أخبار الأمم المتحدة- تأسست “شبكة النساء وسيطات السلام” في المنطقة العربية تحت رعاية جامعة الدول العربية وبالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة، لتصبح جزءا من التحالف العالمي للشبكات الإقليمية للنساء وسيطات السلام الذي تم إطلاقه في نيويورك على هامش مداولات الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة.
وبالإضافة إلى شبكة الوسيطات في المنطقة العربية، تم إنشاء العديد من الشبكات الإقليمية للوسيطات النساء في السنوات الأخيرة، بما فيها شبكة النساء الأفريقيات للوساطة ومنع النزاعات (FemWise-Africa)، وشبكة وسيطات البحر الأبيض المتوسط، ووسيطات بلدان الشمال الأوروبي، والنساء الوسيطات في أنحاء الكومنولث.
علاوةً على ذلك، أعرب عدد متزايد من البلدان والمنظمات متعددة الأطراف عن اهتمامه بإقامة أو دعم مبادرات مماثلة. وهذه الشبكات هي جزء من حركة عالمية لتعزيز المشاركة الفعالة للمرأة وتأثيرها في عمليات السلام على جميع المستويات.
وبمناسبة مرور حوالي عامٍ ونيّف على انضمام النساء العربيات إلى هذه الشبكة المهمة، اتصلنا بالسفيرة هيفاء أبو غزالة، الأمينة العامة المساعدة، ورئيسة قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية، للوقوف على بينة من أهداف الشبكة والنشاطات التي تقوم بها من أجل إعداد المرأة لإثبات وجودها وأهميتها في صنع السلام.
السيدة أبو غزالة شدّدت على أن وجود المرأة على طاولة المفاوضات لا يجب أن يكون “مثل الكحل في العين” أي للمظهر فقط، معربة عن استيائها من المقولة التي تفيد بأن أهمية دور المرأة في صنع وبناء السلام تكمن فقط في معرفتها بشؤون وشجون المرأة، قائلة إنها ملمة بشؤون المرأة وبشؤون المجتمع بأكمله، فهي جزء منه.
تفاصيل الحوار الذي أجري عبر تقنية التواصل عن بعد فيما يلي:
أخبار الأمم المتحدة: أولا، سيدتي، نبدأ من البداية. كيف ولدت فكرة إنشاء هذه الشبكة وما أهميتها؟
السفيرة هيفاء أبو غزالة: شكراً سيدتي، هذا موضوع مهم يعود بنا إلى الوراء، إلى البدايات. قمتُ، بمعية فريق داعم، بإعداد استراتيجية إقليمية تحت عنوان المرأة والأمن والسلام، وذلك قبل انضمامي إلى جامعة الدول العربية. بعد ذلك وجدت أن هذه الاستراتيجية هي من أهم الاستراتيجيات التي قامت بها جامعة الدول العربية بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة والتي استندت عليها معظم البرامج والمشاريع التي تم تنفيذها في المنطقة العربية، والتي من خلالها أعدت العديد من الدول العربية خططها الوطنية حول القرار 1325 أي قرار مجلس الأمن بشأن المرأة والسلام والأمن. وكانت الاستراتيجية بمثابة خطة عمل. من ضمن برامج خطة العمل كان إنشاء شبكة “نساء وسيطات السلام” في المنطقة العربية.
في الواقع عندما بدأتُ العمل مع جامعة الدول العربية كنتُ مسؤولة عن قطاع الإعلام والاتصال، ومن ثم استلمت هذا القطاع (قطاع الشؤون الاجتماعية) منذ ثلاث سنوات. ووجدت أن إنشاء مثل هذه الشبكة مهم الآن، خاصة وأن العديد من أقاليم العالم أنشأت شبكات وساطة، في أفريقيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا، مع انطلاق تحالف عالمي في هذا الخصوص قبل عامين في الأمم المتحدة خلال اجتماع لجنة المرأة، وكان هذا آخر اجتماع حضرته المرأة شخصيا قبل كوفيد-19. وبالتالي عرضت هذا الأمر على الدول العربية وتم اتخاذ قرار على أعلى مستوى بإنشاء الشبكة. وكنتُ قد عرضت الشبكة على لجنة المرأة العربية التي رحبت بها. من ثم قدمناها إلى مجلس وزراء الخارجية في جامعة الدول العربية، وتم اعتماد إنشاء هذه الشبكة. هذه هي خطوات إنشائها بشكل سريع.
ومن ثم انضممنا إلى التحالف العالمي للنساء وسيطات السلام الذي تم إعلانه في نيويورك خلال اجتماع لجنة المرأة (في الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة) واحتفلنا هذا العام بمرور عام على تأسيس هذا التحالف العالمي، وهذا الاحتفال كان متميزا، لأن النساء وسيطات السلام في المنطقة العربية شاركن معنا، ممن تم ترشيحهن للانضمام إلى الشبكة ومعظمهن سفيرات بوزارات الخارجية في الوطن العربي. وتم ترشيحهن للمشاركة في الاجتماعات التي عقدت في كل أقاليم العالم. وفي نهاية هذا الاجتماع أُصدر بيان عالمي للتحالف العالمي الذي أصبحت المنطقة العربية جزءاً منه.
أخبار الأمم المتحدة: ما الذي تقوم به الجامعة حاليا، بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة، من أجل الترويج لريادة النساء في مجالي السلام والأمن؟
السفيرة هيفاء أبو غزالة: في الواقع بعد ما تم إنشاء هذه الشبكة وجدنا أنه من المهم أن يكون لها إطار: ما هي مهمة هذه الشبكة؟ آلية عملها؟ كيف تعمل على المستوى الإقليمي والمستوى الوطني؟ على المستوى الدولي؟ فوجدنا أنه من المهم أن نضع استراتيجية لشبكة النساء وسيطات السلام، وخطة عمل.
وقد تمّ بالفعل وضع استراتيجية وخطة وعمل وتم عرضها يوم الخميس الماضي (11 شباط/فبراير 2021) على اجتماع لجنة المرأة العربية التي رحبت، بعد ما أخذنا آراء الدول العربية، بالاستراتيجية وخطة العمل. وهناك قرار سيتم رفعه بداية الشهر القادم إن شاء الله إلى مجلس الجامعة حتى يصدر من أعلى مجلس في الجامعة لنتمكن من المضي قدماً في تنفيذ هذه الاستراتيجية.
وتكمن أهمية هذا الاستراتيجية في أنها تؤكد على عدة بنود: المشاركة والوقاية والحماية والإنعاش والتعافي.
وطبعاً هناك عدة برامج من خلال ذلك، لا أريد أن أتحدث بالتفصيل عنها، لكن من المهم الإشارة إلى أن “شبكة وسيطات السلام العربيات” تختلف عن أي شبكة أخرى في أي إقليم في العالم. والاختلاف يكمن في أنها شبكة حكومية، بما يعني أن الدول العربية هي التي رشحت النساء وسيطات السلام العربيات. إذ خاطبت الجامعة وزارت الخارجية في المنطقة العربية لترشح نساء سفيرات أو على مستوى وزير مفوض. وبعد أن تم ترشيحهن، وطبعا لم تبعث كل الدول العربية بترشيحاتها بعد، بدأنا بإعداد برنامج تدريبي أول للنساء، استمر فترة طويلة، حيث كنّ يلتقين كل أسبوع مرتين أو ثلاث مرات عبر تقنية الفيديو. وفيما بعد حصلت النساء على شهادات خاصة من مؤسسة دولية ومن جامعة الدول العربية تفيد بأنهن شاركن في هذه الورشة. وكان ذلك أول برنامج يتعلق فقط بإعداد النساء للوساطة. وكان من المهم جدا أن تُنشأ هذه الشبكة لإعداد المرأة العربية لأن تكون وسيطة سلام. خاصة وأنه ضمن سياق التحولات التي تشهدها المنطقة العربية -وخصوصا خلال ربع القرن الماضي- أصبحت مشاركة النساء مهمة في عمليات صنع السلام والوساطة باعتبارها من أبرز الموجودين الآن على طاولة المباحثات فيما يتعلق بالنزاعات المسلحة.
أخبار الأمم المتحدة: لقد تحدثت الآن عن ورشة التدريب الأولى. هل هناك من مشاريع وورشات عمل مستقبلية لتدريب النساء على المشاركة في مفاوضات السلام وصنعه؟
السفيرة هيفاء أبو غزالة: طبعاً. خلال خطة العمل التي وضعناها في الاستراتيجية- وطبعا نحن ننتظر أن يتم إقراراها في بداية الشهر القادم- سنبدأ بالبرامج التدريبية الأخرى. كان البرنامج الأول يتعلق بالإعداد، وسيكون هناك برامج أخرى الهدف منها أن يكون للنساء دور على المستوى الدولي. فحتى تتمكن مفاوضات السلام ليس فقط في منطقتنا ولكن في أي منطقة بالعالم من السير قدما، يجب أن تستعين بالنساء وسيطات السلام. كل هذه البرامج على المستوى الإقليمي.
وخططنا هي أن الدولة التي تريد أن تنشئ شبكة وطنية، يمكن لها من خلال وسيطتها الموجودة في الشبكة العربية أن تنشئ شبكة وطنية. وقد اقترحنا في الاستراتيجية آلية إنشاء هذه الشبكة الوطنية، واقترحنا المؤسسات التي يمكن أن تكون جزءا منها، حتى يصبح لكل دولة نواة لوسيطات سلام -ليس فقط عضوة من كل دولة- إنما كل دولة تكبّر شبكتها وتصبح لديها مجموعة من الوسيطات. وبذلك يكون لدينا من 22 دولة عربية عدد ضخم جدا من الوسيطات يصل إلى مئة سيدة، وأن يكبر هذا العدد. فللمرأة دور هام جدا في عملية السلام خاصة في منطقتنا التي تعتبر أكثر منطقة في العالم تشهد نزاعات وصراعات وتحولات كبيرة جدا.
أخبار الأمم المتحدة: سيدة هيفاء، بشكل عام، كيف تهتم جامعة الدول العربية بتحسين أوضاع المرأة في المنطقة؟ وما البرامج القائمة في هذا المجال؟
السفيرة هيفاء أبو غزالة: تقوم الأمانة العامة للجامعة ببرامج عديدة، ما يحصل للمرأة لا يختص فقط بملف إدارة المرأة والأسرة والطفولة. هذا الملف يتقاطع مع ملفات عديدة: ملف الطفولة، ملف الأسرة، ملف التنمية الاجتماعية، ملف اللاجئين، ملف الصحة، ملف التعليم… هذه كلها تحت إطار قطاع الشؤون الاجتماعية الذي أترأسه. وأنا أجد أن عملنا في معظم الأحيان يتقاطع مع جميع الإدارات الموجودة في الأمانة العامة والقطاع الاجتماعي.
ولدينا برامج عديدة، فبالإضافة إلى أنشطة المرأة والأمن والسلام التي ننفذها بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة، كنتُ في لقاء خاص يوم (الاثنين 15 شباط/فبراير 2021) مع المديرة الإقليمية الجديدة في المنطقة العربية، وكنّا نتحدث عن خطة العمل التي ستقوم بإعدادها. ووضعنا عدة أولويات، أهمها المرأة والأمن والسلام؛ العنف ضد المرأة وهذا ملف نعمل فيه بالتعاون مع النساء العربيات وهيئة الأمم المتحدة للمرأة؛ وأيضا ملف آخر أضفته إلى باقي الملفات وهو ملف التمكين الاقتصادي للمرأة. فما حصل في المنطقة العربية أثـّر على جهود التنمية. وبالتالي العديد من جهود التنمية التي قامت بها المنظمات الدولية والحكومات العربية ومنظمات الأمم المتحدة وغيرها ومنظمات المجتمع المدني، كلها دمرت. هناك العديد من الدول التي شهدت نزاعات، فما تم صرفه على جهود التنمية، كله دمّر. إذا، كيف يمكننا أن نعيد التعافي لجهود التنمية في المنطقة العربية ولدور المرأة خاصة؟ وسنبدأ الآن في الإعداد.
لدينا الآن برنامج تمكين اقتصادي ومبادرة سميناها “خديجة” تيمنا بسيدتنا خديجة التي كانت أول سيدة اشتغلت في التجارة. وسنقوم بإعداد برنامج إقليمي لتعزيز المشاركة النسائية وخاصة أن النزاعات والصراعات أثّرت علينا، وجاءت جائحة كـوفيد-19 لتؤثّر أكثر على المنطقة العربية وخاصةً النساء فيها. ونتذكّر أننا خلال الجائحة أعددنا تقريراً خاصاً حول جهود الدول العربية وحول جهود الأمانة العامة خلال كوفيد-19 وكان هاماً جداً الاطلاع على ما تقوم به الدول ونتعلّم من بعضنا البعض ونستفيد من خبرات وتجارب بعضنا البعض.
وبالإضافة إلى ذلك لدينا برامج أخرى نعمل عليها في الجامعة، فقد أعددنا أيضا لجنة للطوارئ والآن نحن بصدد الانتهاء من استراتيجية لجنة الطوارئ. وهذه اللجنة هي لجنة هامة تم إطلاقها عام 2015 لحماية النساء أثناء النزاعات المسلحة في المنطقة العربية. والآن بدأنا بالعمل وإعداد استراتيجية عمل لهذه اللجنة. فبالتالي عمل القطاع وعمل الإدارة في ملف المرأة كبير جدا، وكما ذكرت يتقاطع مع ملفات عديدة في جامعة الدول العربية.
أخبار الأمم المتحدة: سيدة هيفاء تحدثت عن الصراعات. بالفعل تواجه منطقتنا العربية مزيجا معقدا من الصراعات، العديد منها عبارة عن حروب أهلية، على الرغم من أنها تزداد تعقيدا بسبب التدخل الخارجي. هذه الصراعات ليست مدفوعة فقط بالانقسامات بين النخب السياسية الذكورية، ولكن بشكل أساسي بسبب الافتقار إلى الشمول والتمثيل. برأيك ما هو النهج المطلوب الآن لحل الأسباب الجذرية لتلك الصراعات؟
السفيرة هيفاء أبو غزالة: أعتقد أنه يجب ذكر موضوع تنضوي تحته جميع المواضيع. وهو كيف يمكن أن تكون لدينا إجراءات وقائية لمعالجة الأسباب الجذرية. فهل قمنا بإجراءات وقائية لحل هذه الأسباب الجذرية؟
منها كما ذكرتِ، الصراعات والنزاعات الموجودة؛ الفقر؛ رعاية التنمية؛ الهجرة؛ منها العديد من الأسباب المختلفة التي يشهدها العالم ومنطقتنا العربية بشكل خاص. فبالتالي أعتقد أن الوقاية لمعالجة الأسباب الجذرية هي أهم شيء يمكن أن يندرج تحت جميع الأسباب الأخرى التي نعرفها جميعاً.
أخبار الأمم المتحدة: سعادة السفيرة، لجنة الحكماء بالأمم المتحدة المعروفة باسم (The Elders)، التي ترأسها حالياً رئيسة أيرلندا السابقة، ماري روبنسون، دعت بمناسبة الذكرى العشرين للقرار 1325 المعني بالمرأة والسلام والأمن، قادة الدول العربية إلى تبنّي قضية إشراك المرأة في صنع السلام، وقالت إن “ذلك لا يعد خدمة للنساء، بل منفعة عامة لبلدانهن”. فما رأيك بدعوة “لجنة الحكماء”؟ وماذا تقولين أنت لقادة الدول العربية؟
السفيرة هيفاء أبو غزالة: أعتقد أن الدعوة التي أطلقتها رئيسة لجنة الحكماء دعوة هامة جداً، ليس فقط لإشراك المرأة. فنحن لا نريد فقط أن تكون المرأة موجودة كما نقول “مثل الكحل في العين”. نريدها أن تكون موجودة لأن لها دوراً هاماً. فهم يحتاجون لدور المرأة. هناك احتياج لهذا الدور الهام الذي تقوم به المرأة ليس فقط لأنها تعرف احتياجات المرأة- لا- فهي تعرف احتياجات المجتمع، لأنها جزء من المجتمع. لا نقول فقط إنها تعرف احتياجات المرأة. أنا أقول إنها جزء من المجتمع وتعرف ما هي الاحتياجات الموجودة في المجتمعات.
طبعاً لجنة الحكماء لكونها تعمل مع قادة (الدول) من خلال وسائل مختلفة، تعمل مع منظمات المجتمع المدني، من خلال إرسال رسائل عبر الضغط (Lobbying)، التأثير على القادة، من خلال الاجتماعات مع مختلف المنظمات، فالمبادرة هذه هامة لأن حتى الشخصيات التي تمثلها كلها شخصيات سياسية، شخصيات لديها خبرات في مجالات مختلفة. وأعتقد أن هذه اللجنة يمكن أن تلعب دوراً كبيراً جداً في مجال الأمن والسلام والوساطة للتأثير (على وضع المرأة). وأنا أدعوهم لأن يستمروا في التأكيد في جميع رسائلهم إلى قادة العالم على وجوب أن تكون النساء جزءاً من المفاوضات وليس إضافة، لأنهم يريدون إضافة سيدة. في بعض الأحيان كانت تتصل بي بعض البعثات العربية وتطلب مني ترشيح نساء ليكنّ معها، لعدم وجود نساء. وكان ردّي أنه يجب ألا تشركوا المرأة فقط حتى يقول أي مبعوث إنه “لدي نساء على طاولة المفاوضات”، إنما لأن مشاركة الأمر احتياج ضروري. وجود المرأة هو حاجة على طاولة المفاوضات. وإذا استطعنا أن يكون لدينا نصف عدد المفاوضين، من النساء، سيكون ذلك رائعا. وليس امرأة واحدة.
لكن المرأة الآن في الوساطة- وآخر وساطة كانت في ليبيا- أثبتت أن لها دوراً كبيراً جداً. كان لها دور متميّز عن واقع النساء. فبالتالي أعتقد أن ما أطلقته رئيسة لجنة الحكماء هو رسالة هامة جداً.
أخبار الأمم المتحدة: أخيراً، سيدتي إذا كان هناك من رسالة أو نصيحة تتوجهين بها إلى المرأة العربية، فماذا تقولين لها؟
السفيرة هيفاء أبو غزالة: أنا دائماً أقول إننا في منطقتنا العربية نتجنى على أنفسنا. دائماً نفكّر في سلبيات التحدّيات التي أمامنا. لكن لا نفكر ما هي الأدوار التي يمكن أن نقوم فيها، ما هي الحقوق التي اكتسبتها المرأة، -ودائماً استشهد بمحطة هامة جداً أقيس عليها ما اكتسبته المرأة من خلال مؤتمر بيجين الذي عقد عام 1995.
أعددنا تقريراً إقليمياً نحن ومنظمات الأمم المتحدة حول بيجين +25، كما أعددنا أيضاً تقريراً صدر قبل شهرين حول سيداو +40 (لجنة القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة) والآن حول CRC+20.
فبالتالي هناك العديد من الإنجازات، نبدأ من الإنجازات التي حُققت حتى نكون سعداء ونرى كيف يمكن أن نضيف على هذه الإنجازات. التحديات موجودة ليس فقط بملف المرأة ولكن في ملف المجتمع. هناك تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية وغيرها. وبالتالي أنا أعتقد أنه من المهم جداً أن ننظر إلى الجانب الإيجابي. فالمرأة العربية أثبتت وجودها، أثبتت دورها في جميع المستويات ومن الضروري أن تفتخر المرأة العربية بما وصلت إليه بجهدٍ هي من قام به في العديد من الملفات.
فأنا أحيي المرأة العربية. هذه رسالتي لها.
أخبار الأمم المتحدة: شكرا السيدة هيفاء أبو غزالة على الجهود التي تقومين بها من خلال جامعة الدول العربية لإشراك المرأة وتدريبها على صنع السلام. شكرا جزيلا على كل ما تفضلت به. وإلى لقاء قريب.
*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبتها/كاتبها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”.