sharikawalaken- منذ أسابيع وقضية نورا النبهان تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي، تلك الشابة التي تعيش في فرنسا، رفضت الرضوخ للعنف الذي تتعرّض له من والدها، فاتخذت من حسابها على الأنستاغرام مساحة لنشر وقائع وتفاصيل هذا الإعتداء.
ما تعانيه نورا لاقى تفاعلاً كبيرا ودعواتٍ لمساندتها في فرنسا، خاصةً أن الذي من المفترض أن يحميها من العنف هو من يمارسه ضدّها، والدها، وأمام طفلها اعتدى عليها جسدياً، وبحسب الطب الشرعي في فرنسا فإنّ نورا تعرّضت للخنق والعنف الأمر الذي سبّب لها نزيف بالأذن ومشاكل بالحنك وزعزعة في فقرات ظهرها.
ومن خلال رصد البوستات التي تناولت قضية نورا النبهان، وبين ما كُتِبَ عنها وما كتبَته هي من خلال حسابها، تكون القصة على الشكل التالي:
انتقلت نورا لتعيش مع أهلها في فرنسا، بسبب حالتها النفسية السيئة بعد تجربة زواج فاشل، فعَمَد والد نورا إلى ضربها وتعنيفها، ولولا هروبها واختبائها عند الجيران لكان قد قضى عليها.
وفي بوست موجع تصف فيه نورا لحظة هروبها من والدها عندما كان يضربها فتقول: “هربت والدم ع وشي وتيابي مشقوقة وحفيانة وابني بحضني عم دق بواب الناس يخبّوني.كل هاد قدام ابني.. ليش!؟؟ لأني ما بسكت عالاهانة، أنا تخليت عن حياتي كلها لإكسب عيلة وسامحت كل شي صار معي.. بس الحقد عند البعض ما بيموت ومو كل الاهل بيستحقوا يكونوا اهل رغم اني عطيته فرصة يتعامل معي كأي أب.. وجبرت حالي مرّق كتير شغلات.
تحملت كتير.. صبرت وقلت عادي لكتير قصص مو عادي #بس إلا الضرب والاهانة.. خصوصاً قدام طفلي
يلي ليبرر عملته قال إني مجنونة وعم اتبلاه وهو أصلاً بصمات ايديه ع رقبتي ووجهي.
ومالي ندمانة إني ما سكتت ع اهانتي أبداً.. ومارح اسكت!
شو ماكان غلط الابناء ما بيستاهلوا ينقتلو ع ايد اهلهم.. ما بالك انه مافي سبب!!! ولآخر يوم بعمري.. رح اسعى ورا حقي لإحصل عليه وبالقانون.”
نورا النبهان تعرّضت لمحاولة قتل من والدها، الأمر الذي أدى إلى تحرّك بفقرات عامودها الفقري ومشكلة في السمع بالأذن اليسرى و كدمات بكل أنحاء الجسم و تبوّل لا إرادي.
وعندما نفى والدها الاعتراف بتعنيفها، مدّعياً أنها مجنونة وضربت نفسها بنفسها، توجّهت نورا إلى الطبيب الشرعي وتابعت في إحدى بوستاتها لتقول: “خبرت الطبيب إنه بيي عم يقول إني مجنونة وضربت حالي قلّي أنا بعطيكي شهادة أنه مافيكي شي وسليمة عقلياً، هي مو أول مرة بتعرّض لتعنيف”.
وفي محاولة لتدارك نشر نورا البوستات على مواقع التواصل الاجتماعي، خوفاً من مساءلته، تقول نورا:
“والدي الحنون ادّعى اني ضربت أنا حالي بهالطريقة!
وبعتلي تهديد بالتصفية اذا ما حذفت البوست خلال ٢٤ ساعة لانه اليوم قدرت أعطي أدلة كافية إنه معتدي عليي.
هاد الزلمة يلي الناس بتشوفو عالفيسبوك عاقل وسياسي ومحنّك ما بيعرفو شو عامل من قبل بحياتنا وشو عمل هلق! وحتى بألمانيا ما وقف تهديد بالقتل والرسائل موجودة.
سامحته ع كل شي عمله قبل وقررت افتح معه صفحة جديدة مشان يكون الي عيلة بس فعلاً في ناس حوينة كلمة ماما وبابا فيهن”.
قوة وشجاعة نورا دفعاها إلى مقاضاة والدها ومحاسبته على اعتداءاته بحقّها، فتؤكد أنّها تقاضيه رغم مشقة الألم النفسي والجسدي واضطرارها لتكبّد معاناة السفر مع ابنها الصغير إلا أنها ستستمر في معركتها من أجلها ومن أجل كل فتاة معنَّفة.
وفي معرض حديثها عن تعليقات الناس حول قضيتها تقول نورا: “حكو للناس إني مجنونة وهربانة من المصحة!
أنا اصلاً ناشرة تجربتي مع الاكتئاب (يلي أهلي سبب كبير فيه) بكل مكان وفخورة بهالتجربة ومعي ورقة انتهاء العلاج من المصحة يلي تعالجت فيها.. أنا يلي مرقت فيه مافي إنسان ممكن يعيشه وما تتعب نفسيته وتتأثر.
قالو إنه شي متعلّق بالعرض (طبعا العرض تبعهم محصور بين رجلين البنت) والطب الشرعي أثبت إنه مافي هيك شي إطلاقاً وإني ما طلعت من البيت أبداً باليوم يلي ادّعو إني نمت فيه برا البيت.
أدّعو إني أنا عملت بحالي هيك، طبعاً الطب الشرعي كذّب خصوصاً إنه أغلب الاصابات مستحيل حدا يسببها لنفسه.
مافي أي تبرير للعنف.. انت انسان عندك عقل وبتعد للعشرة وبتفكر!
ناطرة ينتهي التحقيق لإطلع بكل الاثباتات والفحوصات للعالم بأكمله ولخلي كل حدا بده يمد ايده ع حدا يحسب حساب ألف مرة!”
ننشر اليوم تفاصيل قصة نورا النبهان، من موقعنا ودورنا في مؤازرة النساء ودعمهنّ للوصول إلى حقوقهنّ، ومواجهة كلّ أشكال العنف الممارس بحقهنّ، وحتى الساعة قضية نورا لا تزال في عهدة القضاء الفرنسي، بانتظار النتائج.
*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبها/كاتبتها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”.