الجزائر/ وكالات محلية- وجّهت هيئة ضبط السمعي البصري الجزائرية إنذاراً لقناة “نوميديا تي في”، بعد عرضها برنامج مقالب يسخر من الفقراء ويُهين المرأة. وقالت الهيئة إن برنامج “أنا وراجلي” الذي بثّته القناة تضمّن مخالفاتٍ جسيمةً مسّت بقواعد المهنة وأخلاقياتها وأخلَّت بمبادئ وقواعد النظام العام.
وأضافت الهيئة أنه “انطلاقاً من سهر سلطة ضبط السمعي البصري على احترام مطابقة أي برنامج سمعي بصري للقوانين والتنظيمات سارية المفعول، وبعد متابعتنا حلقة برنامج الكاميرا الخفية بعنوان “أنا وراجلي” الذي بثّته القناة الخاصة نوميديا TV يوم 24 أبريل، وبعد اطلاعنا على ردود فعل المواطنين عبر مختلف وسائط التواصل الاجتماعي، وأيضاً ردود الصحافة الوطنية على ما تضمّنه هذا البرنامج، فإنّ السلطة توجّه إنذاراً لقناة نوميديا TV بعدم تكرار مثل هذه الأنواع من البرامج والالتزام الفوري بذلك. وتحتفظ السلطة باتخاذ إجراءات أخرى في حالة تماديها في ذلك”.
وطالبت هيئة الضبط القناةَ بعدم تكرار مثل هذه الأنواع من البرامج والالتزام الفوري بذلك، محذّرةً باتّخاذ إجراءاتٍ أخرى في حالة تماديها في ذلك.
تقوم فكرة البرنامج وعنوانه “أنا وراجلي” (أنا وزوجي) الذي تبثّه قناة “نوميديا”، على اختيار شخص واستضافته، ثم إخباره بعد مشاركته بأنه فاز بـ”هدية” وهي عبارة عن امرأة جميلة تمتلك راتباً ومسكناً وسيارة، ثم يجبرونه على التعرّف عليها والزواج بها، ويوهمونه بتوفير كلّ تجهيزات الزفاف، وبعد إقناعه بأن الزواج حقيقي يكتشف في النهاية أنه تمّ الإيقاع به في مقلب.
الحلقة الأولى من البرنامج المذكور استضافت شخصاً فقيراً عمره 39 سنة، وبدا من خلال المشاهد المعروضة أنّ خبر الزواج أدخله في حالة صدمة ممزوجة بالفرح، قبل أن يتفاجأ بأنّ الموضوع مجرد مقلب وبرنامج رمضاني كان هو ضحية له.
وقد أدان الجزائريون على نطاقٍ واسع وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، استغلال قناة “نوميديا” الجزائرية المملوكة لرجل الأعمال المسجون محي الدين طحكوت، الفقر والحالة الصعبة التي يُعاني منها ضحية المقلب، وكذا تصوير المرأة على أنها “هدية” تُمنح هكذا وكأنها مجرد “شيء”، وفق ما نشرته صحيفة “القدس العربي”. كما طالبوا من السلطات الجزائرية، وخاصةً سلطة ضبط قطاع السمعي البصري، التدخّل من أجل توقيف البرنامج المذكور ومحاسبة القائمين عليه.
من جانبها، قدّمت القناة اعتذاراً رسمياً للجزائريين، لما ورد في مضمون البرنامج وأعلنت سحبه من البرمجة الرمضانية، واعتبرت أنّ بثّ الحلقات “خطأ معزول وسوء تقدير لا يعكس تماماً حرص القناة على خدمة العائلة والأسرة الجزائرية وتقديم محتوى يتماشى ومقدّسات المجتمع الجزائري في شهر رمضان”.
*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبها/كاتبتها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”.