لبنان/ أخبار الأمم المتحدة- تعتز علياء اللاجئة السورية بارتدائها الكوفية، وهو وشاح تقليدي يستخدمه الرجال العرب لتغطية الرأس. ولكن بارتداء الكوفية فإن علياء تعلن بفخرٍ تقلّدها “منصباً” مخصصاً للرجال فقط، دون غيرهم، وهو منصب شاويش أو زعيم المجتمع.
كلمة شاويش في لبنان، تستخدم للإشارة إلى الرجال الذين يديرون عمالةً أجنبية في الزراعة والبناء. ولكن منذ بداية الصراع السوري وتدفّق اللاجئين إلى لبنان، وجدت الكلمة معنىً جديداً.
ففي تجمّعات اللاجئين يتقلد الشاويش أو الشاويشة منصب صانع القرار والمُشرف على حلّ وتسوية النزاعات. كما يمثّل حلقة الوصل بين اللاجئين والمسؤولين والمنظمات المحلية ووكالات الأمم المتحدة.
إذ يقوم الشاويش بمهمة تسجيل المخيّمات مع وكالات الإغاثة، والإشراف على توزيع المساعدات وحلّ النزاعات بين اللاجئين.
علياء، لاجئة سورية تبلغ من العمر 50 عاماً، التي تقوم بدور الشاويش في أحد تلك التجمعات، تتحدّث عن الأدوار العديدة التي تقوم بها: “جميع اللاجئين أرادوا أن أكون رئيسةً لهم. قالوا إنني سأعمل على تسوية المشاكل وأحضر الاجتماعات، فضلاً عن القيام بحلّ المشاكل والصراعات وجمع الناس معاً.”
وتضيف علياء أنها اكتسبت القوّة من والدها الذي ربّاها وأخواتها على القوّة والشجاعة وعدم الخوف من المطالبة بحقهنّ: “لقد علّمنا والدنا بأن نكون أقوياء، وأن ندافع عن حقوقنا. حتى وإن جادلنا الرجل علينا أن نردّ عليه.”
تقول اللاجئة عائدة عن الشاويشة علياء: “علياء صبورة وهادئة. فوظيفة الشاويش يمكن أن تكون مرهقة.”
ولا تتلقى علياء نظير أداء وظيفتها أيّ مقابلٍ مادي. إذ تقول إنها فقط تودّ مساعدة الآخرين من خلال وظيفتها التي تعتبرها وسيلةً لأداء الواجب ومصدراً للشعور بالفخر.