ريا الحسن… أول وزيرة داخلية في لبنان والعالم العربي
أول وزيرةداخلية لبنانية ريا الحسن

وكالات- بعد مشاورات صعبة استغرقت 9 أشهر أعلن في لبنان تشكيل حكومة وحدة وطنية ضمت 30 وزيرا، من بينهم 4 نساء. وكُلّفَت امرأة بحقيبة وزارة الداخلية للمرة الأولى في تاريخ البلاد. فمن هي ريا الحسن المسؤولة عن أمن اللبنانيين حالياً؟

ولدت ريا حفار الحسن في يناير/كانون الثاني عام 1967 في طرابلس بلبنان، وحصلت في عام 1987 على شهادتها الجامعية في إدارة الأعمال من الجامعة الأمريكية في بيروت، ثم حصلت على ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة جورج واشنطن الأمريكية عام 1990.

ومنذ مطلع التسعينات، عملت الحسن، البالغة من العمر 52 عاماً، والمتحدرة من مدينة طرابلس شمال لبنان وهي أم لـ3 فتيات، في القطاع المصرفي ومستشارة في وزارات عدة، بينها المالية والاقتصاد، ثم مسؤولة عن مشروعات عدة في رئاسة الحكومة، ومع منظمات دولية، ولا سيما برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

وتولّت منصب مساعدة وزير المالية ومنسقة تنفيذ الشؤون المالية بالوزارة بين عامي 1995 و 1999. وفي عام 2009 أصبحت وزيرة للمالية في حكومة سعد الحريري، واستمرت في المنصب حتى 2011.

وفي العام 2015، تمّ تعيينها رئيسة لمجلس إدارة، والمديرة العامة للمنطقة الاقتصادية الخاصة في مدينة طرابلس. وحسن مسؤولة عن مشروعات كثيرة في رئاسة الحكومة، بما في ذلك دعم رئيس الحكومة في عدد من السياسات والمساعدة التقنية وبناء القدرات. وهي أيضاً عضو في مكتب تنسيق الإصلاح الحكومي، المكلّف بمراقبة تنفيذ برنامج «باريس 3».

وترأس الحسن الجهود بالإنابة عن الحكومة اللبنانية من أجل إنشاء صندوق إنعاش لبنان، التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في بداية أزمة صيف 2006. ومن مهماتها أيضاً الإشراف على مشروع البنك الدولي لتصميم وتنفيذ إصلاحات القطاع الاجتماعي، والمشاركة في إنشاء صندوق ائتماني متعدد المانحين، تابع للبنك الدولي، من أجل إعادة إعمار مخيم نهر البارد الفلسطيني.

 

المرأة والأسرة

وبعد توليها وزارة المالية عام 2009 نفت أن يكون السبب في ذلك كونها امرأة وقالت في أحاديث صحفية: “لا علاقة لكوني امرأة باستوزاري، ولن يكون تحديا أكبر كوني امرأة، بل خبرتي وعملي هما أكبر برهان لتحديد مدى قدرتي على العمل، وحتى لو كنت امرأة لما فكر الحريري في تعييني إذا لم تكن لدي هذه الخبرة من التسعينات إلى اليوم، ربما زاد ذلك من حظوظي، بحيث كان مثل القشدة على وجه الحلوى، لكن الحلوى موجودة أصلا”.

وعن الفرق في العمل بين الرجل والمرأة قالت الحسن :“إن للمرأة صبرا أكبر على متابعة المسائل التي تعمل عليها. بطريقتنا يمكننا التحاور من دون وجود عصبية، وبهدوء لإيصال فكرتنا وإذا كنا متمكنين من القضايا التي نناقشها ولدينا القدرة للنقاش فلا يوجد مشكلة، لأننا سننجح بالتأكيد،والمرأة حين تتولى مركزا أو مسؤولية يمكنها أن تظهر قدرة على العمل بجدية. وتكون محاطة بطريقة جيدة، وكونها امرأة في أجواء تغلب عليه الذكورية لا تحس بأي فارق، فهي طيلة حياتها كانت تعمل في أجواء تطغى عليها الشوفينية، ولكنها صبرت وعملت كثيرا”.

كما قالت الحسن في تصريحاتٍ سابقة لها عقب توليها وزارة المالية عام 2009 إنها بحثت الأمر مع زوجها وما إذا كان توليها الوزارة سيؤثر سلبا في العائلة، وقالت: “لكننا اتفقنا واتخذنا قرارا بعدم الرفض لأنها فرصة يجب ألا نضيعها، أضف إلى ذلك أنه لا يوجد شيء سيؤثر في العائلة لأن أفرادها معتادون على انشغالاتي كوني أعمل منذ زمن طويل ولأوقات طويلة، وأصبح لدى أولادي استقلال في حياتهم اليومية”.

وعندما قرر رئيس الوزراء اللبناني السابق تمام سلام في عام 2015 تشكيل مجلس إدارة لهيئة اقتصادية في طرابلس تم اختيار ريا الحسن كرئيسة للمجلس ومديرة عامة له. وعقب إعلان تشكيل الوزارة الجديدة اصطحبها رئيس الحكومة سعد الحريري لزيارة ضريح والده رفيق الحريري.

ليست وحدها

ولم تكن ريا الحسن المرأة الوحيدة في تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة. فقد ضم التشكيل الوزاري الجديد 30 وزيراً من بينهم 4 نساء. فقد دخلت الحكومة ثلاث نساء أخريات غير ريا الحسن وهن الإعلامية مي شدياق التي تولت منصب وزيرة دولة لشؤون التنمية الادارية، وفيوليت خيرالله الصفدي وزيرة لشؤون المرأة، وندى البستاني خوري التي أسندت لها وزارة الطاقة.

ولاقت خطوة اختيار نساء لتولي حقائب وزراية ترحيب منظمات وحملات داعمة لتعزيز حضور المرأة في الحياة السياسية، آملة أن تكون مقدمة لمشاركة نسائية أكبر.

وفي هذا الصدد، أفادت رئيسة المجلس النسائي اللبناني الذي يضم حالياً أكثر من 150 جمعية نسائية ومختلطة في لبنان، الأستاذة إقبال مراد دوغان، لـ«الشرق الأوسط»، أن اللجنة تفتخر بوصول ريا والوزيرات الأخريات إلى المجلس، وأن «هذا الإنجاز يسجل في ذاكرة لبنان والوطن العربي كله».

وأضافت دوغان: «بغض النظر عن الانتماءات السياسية للوزيرات الأربع، لنا شرف وصولهن للحكومة، وأنا على ثقة بأنهن سيؤدين واجباتهن على أكمل وجه، فهن يتمتعن بقدرات هائلة وملموسة».  وأشارت أيضاً إلى أن الحسن معروفة بجدارتها وبمستواها الثقافي والعلمي العالي، وبانضباطها وشفافيتها.

وأثنت دوغان أيضاً على دور وسائل الإعلام في تسليط الضوء على إنجازات المرأة اللبنانية والعربية بشكل عام، وأوضحت أن تسلم الوزيرات للحقائب المهمة هذه، تعتبر خطوة أساسية وانتقالية في تاريخ العمل السياسي النسائي في لبنان والعالم العربي.
كما لاقى تعيين حسن ترحيباً من رواد مواقع التواصل الاجتماعية، خاصة «تويتر»؛ حيث تداول المغردون هاشتاغ «ريا_الحسن» بكثافة، واستخدموه لتهنئة الوزيرة وحثّها على العمل لمساندة قضايا المرأة.

أول وزيرةداخلية لبنانية ريا الحسن

أول وزيرةداخلية لبنانية ريا الحسن

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015