وكالات الأنباء- بعد 6 سنوات من الحرب الطاحنة، لا تزال الأزمة السورية تلقى بظلالها على الحياة الاجتماعية، وباتت المرأة السورية تدفع ثمناً باهظاً لذلك، إذ أصبحت اللاجئات فى تركيا هدفاً لكبار السن من الأتراك، حسبما أوضحت سكاى نيوز عربية.
وذكرت صحيفة “صانداى تايمز” البريطانية أن حوالى 3 ملايين لاجئ سورى يعيشون فى تركيا، وأن الكثيرين منهم ليس لهم الحق فى العمل من أجل الحصول على مسكن، إلا أنه فى حالة اليأس، تتحول بعض العائلات إلى وسطاء يتخصصون فى تزويج بناتهم من الرجال الأتراك كزوجات ثانية مقابل مهر لا يزيد عن 1200 استرلينى.
وأوضحت الصحيفة أن القانون فى تركيا ينص على أن يتزوج الرجل من امرأة واحدة فقط، ورغم ذلك يلجأ بعض الأشخاص إلى الزواج سراً من اللاجئات دون تسجيل أو توثيق عقد الزواج، مما يحرم المرأة من حقوقها.
ويشترط الرجال الأتراك مواصفات خاصة فى المرأة مثل عيون خضراء وبشرة بيضاء وأن لا يزيد عمرها عن 17 عاما، ويمكنهم دفع مبلغ يصل إلى 2500 جنيه إسترلينى للحصول على الفتاة المناسبة. وفقا للمصدر.
ومع تحول بعض العائلات إلى وسطاء للزواج، يقول أحد الوسطاء ويدعى، محمد أبو جعفر إن “الرجال الأتراك يريدون أن يقضوا وقتا فقط، ولا تتعدى فترة الزواج أكثر من أسبوعين”، مضيفاً أن “حاجة بعض الأسر السورية الماسة للمال تدفعها لذلك”.
ووفقاً للصحيفة، تروى إحدى اللاجئات، وهى من حلب وتدعى نور (23 عاما)، كيف تم خداعها للزواج من رجل تركي، بعد أن أوهمها بأنه سيساعدها على لم شملها مع عائلتها فى كندا “لقاء زواجه بها”، إلا أنه تركها لمستقبل غامض بعد بضعة أشهر.
وما يفاقم من معاناتها أنها تعانى من المياه الزرقاء “الجلاكوما” فى عينها اليمنى، وأرسلت إليها عائلتها من كندا تفيد بأن أوراقها تم قبولها فى أحد مراكز اللاجئين، إلا أن الزواج منع ذلك وأوقف الإجراءات، ما جعل ظروفها تتفاقم فى ظل عدم تلقيها العلاج والمصير المجهول لزواج غير موثق.
وذكرت الصحيفة أن بعض الزوجات عندما يعدن إلى منازل الأهل من جديد، يواجهن أزمة أخرى تتمثل فى عدم تقبل العائلة لهن، ما يدفع بعضهن إلى العمل فى البغاء أو الملاهى الليلية، وفق ما نقلت “سكاي نيوز عربية”.
وقد نشرت جريدة “جمهوريت” التركية نهاية شهر آب الماضي تحقيقاً صحفياً حيث تمكّن مراسل الجريدة من التسلل إلى أوكار عمليات الدعارة واستغلال اللاجئات السوريات في ممارسة الفحش بمدينة غازي عنتاب، ونقل عن أحد أصحاب غسيل السيارات قوله: “إن العيب على شعبنا، يستغلون السوريات، ثم يشتكون منهن. فليرحلوا ونستريح نحن”.
وأدلى أحد السائقين العاملين في مكان للعمالة الموسمية بتصريحات صادمة عن عمليات استغلال اللاجئات السوريات، قائلًا: “لا توجد مشكلة في إيجاد المرأة. منطقة الصالحية قريبة، أقوم بالاتصال بحسام الدين، ثم نذهب لاستلام المرأة. هناك البكر والمطلقات والأرامل. وكل ذلك مقابل 22 ليرة تركية. يحصل حسام الدين على 30 ليرة تركية وتكون معنا طوال اليوم”.
وكشف أن عمليات استغلال اللاجئات السوريات لا تقتصر على مدينة غازي عنتاب فقط، وإنما توجد أيضًا في مدينة كيليس، قائلًا: “هناك فتيات تتراوح أعمارهن بين 12-13 عامًا”.
وتوصل مراسل الجريدة إلى أن بعض الفنادق تقوم بتقديم خدمات ممارسة الدعارة من سوريات، من خلال بعض الشباب يقفون في الطرقات ويعرضون تقديم خدماتهم للمارة وترغيبهم في الأمر.
ولا يزال مسلسل استغلال اللاجئات السوريات في ممارسة الرذيلة مستمرا، وأصبحت تلك الفضائح في تزايد مستمر، كان آخرها عمليات بيع سوريات مقابل 22 ليرة تركية، وإمكانية شراء قاصرات تتراوح أعمارهن بين 12-13 عاما.