حاولت فتيات بغداد، قرب قصة الحب الأسطورية من ألف ليلة وليلة للعاشقين شهريار وشهرزاد، في باحة حدائق أبونواس في وسط العاصمة نهار الاثنين، خوض النزال ضد أغلال المجتمع المتحفظ على ممارسة المرأة لحياتها وذلك من خلال ركوب دراجات هوائية ملونة دارت في شوارع وأزقة العاصمة بغداد المزدحمة، في محاولة لكسر بعض التقاليد الذكورية، ولفت الانتباه إلى حقوق المرأة في مجتمع محافظ كان في يوم ما صديقا وداعما للمرأة في حقب يحب تسميتها بالفترات الذهبية من حياة العراق ضمن مبادرة “أنا المجتمع”، التي دعت إليها الفنانة البغدادية مارينا جابر، من خلال قيادة الدراجات الهوائية.
بغداد/وكالات- أطلقت مجموعة من النساء العراقيات، يوم الاثنين، مبادرة “أنا المجتمع” من خلال قيادة الدراجات الهوائية في شوارع وأزقة العاصمة بغداد المزدحمة، في محاولة لكسر بعض التقاليد الذكورية ولفت الانتباه إلى حقوق المرأة في المجتمع.
المبادرة دعت إليها قبل أيام الناشطة الشابة العراقية مارينا، التي لجأت إلى التجول على دراجة هوائية في شوارع وأزقة العاصمة بغداد المزدحمة، في محاولة منها لكسر بعض التقاليد ولفت الانتباه إلى حقوق المرأة العراقية. واختارت الشابة مارينا جابر لمبادرتها اسم “أنا المجتمع”، وتروم من خلالها تغيير نظرة الرجل إلى المرأة، غير أن فكرتها أحدثت جدلا واسعا بين العراقيين، وقوبلت بالرفض والاستغراب لدى البعض.
وطالبت النساء العراقيات بالانضمام للحملة وقيادة دراجاتهن الهوائية للتجول في بغداد انطلاقاً من تمثال “شهرزاد وشهريار” الشهير في شارع “أبو نواس” بمنطقة الكرادة وسط العاصمة.
وبحسب الناشطة مارينا، فإنّ المبادرة حملت اسم “أنا المجتمع” من أجل إيصال رسالة مفادها “الانتباه إلى حقوق المرأة وإلى دورها القيادي، من خلال كسر النمط غير المألوف بقيادة الدرجات الهوائية في شوارع بغداد والتي هي حكر على الشبان والرجال في المجتمع العراقي”.
وفي مقابلة مع “الحرة” ، أكدت مارينا أن فكرة قيادة الدراجة في العراق راودتها لما كانت في لندن، حيث قادت الدراجة لأول مرة وفكرت في نقل التجربة إلى العراق. وأضافت أن “قيادة الدراجة الهوائية في بلدي ليس طموحا أو إنجازا بالنسبة لي، هو فقط مبادرة شخصية أريد من خلالها تكسير بعض التقاليد، وإنصاف المرأة العراقية المحرومة من أبسط الحقوق”.
وعن كيفية تقبل المجتمع العراقي لمبادرتها، قالت مارينا: “في البداية كنت أتجول في الأزقة الهادئة ثم انتقلت إلى المناطق الشعبية، وهناك قوبلت بالرفض وأحيانا بالشتم، بل حاول بعض الرجال عرقلة دراجتي ودفعي للسقوط”. بيد أنها استدركت: “نعم قوبلت أيضا بالتشجيع والدعم من البعض”.
النظرات “الغاضبة “لم تمنعها من الاستمرار في قيادة دراجتها الهوائية، قائلة: “لاحظت أن غضب الرجال مني بدأ يقلّ. وهنا فكرت أن التكرار سلاح فعال” لجعل الناس يتعودون على الأشياء. فكرة مارينا لاقت استحسانا كذلك من العديد من الفتيات والنساء العراقيات. بعضهن دعمنها، وأخريات عبّرن عن رغبتهن في تحدي المجتمع “الذكوري” بدراجة هوائية.
ويذكر أن مارينا سبق أن أثارت ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق بعد أن انتشرت لها صور وهي تقود دراجة هوائية وتتجول في شوارع العاصمة بغداد. وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، قالت مارينا إنها تتلقى يوميا آلاف الرسائل من أناس أعجبوا بمبادرتها، وآخرون غاضبون. وتابعت: “تلقيت رسائل مرفوقة بصور من سيدات تعرضن للعنف من طرف أزواجهن وأقاربهن. يعانين في صمت، وينظرن إلى مبادرة قيادة الدراجة كبداية لتحررهن من بعض التقاليد البائدة”.
يذكر أن ركوب وقيادة الفتيات (للبايسكل) كما يسميه العراقيون، ليست هي المرة الأولى في تاريخ المدينة، إذ كان مظهر الفتيات وهن يقدن دراجات هوائية في بغداد في خمسينيات وستينيات وحتى تسعينيات القرن الماضي مألوفًا ومعتادًا.