الهيئة الوطنية للاعلام في مصر maspero- تشهد الدورة الـ 24 لمهرجان الإسماعيلية السينمائى الدولى للأفلام التسجيلية والقصيرة التى بدأت فعالياتها مساء الثلاثاء 14 مارس، ويستمر حتى يوم 20 مارس الجارى مشاركة سينمائية عربية قوية فى أغلب مسابقات وبرامج الدورة.
ووصل عدد الأفلام العربية المشاركة فى البرامج ومسابقات المهرجان إلى 16 فيلما، تتناول العديد من القضايا التى تخص المرأة العربية وقضاياها وحقوقها كذلك تلقى الضوء على الصراعات فى المنطقة العربية والحروب وتداعياتها من هجرة وغيرها من النتائج التى خلفتها تلك الحروب، ومن تلك الأفلام يأتى «أجساد بطولية» الذى يشارك فى مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة للمخرج ميشيل بانديلا وهو من إنتاج دولة السودان ويصور أوجه نضال السودانيات لاستعادة حقوقهن وحريتهن فى أجسادهن، بالإضافة إلى حقهن فى الوجود المجتمعى والقومى، وذلك من خلال تصوير ممارستهن لسياسات عملية مختلفة عبر التظاهرات والعصيان المدنى والإضراب عن الطعام معرضات أنفسهن للاعتقال والتعذيب.
بالإضافة إلى مشاركة قوية من مصر تتمثل فى فيلم «حكاية شادية وأختها سحر» للمخرج أحمد فوزى صالح ويحكى عن حكاية شادية وسحر وهما سيدتان من منطقة شعبية، مطلقتان وتعولان 3 بنات.. لكل منهما أحلام بسيطة وتسعيان بكل جهدهما لتحقيق أحلام بناتهما أيضًا قبل تحقيق أبسط أحلامهما، وكذلك توفير حياة كريمة لهن.
ومن الأفلام المشاركة أيضا «الكسوف» وهو فيلم إسبانى للمخرج ناتاشا أوربان، ويحكى أنه بينما يحتفل العـالم فى 11 أغسطس 1999 بظاهرة الكسوف، عاش الصرب أوقاتًا عصيبة بسبب نفس الظاهرة، حيث تحصنوا فى منازلهم ومخابئهم خوفا من ظل القمر، يوظف الفيلم هذا الحدث كاستعارة لضمير الأمة المدنس حول عواقب خياراتها السياسية، إذ يلقى الفيلم بظلاله على عالم الجريمة والشر الذى مازال طليقا حتى اليوم فى البلاد.
أما «تولياتى الهائمة» فهو فيلم من إنتاج التشيك حيث يتطرق إلى مشكلة البطالة من خلال سرد لأحوال مدينة تولياتى التى كانت يومًا رمزًا للاشتراكية باتت اليوم لا تقدم مستقبلاَ لشبابها، تسجل أعلى معدلات للبطالة فى العالم بعد أن كانت رائدة فى صناعة السيارات وأبرزها سيارات «لادا» الروسية الشهيرة وهو من إخراج لورا سيستريو.
مسابقة التسجيلى القصير
أما مسابقة الفيلم التسجيلى القصير فتحوى «المسيح الأسود بعيداَ عن العدالة» هو فيلم أمريكى يعرض من قلب أسوأ مذبحة تعرض لها مجتمع الأفرو- أمريكيين بالولايات المتحدة وبالتحديد فى مدينة تلسا أوكلاهوما، وتعود بنا الأحداث لعام 1921 من خلال سرد مستوحى من قصيدة للشاعر الأفرو- أمريكى كونتى كولين وسريالية لوحات رينيه ماجريت وماكس إرنست لتكون معًا قصيدة بصرية تجمع بين أرشيف الصور الحقيقية والخيال السريالى لسرد المعاناة الإنسانية وهو من إخراج مونيكا مانجانيلى.
وتشارك دولة (الجزائر) بفيلم «طحطوح» ويحكى عن تسعينيات القرن الماضى فى الوقت المعروف بالعشرية السوداء، حين غاب الأمن عن قرية «أفيغو» بأعالى جبال برج بوعــريريج الجزائرية، مما دفع سكانها إلى هجرها، ومعهم الصغير حسان بحثًا عن منطقة أكثر أمنا، ومع هذا الرحيل أصبحت الذكريات من الأطلال، لكن حسان أبى فى كبره أن تضيع هذه الذكريات وهو من إخراج محمد والى.
فى مسابقة الأفلام الروائية يأتى فيلم «دموع التماسيح» وهو من إنتاج (مصر، المملكة العربية السعودية) ويعرض من خلاله رحلة على الطريق تتصارع القوى بين الرجال بصورة ضمنية داخل سيارة أجرة يصطحب بها سائقها ابن عمه الذى يتجه إلى مدينة أخرى لتسليم مبلغ مالى، لا يمكن تجاهل حكايته التى تفجر صراعاَ بين القوى الذكورية للرجلين، وهو من إخراج خالد معيط.
كما تشارك المغرب بفيلم «السائقة» وتدور أحداثه حول يوم اعتيادى لسائقة الحافلة حسناء، تتطور الأشياء سريعا خلال هذه الرحلة المليئة بالمفاجآت لتصبح كابوسا، فى يوم لن ينساه أبدا أحد راكبى هذه الحافلة وهو من إخراج مهدى عيوش.
وتشارك (المملكة العربية السعودية) أيضا بفيلم «رقم هاتف قديم» يقتبس الفيلم عنوانه من قصيدة شعرية مشحونة بالذاكرة للشاعر العـــراقى مظفر النواب حيث يصور رحلة رجل يعيش أزمة منتصف العمر ويحاول التخلص من عوالق الماضى إلا أن هناك ما يعيقه وهو يخطو نحو حياة جديدة. وهو من إخراج على سعيد.
ومن سوريا يأتى فيلم «الخروج إلى الداخل» ويدور حول شاب ثلاثينى يخرج من مصحة نفسية يعود إلى منزله بعد انتهاء فترة علاجه فى المصحة وتعافيه، خلال هذا اليوم الذى يقضيه الشاب فى العاصمة يكتشف ما آلت إليه هذه المدينة من فوضى وأحداث جنونية، وهو للمخرجة لوتس مسعود.
أفلام البورتريه
ويعرض فى قسم «أفلام البورتريه» وهو برنامج خارج المسابقة الرسمية مجموعة أفلام من عدة دول منها لبنان وفرنسا والكويت وسوريا بجانب مصر.
هذه الأفلام هى «صول» وهو فيلم مصرى سورى مدته ٤٢دقيقة إخراج السورية زهرة البودى، تدور أحداثه حول جابى وهو مؤلف موسيقى من ذوى الاحتياجات الخاصة، يعانى من مرض نادر فى العظام «هشاشة العظام»، ووجد فى الموسيقى مبكرا شغفه وسبيله للحياة.
ومن سوريا وفرنسا هناك فيلم «عمر أميرالى: الحزن، والزمن، والصمت» ومدته ١٠٢ دقيقة للمخرجة هالة العبد الله وهو شهادة قوية على السياسة والسينما والأفكار التى قادت مسيرة المخرج السورى الكبير عمر أميرالى الأيقونية ومشاركة اللحظات الخاصة بين المخرجة هالة العبد الله وعمر أميرالى على نطاق أوسع.
ومن الكويت وفرنسا ولبنان هناك فيلم «بيروت برهان» ومدته ٩٣ دقيقة وهو فيلم نصف روائى نصف تسجيلى عن الحرب والفن فى بيروت للمخرجة وصانعة الأفلام الكويتية فرح الهاشم ويتحدث الفيلم عن المخرج السينمائى الراحل برهان علوية من خلال محاورات مع أصدقائه ونقاد شخصيات أفلامه من بيروت، كذلك لقاءات ورسائل من زمن المنفى وزمن الحرب.
ومن مصر يشارك أيضا فيلم «رقصة لا تنسى» ومدته ١٠دقائق إخراج المصرى أدهم الصفتى ويتناول الفيلم قصة حياة عبد المنعم كامل راقص الباليه ورئيس الأوبرا الأسبق الذى رحل عن عالمنا عام 2013 بعد صراع شرس مع المرض حيث ينتمى كامل إلى جيل رواد فن الباليه وأحد أهم راقصى الباليه المصريين.
*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبتها/كاتبها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”.