الأمم المتحدة- فازت الميجور سيتيباتسو بيرل بلوك بجائزة الأمم المتحدة للشخصية العسكرية المدافعة عن قضايا نوع الجنس، وذلك في المؤتمر الوزاري المنعقد في فانكوفر بكندا حول جهود الأمم المتحدة في مجال حفظ السلام.
أنشئت الجائزة في عام 2016، لتكريم تفاني وجهد أحد حفظة السلام لتعزيز مبادئ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1325 المتعلق بالمرأة والأمن والسلم.
جون بيير لاكروا وكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام، قال إن الميجور سيتيباتسو مصدر إلهام للجميع ومثال قوي على أن نشاط حفظ السلام يكمن في اتخاذ حفظة السلام مبادرات شخصية وتواصلهم مع المجتمعات للمساعدة في إيجاد حلول لمشاكل السكان وتعزيز حماية المدنيين وإنقاذ الأرواح.
أثناء عملها في بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جمهورية الكونغو الديمقراطية من يوليو 2016 حتى يوليو 2017 قامت الجنوب أفريقية سيتيباتسو بتطوير حملة رسائل قصيرة على الهواتف المحمولة حول العنف الجنسي المرتبط بالصراع لنشر الرسالة بين المجتمعات التي قد يكون من الصعب الوصول إليها بطرق أخرى.
وفي حوار مع مركز إعلام الأمم المتحدة في بريتوريا قالت:”جئت بهذه الفكرة لتوسيع نطاق الرسائل الرئيسية من البعثة، وللتأكيد على إمكانية إبلاغ النساء عن حالات العنف القائم على نوع الجنس أو العنف الجنسي. هذه الرسائل تعطي الأمل لمن يتلقوها على هواتفهم المحمولة وتؤكد أن هناك من يتفهم ويهتم بما يواجهونه. وشملت هذه الرسائل معلومات عن كيفية الإبلاغ عن هذا العنف.”
وقالت الميجور سيتيباتسو إن تلك الرسائل وصلت إلى الكثيرات من النساء، ولكنها أكدت أن الرسائل لم تستهدف النساء فقط، بل وأيضا الرجال للتأكيد على أن العنف الجنسي أثناء الصراعات جريمة.
وبسؤالها عن أفظع المواقف التي شهدتها أثناء خدمتها في بعثة الأمم المتحدة بجمهورية الكونغو الديمقراطية، قالت: “ذهبت ذات مرة إلى بني، في شرقي الكونغو الديمقراطية وكنت جزءا من فريق مشترك لجمع الأدلة، وكانت هناك مذبحة ارتكبتها جماعة مسلحة. كان من الصعب للغاية رؤية الصور أثناء جمع الأدلة، ومشاهدة جثث نساء ورجال وأطفال قتلوا بشكل وحشي. كان موقفا صعبا للغاية.”
كانت بدايات سيتيباتسو متواضعة مع أخواتها في بيت تعيله والدتها. نشأت في قرية صغيرة، كانت دائما طموحة لتحقيق أكثر مما تتيحه لها هذه القرية. وفي يوم من الأيام قالت لها خالتها إن الجيش يجري مقابلات للالتحاق به، ولسبب ما كان الجميع يعرف أن سيتيباتسو ستلتحق بالجيش.
ورغم شغفها بالعمل العسكري وتفوقها فيه، إلا أن طريقها لم يخل من التحديات “في بعض الأحيان أشعر بأن جهدي يقوض، وكأن القرارات التي اتخذها نابعة من العاطفة ولكن هذا ليس حقيقيا في كل الحالات. لمجرد أن المرء يدعم قضايا نوع الجنس ويحمي النساء والأطفال ويقدم النصح بشأن تدابير الحماية تلك، لا يعني أن المشاعر تقوده. أود أن أشجع النساء على الانخراط في هذا المجال بشكل أكبر، والوقوف معا. فلنتحد. أود أن أشجع مزيدا من الشابات على المشاركة في عمليات حفظ السلام، وإحداث فرق، والمساهمة. إن صوتهن يمكن أن يساعد من لا صوت لهم على الأرض.”
وفي الختام دعت سيتيباتسو النساء إلى عدم السماح بحبسهن في أدوار تقليدية والتقليل من قدراتهن. وقالت إن النساء سيغيرن الطريقة التي ينظر من خلالها الناس إلى عمليات حفظ السلام، وسينهضن بها إلى الأفضل.