رمضانيات: كيم كارداشيان “نصيرة المرأة” & هيفاء وهبي “المرأة الرمز”
دونالد ترامب & كيم كارداشيان

نادية حرحش/ وكالة وطن للأنباء- قرأتُ مقالاً يُشيد بأداء هيفاء وهبي وعبير عيسى الرائع بـ “لعنة كارما”. أظنّ أنّ كاتب المقال زجّ بعبير عيسى ليبدو منصفاً في تقييمه للفن. ولا أعرف من أيّ منظارٍ رأى أداء عبير عيسى باللهجة المصرية بدور امرأةٍ لا أعرف ما هي مشكلتها مع الطموح الأعمى.

ولكن مهما حاولت عبير عيسى، فإن ارتداءها لهذا الدور لا يمكن أن يجعلها حتى في منافسةٍ مع شيرين رضا بمسلسل “لدينا أقوال أخرى” مع يسرا في دور المرأة الشريرة بجدارة (سيدة أعمال وصاحبة قنوات تلفزيونية)، فكيف تقف أمام صرعات هيفاء في مشهدٍ واحد؟

أما هيفاء وهبي، فلا أعرف كيف يمكن تقييم تمثيلها، بينما تتسلّط عيونها وشفاهها ومن ثم صدرها ومؤخرتها كلّ مشاهدها. فلا يمرّ مشهدٌ مع هيفاء وهبي إلا والمسكينة تضطّر للمشي كعارضات الأزياء وبكعبٍ عالٍ، وعلينا أن نشاهدها ونقضي معها دقائق بينما تمشي وتجلس، ونحن نتأمّل بعيونها الزجاجية اللون.

طبعاً، هيفاء بالإضافة إلى دورها الأساسي وهو نصّابة عالمية ترأس عصابة نصبٍ، تقوم بدور المستشارة الاجتماعية لأهل الكومباوند الذي تعيش فيه عبير عيسى التي يريدون لنا أن نراها وكأنّها مارغريت تاتشر.

وهيفاء محطمة القلوب وشافية الجروح، تحوم حول الرجال مُرهَقَةً في محاولة مساعدتهم من مشاكلهم الاجتماعية بسبب الغنى، وحبّ هيفاء من طرفٍ واحد. وهيفاء طبعاً تحبّ الرجل الذي نصبت عليه ببداية المسلسل، وهو يتستّر عليها وهي مسكت عليه ممسك، ولكنّ الحبّ الجارف بين عيونهما يغلُب.

ما علينا … هيفاء تحدّد طموحها ، وكعادتها تعرف دورها بالعالم العربي القادم. فهي تستورد لنا كلّ الشخصيات العالمية بمحاولاتٍ، تستطيع التأثير فيها على المشاهد العربي الذي يكتفي بالفن والتألّق والإبداع بطلاء وجهٍ وشفاهٍ منتفخة وجسمٍ مشدودٍ ومشفوطٍ ومنفوخٍ على حسب الطلب.

بعد جينيفر لوبيز وغيرها استقرّت هيفاء على كيم كاردشيان، ولقد أصابت هذه المرة، وخرجت كيم من برنامج حياتها التافه هي وعائلتها( والذي يتابعه الملايين) لتصبح ناشطةً في حقوق المرأة وشدّت الرحال إلى رئيسها ترامب لتُدافع عن سجينةٍ وتطلب لها العفو.

السجينة كانت رئيسة عصابةٍ لتهريب وترويج المخدرات وكأنّها تربّت بالسجن بعد كلّ هذه الأعوام، وينتظرها أولادها وأحفادها وبيتها وعملها؛ كما تدافع كيم.

بينما يستمع ترامب الرئيس وتتكلّم كيم النجمة التي اخترعت لنا السلفي، وابتكرت بمسابقات نفخ الشفاه والصدور وغزت مؤخرتها الانترنت محطّمةً لأرقام المشاهدة، تخيّلت المشهد السابق، كيم تجلس مع أخواتها وزوجها وأمّها وزوج أمّها وتقرّر أنه حان وقت الزيارة للتجوال في البيت الأبيض، وعندما قرّرت أن تكون انسانيةً، أخبروها أنّ السجن إصلاحٌ وتهذيبٌ، وأنّ تاجرة المخدرات سوداء اللون هي قضية دفاعٍ مهمّةٌ عن المرأة السوداء.

وكان ترامب يفكّر بينما ينظر إلى كيم وهي واقفةٌ إلى جانبه بينما يجلس على مكتبه البيضاوي: “عملتها يا ترامب”.

دونالد ترامب & كيم كارداشيان

دونالد ترامب & كيم كارداشيان

 

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015