snacksyrian- نشرت صفحة “وورلد إندكس” على تويتر سلسلة من التغريدات نقلت خلالها تصنيفات لدول ومدن العالم في مجالات مختلفة وفق إحصائيات غطّت العام الماضي 2018.
ولعلّ أكثر الإحصائيات التي تمّ تداولها في وسائل الإعلام المحلية هي ذلك التصنيف الذي وضع العاصمة “دمشق” كأسوأ مدن العالم للعيش فيها، أما بقية الإحصائيات والترتيبات فستظهر المزيد من المفاجآت خاصة حول “سوريا”.
الصفحة المتخصصة بالتصنيفات والإحصائيات نقلت هذه التصنيفات عن جهات مختلفة، فعلى سبيل المثال أوردت تصنيفاً لدول العالم حسب مستوى الحرية، وذلك نقلاً عن مؤسسة “بيت الحرية” الأمريكية حيث حلّت “سوريا” في المركز الأخير بعلامة الصفر حرية فيما سبقتها “السعودية” التي حصدت 7 درجات!
كما جاءت “سوريا” في المركز الثالث بعد “الهند” و”أفغانستان” في ترتيب البلدان الأكثر خطورة على النساء وذلك نقلاً عن وكالة رويترز في حين حلّت “الصومال” و”السعودية” في المراكز التالية كبلدان أقل خطورة على النساء من “سوريا”.
وصنّفت “لجنة حماية الصحفيين” سوريا في المركز الثاني في جدول البلدان التي شهدت حوادث اغتيال الصحفيين العام الماضي، والمركز الثاني في الدول الأكثر فساداً أكثر من “جنوب السودان” وحتى “اليمن”! نقلاً عن منظمة “الشفافية” الدولية.
تشترك الإحصائيات السابقة في أنها تثير تساؤلاً واضحاً حول كيفية وضعها والمقياس المحدد للاختيار، وبعيداً عن الموقف الرافض تماماً لهذه الإحصائيات بذريعة أنها من مصادر غربية إلا أنه يحق لنا التساؤل حول معايير تحديد هذه التصنيفات.
فمع الاعتراف بأن “سوريا” تشهد تضييقاً على الحريات إلا أنه من غير المقنع أن “السعودية” أكثر حرية من “سوريا” أقلّهُ على مستوى الاعتقاد الديني والفكري وحرية الملبس والتنقل، ومن المؤكّد أن هناك مخاطر تتعرّض لها المرأة في “سوريا”؛ لكن ليس من المنطقي أنها أكثر من المخاطر التي تعترض المرأة في “الصومال” وحتى في “السعودية” التي شهدت حالات هروب للنساء بعدّة طرق خوفاً من القتل على يد عائلاتهن لأسباب مختلفة!
وأما الفساد فالجميع يعرف أن هناك فساد في المؤسسات السورية لكن لا أحد يعرف ما هو المقياس المتبع لدى منظمة “الشفافية” الدولية لتضع “سوريا” أكثر فساداً من “اليمن” حيث لم يعد هناك دولة قائمة أصلاً!
لا تكمن الفكرة في نظرية المؤامرة وأن كل ما يرد في هذه الإحصائيات كاذب بالضرورة وإنما في الطريقة المتبعة للخروج بهذه النتائج وما إذا كانت مبنية على وقائع من الداخل أم حوادث متفرقة لأفراد؟ ومدى تأثر شرائح واسعة من المتابعين بنتائجها باعتبارها ذات مصدر موثوق.
*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبها/كاتبتها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”.