دمشق/ sana- يحمل كانون الثاني من كل عام رسالة خاصة بالسيدات تذكّر بالكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم، رابع سرطانات النساء شيوعاً، والذي يسجّل نحو 600 ألف حالة جديدة سنوياً حول العالم؛ حسب أرقام الصندوق الدولي لأبحاث السرطان.
ومحلياً تسجّل مراكز وزارة الصحة زيادةً في الإقبال على خدمات الكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم مع توسّعها، حيث أجرت 33 ألف فحص لطاخة في عام 2019 مقارنةً بـ 27 ألف لطاخة في عام 2018 و7ر23 ألفاً عام 2017 و6ر17 ألفاً عام 2016.
وتوفّر خدمات الكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم في مراكز وزارة الصحة مجاناً حسب الدكتورة ريم دهمان مسؤولة برنامج الصحة الإنجابية بالوزارة وعلى مدار العام. لكن في كانون الثاني ترافق هذه الخدمة أنشطة تثقيفية لنشر التوعية بأهمية هذا الإجراء لجميع النساء المتزوجات حتى عمر 65 عاماً.
وذكرت دهمان لـ سانا الصحية أن 700 مركز تابع للوزارة يُجري خدمة أخذ اللطاخة من عنق الرحم، فيما يختص 38 مركزاً بقراءة اللطاخة، ويتضمّن 28 مركز جهاز تنظير عنق الرحم موزّعة بالمحافظات.
وبيّنت مسؤولة الصحة الإنجابية أنّ الفحص المبكر إجراء بسيط يكشف التبدّلات الخلوية ما قبل السرطانية، ويُنصح بإجرائه مرة كل ثلاث سنوات، مشيرةً إلى وجود عوامل خطورة تزيد نسب الإصابة بسرطان عنق الرحم؛ منها تعدّد الشركاء الجنسيين وإهمال النظافة الشخصية والتدخين وتكرّر الإصابة بالالتهابات وإهمال معالجتها.
وتنسّق مديريات الصحة بالمحافظات مع الجمعيات الأهلية لتنظيم أنشطة تثقيفية تصل إلى مختلف المناطق في الريف والمدينة لزيادة عدد النساء المستفيدات من خدمة الكشف المبكر ورفع درجة التوعية؛ وفق ما صرّحت به لـ “سانا” مسؤولة خدمات الكشف المبكر في الوزارة الدكتورة آلاء عرقسوسي.
مدير الهيئة العام لمشفى الزهراوي بدمشق الدكتور رافائيل عطالله، ذكر في تصريح مماثل أن المشفى تقدم خدمة الكشف عن سرطان عنق الرحم عبر الاستقصاء باللطاخة وتنظير عنق الرحم، الذي يوفّر تشخيص أوضح بعد إجراء اللطاخة، لافتاً إلى إجراء فحص لطاخة لنحو 5 سيدات يومياً وبـ “أجور رمزية”.
ولفت عطالله إلى تنظيم أنشطة علمية لتبادل الخبرات بين الاختصاصيين وطلاب الدراسات العليا المقيمين بالمشفى واطلاعهم على أحدث مستجدات علم التشريح المرضي المتعلّق بهذا النوع من السرطان، فضلاً عن التوعية والتثقيف الصحي المستمر للنساء المراجعات، مبيّناً ضرورة البدء بالتوعية بموضوع الكشف المبكر في مراحل عمرية أصغر لترسيخه كثقافة.
بدوره أوضح اختصاصي الأمراض النسائية بمشفى الزهراوي الدكتور أحمد المظهور أن الفحص المعتمد في سورية للاستقصاء عن سرطان عنق الرحم هو فحص اللطاخة التقليدي ونتائجه ممتازة، لكن عالمياً توجد طرق أكثر حداثة ومنها اختبار التحرّي عن فيروس الحليمي البشري المسؤول عن الإصابة بهذا النوع من السرطان. ولفت المظهور أن سرطان عنق الرحم يصيب غير المتزوّجات بشكل نادر جداً، ويحصل في أي عمر، لكنه أكثر شيوعاً مع تقدّم السن.
وتكثّف المشافي والمراكز الصحية في دمشق خدماتها للكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم بالتوازي مع الحملة العالمية التي تنظم سنوياً في شهر كانون الثاني لتوعية النساء بضرورة إجراء الاستقصاءات التشخيصية للكشف المبكر عن رابع السرطانات التي تصيب النساء حول العالم.
مديرة صحة دمشق الدكتورة هزار رائف أوضحت لـ سانا وجود 40 مركزاً صحياً بدمشق تقدم خدمات أخذ اللطاخة للكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم على مدار العام وتكثف نشاطاتها خلال هذا الشهر لتشجيع أكبر عدد من النساء لإجراء الفحوصات مبينة أن قراءة اللطاخة تتم في مركز واحد هو مركز الشهيد زهير حبي فيما تجري سبعة مراكز تنظير عنق الرحم.
وكشفت رائف أنه خلال عام 2019 أجري استقصاء فحص اللطاخة لنحو 2100 سيدة وتمت إحالة اللواتي اكتشف المرض لديهن إلى مشفيي البيروني وابن النفيس للعلاج مشيرة إلى أن الكشف المبكر يساعد في خفض مدة العلاج ومعدل الوفيات بالمرض عبر كشف الآفات الالتهابية ما قبل السرطانية.
وفي مركز أبي ذر الغفاري الصحي بمنطقة المزة بينت مديرة المركز الدكتورة هزار المقداد أن المركز يقدم خدمة الاستقصاء باللطاخة للنساء المتزوجات وتتم قراءة اللطاخة في مخبر التشريح بمركز زهير حبي والتي تحتاج عشرة أيام ثم الاتصال مع النساء اللواتي يشتبه بإصابتهن.
سانا رصدت آراء عدد من النساء اللواتي راجعن المركز حيث أشارت فاطمة 45 عاماً إلى أنها تراجع المركز للاستفادة من خدمات الصحة الإنجابية بشكل عام ومنها الإجراءات الاستقصائية عن سرطان عنق الرحم فيما لفتت غيداء 30 عاماً إلى أن حملة التوعية شجعتها لإجراء اختبار اللطاخة وكانت النتيجة سليمة.
وتوفر وزارة الصحة خدمات مجانية حول الكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم عبر 700 مركز صحي منتشرة بالمحافظات تقدم خدمات اللطاخة منها 38 مركزاً لقراءة اللطاخة و28 مركزاً يقدم خدمة تنظير عنق الرحم.
*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبها/كاتبتها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”.