقديم خدمات المأوى والغذاء والصرف الصحي والنظافة والعناية الصحية والتعليم، وغيرها من المساعدات الضرورية للنازحين داخل سوريا، واللاجئين خارجها.

ويأتي المؤتمر هذا العام قبل عشرة أيام من تصويت مجلس الأمن على تمديد قرارٍ إيصال المساعدات الأممية إلى سورية عبر الحدود، والذي ينتهي في يوليو/تموز المقبل.

Brussels IV Conference, 30 June 2020

Brussels IV Conference, 30 June 2020

Supporting the future of Syria and the region - Brussels IV Conference, 30 June 2020

Supporting the future of Syria and the region – Brussels IV Conference, 30 June 2020

*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبها/كاتبتها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”.

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015