زواج السوريين في السويد.. “المرأة سلعة نادرة تباع وتشترى”
صفحة على الفيسبوك

syria.tv- مع تدفّق آلاف المهاجرين واللاجئين من دول الشرق الأوسط والدول العربية خاصة إلى دول أوروبا حيث الحرية والحفاظ على حقوق الإنسان وخاصة فيما يتعلّق بالمرأة، إلا أننا نجد أن المرأة الشرقية لا تملك الإرادة بل ترضخ للشروط التي تمليها عليها عائلتها.

كثيرةٌ هي القصص التي سمعنا بها عن العائلات التي ترفض تزويج بناتها، إلا إذا حقّق العريس كلّ متطلّبات أهل العروس، التي قد تكون مستحيلة، وخاصة أن الجميع يعيش في أوروبا بنفس المستوى، وإن كان الشاب يعمل فمن الصعب تأمين المبالغ المالية التي يطلبها الأهل كمهر لابنتهم وكأنها مجرد سلعة ليس لها مشاعر أو أحاسيس، إضافة إلى رضوخ الفتاة لما يريده وصيها متناسية تماما أنها إنسانة لها الأولوية في اختيار شريك حياتها التي ستقاسمه كل عمرها بدءاً من جسدها وليس انتهاء بعمرها.

لا قيمة للشهادة أمام المال

يقول مهندس مدني “مهند” لموقع تلفزيون سوريا “أتيت إلى السويد هارباً من الخدمة العسكرية في قوات النظام وقد تعرّفت على فتاة وأعجبت بها وتحدّثت معها وسألتها عن رأيها إن كانت تقبل بي كزوج أم لا، فقالت لي إذهب إلى والدي واطلب يدي منه. وبالفعل ذهبت وأنا محمّل بالأمل كوني سوريّاً وهي سوريّة وبأنني متعلّم، لكنني تفاجأت بكلام أبيها الذي طلب مني مهر بمقدار 10000 آلاف يورو كمقدّم و5000 آلاف يورو كمؤخّر، إضافةً إلى مطالبته بأن يبقى كرت البنك الخاص بابنته معه؛ مع العلم أنه يعرف أن هذا غير ممكن لأن الناس في السويد لا يستطيعون أن يعيشوا إلا بشكل مشترك بكل شيء وأولها الراتب الذي تعطيه الدولة لكليهما”.

صعوبة إيجاد شريكة حياة تعين على ليالي الغربة السوداء صارت تنافس صعوبة الحصول على الإقامة والجنسية، ظروف وبيئة جديدة وصعبة تتغلف بمواقف مضحكة في حين أن أغلب الشباب هنا من دون أهاليهم فقد كانت أهم المجموعات في الفيس بوك هي التي تعطي إرشادات للإقامة أو دراسة اللغة أما الآن فانضمامك لمجموعات الخطبة وتعريف الناس ببعضهم بغية الزواج أهم وأرقام الهواتف تنتقل بسرعة بدون معرفة مكانة هذا الشخص في العائلة أو سؤاله قبل نشر رقمه.

وتتوقع الفتاة أن تأتيها مكالمة هاتفية من خاطبة قد نست من أين حصلت على رقمها لتقول لها: مرحبا حبيبتي … أنتِ الأم أو البنت؟!! وأحيانا يتصل رجل بأم الفتاة ويقول بصوت ذكوري: السلام عليكم … دلونا عندكم بنت. لتقول الأم: أهلا وسهلا … بس حضرتك الأب أو الشب…؟؟!

أم محمد أتت إلى السويد مع ولديها “محمد وآلاء” والاثنان في عمر الزواج لكن الفرق أن “محمد” يتمنى أن يجد عروسا لدرجة أن الوالدة لا تترك تجمعا للعرب سواء أكان احتفالا، مظاهرة أو مسيرة إلا وتكون حاضرة فيه بحثا عن عروس لابنها وذكرت بأنه في رمضان هذا ذهبت لصلاة التراويح بحثا عن كنَّتها المنتظرة. بينما الابنة قد مللت من كثر المتصلين وطالبي الزواج، حتى أن أخاها يقول مازحا بأنهم سيخبئون “آلاء” في المتحف السويدي لأنها الوحيدة في منطقتهم، عربية وليست متزوجة بعد بينما ترد “آلاء” ببرود “سأبقى هكذا ولن أتزوج طالما لم يأتني رجل بحق، حتى الآن كل الذين التقيتهم ذكور وأنا أنتظر رجل”.

ولكن أحياناً يكون القرار تعسفيّاً، فبعض الفتيات أصبحن لا يحلمن الآن إلا بتحقيق الطموحات من خلال الدراسة والعمل لكن يا ترى ما الذي أوصلهن لهذا التفكير؟

“بتعرف أديش كلفتني؟!”

شيماء مقيمة في السويد ممن يرفضن الزواج قبل أن تأخذ شهادة تضمن بها مستقبلها تقول”كانوا يقولون لنا عريس بالبيت ولا شهادة عالحيط لكن الآن وعندما تنتظر فتاة مخطوبة تحت الحرب لم شملها بخطيبها المقيم في أوروبا بينما هو يخطب زميلته في الصف لأنها مثقفة أكثر من تلك التي اختارها أهله له قبل أن يسافر لأنهم خافوا عليه أن يضيع بين فتيات أوروبا، عندها لن أضحي بشهادتي من أجل عريس”.

أما أبو وليد فهو لاجئ جديد ولا يمانع أن يزوج ابنته للاجئ على أساس أن الحال من بعضه لكنه يشترط على كل خاطب أن يدفع مهرا يعادل تكلفة سفر هذه الفتاة، والجميع حفظ مقولته “بتعرف أديش كلفتني لصارت هون؟؟!!”. وهذه أيضاً واحدة من أبرز المشكلات في السويد وهي غلاء المهور بحجة أن الأهل يريدون أن يضمنوا حق ابنتهم.

وتعليقاً على الأسباب والنتائج التي أدت لتفاقم هذه الأزمة، تقول الباحثة الاجتماعية والنفسية السيدة “قدرة الهر” مديرة الجمعية الأوروبية للتنمية البشرية في السويد إن “الزواج هو علاقة إنسانية يجب أن يكون قائما على الحب قبل أي شيء، أي أن يكون كلا الطرفين راغب بفكرة الارتباط وهنا تنفى جميع الأمور المادية أما بالنسبة للعائلات الذين يطلبون مهور عالية فهذه تعتبر إهانة لكرامة المرأة، والمهر هو اتفاق بين طرفين. فإذا كان هو اتفاق إذاً لماذا يدفع به أو أنه يكون عقبة بوجه شابين يريدان الزواج”.

المهور العالية إهانة للمرأة

وأضافت قدرة “إن المهاجرين جاؤوا وهم يحملون عاداتهم وتقاليدهم بحقائبهم متناسين تماما الاختلاف الجذري بين المجتمع الشرقي والغربي وخاصة فيما يخص المرأة، لافتة النظر إلى أن القانون السويدي يُجرم الرجل الذي يبتاع الجنس ويحكم عليه بالسجن فكيف هو الحال عندما نعتبر المرأة سلعة نزوجها لمن يدفع لنا أكثر؟”.

وأكّدت “قدرة” أن طلبات أهل البنت العالية التي يفرضونها على الشاب جعلته يتزوّج من فتيات تختلف عن ثقافته وهذا بدوره ما قد يسبب أزمات كبيرة في المستقبل لسبب اختلاف الثقافات، التي يكتشفونها بعد مرور وقت قصير على زواجهما مثل الطلاق، وبعد مجيء طفل وبهذه الحالة سيعيش الطفل دون أبيه أو أمه.

وأنهت الباحثة كلامها بالقول “مشكلة الزواج في أوروبا للشاب أو الشابة لا يمكن حلها إلا من خلال التعامل مع عادات وتقاليد المجتمع الذي نعيش فيه، وبالوعي والمعرفة الذي يجب أن نسلح بهما بناتنا وشباننا أيضاً”.

*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبها/كاتبتها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”. 

صفحة على الفيسبوك

صفحة على الفيسبوك

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015