فنانة مغربية ‘ناشطة’ توظّف الرسوم المصوَّرة لتحرير المرأة
زينب فاسيكي مع ألبومها 'حشومة'

المغرب/ middle-east-online- تنظّم الرسامة المغربية زينب فاسيكي بانتظام دورات تكوينية في الرسوم المصوَّرة لحثّ الشباب على صقل مواهبهم من أجل “تغيير المجتمع” وتحرير المرأة، وتُعدّ الفنانة الشابة (26 عاماً) من رواد الرسوم المصوَّرة، التي توظّفها للدفاع عن المساواة.

استقطبت مداخلتها الأخيرة نحو عشرة تلاميذ ورسامين محترفين أواسط آذار/مارس في الدار البيضاء، وتهدف إلى مساعدتهم على إيجاد أجوبة إبداعية، للردّ على تعليقات مسيئة بثّها بعض رواد المواقع الاجتماعية، بخصوص مبادرة “حتى أنا” (أنا أيضاًMeToo) للتنديد بالاعتداءات الجنسية ضدّ النساء.

وتُعرب زينب عن استهجانها قائلةً “نحن هنا لمواجهة ثقافة الاغتصاب هذه التي تحمّل الضحية مسؤولية ما تتعرّض له، بينما تبرّئ الجاني”، قبل أن تترك للمشاركين حرية التعبير سواءً بأقلام الرصاص أو على لوحات رقمية.

تعرّف زينب فاسيكي عن نفسها بأنها “فنانة ناشطة” تجمع بين الفن والدفاع عن حقوق المرأة. ويُعدّ الفن بالنسبة إليها “وسيلة أساسية من أجل التغيير، فالصورة تملك سلطة خصوصاً على مواقع التواصل الاجتماعي”.

وقد شاركت أخيراً في توثيق حلقة من سلسلة “حتى أنا” الوثائقية على يوتيوب، تتضمّن شهادة صادمة لشابة مغربية (22 عاماً) كانت ضحية اغتصاب لسنواتٍ من طرف شقيقها، مقابل لامبالاةٍ تامّة من والديهما.

-“عار”-

خلافاً لحركة “مي تو” التي ظهرت في الولايات المتحدة قبل بضع سنوات، اختار معظم الضحايا المشاركات في هذه السلسلة الحديث من وراء حجاب، حيث خضعت أصواتهنّ لتعديل تقني، ورُكّبت على رسوم مصوّرة.

فزيادةً على الشعور “بالعار” والوصم الاجتماعي، يمكن أن يتحوّل فضح اعتداء جنسي إلى ملاحقة الضحية بمقتضى قانون يجرّم إقامة علاقات جنسية دون زواج، كما يذكر منتج هذه السلسلة يوسف الزيراوي.

تقول زينب فاسيكي إنها أصبحت مناضلة نسوية وهي في الرابعة عشرة؛ حين تولّد لديها هذا الوعي “تزامناً مع سنّ البلوغ، وشعورها بأنّ المرأة يُنظر إليها في الغالب وكأنها خطيئة”. وتُضيف “الثقافة التي ترى أنّ من حقّ الرجل الوصاية على المرأة ومراقبتها، في إطار منظومة أبوية تُعامل فيها المرأة وكأنها ليست كائناً مسؤولاً عن اختياراته”.

وتناضل زينب “من خلال رسومها من أجل تغيير القوانين التي صاغها رجالٌ للتحكّم بأجساد النساء”. وتعتبر فاسيكي الكاتبة والناشطة النسوية الفرنسية سيمون دو بوفوار مثلها الأعلى وتعتبر كتابها “الجنس الآخر” مرجعاً لها. أما تكوينها الفني فيعود إلى “مطالعتها قصص الرسوم المصوّرة” منذ طفولتها، قبل أن تبدأ الرسم في سنّ المراهقة و”تلتقي مؤلّفي رسوم مصوّرة خلال مهرجانات” عندما صار بمقدورها السفر.

اشتهرت الفنانة العصامية، خصوصاً على المواقع الاجتماعية، من خلال رسم نفسها عارية، “ثم من خلال رسوم تظهر أجساد نساء كما هي دون أيّة خطوط حمراء”.

-“مقاومة”-

وتتابع “تعتقد بعض المناضلات النسويات أنّ رسم أجساد عارية لا يخدم القضية، لكنني أظنّ أنه بمثابة ثورة ومقاومة إزاء تاريخ مبني على الأبوية”.

ومنحها ألبوم “حشومة” (عيب)، الذي نُشِرَ مؤخراً، صدىً أكبر ويتناول “الثقافة التي ترى في التعرّض لجسد المرأة نوعاً من العيب”، في بلدٍ ما تزال فيه التربية الجنسية غائبة عن المناهج التعليمية.

نُشِرَ هذا الألبوم في باريس العام 2019، بعدما رفض ناشرها المغربي اعتماده، وأُعيد طبعه مرّاتٍ عدّة محققاً “مبيعات جيدة” في المغرب، وفق ناشرها فلوران ماسو.

ويقول ماسو “زينب جد شجاعة وتبقى دائماً إيجابية رغم أنها تتعرّض للكثير من الشتائم على المواقع الاجتماعية”.

تحضّر الفنانة “معرضاً كبيراً” في متحف الفن المعاصر بتطوان (شمال) في الخريف المقبل، كما ستشرع في تقديم دروس لطلبة مدرسة الفنون الجميلة بالمدينة. وتُعرب عن سعادتها الغامرة لأنها “ستواجه” من تصفهم بـ”الفنانين الذين يعارضون العُري الفني”.

تطمح زينب أيضاً من خلال الدورات التكوينية التي تُشرف عليها إلى “تطوير حضور النساء في الميدان الفني” و”مساعدة الفتيات للتخلّص من التحكّم الأُسري”.

وتقول “عندما بدأتُ أنشر على المواقع الاجتماعية؛ خيّرتني أسرتي بين التوقّف أو أن أعتبر نفسي خارجها”.

ولكنها لم تتوقّف، فبالنسبة إليها “هذا النوع من التحكّم في أطفالٍ لا يقترفون أيّ ذنب سوى التمتّع بهواياتهم، دمّر آلاف المواهب”.

زينب فاسيكي مع ألبومها ‘حشومة’

*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبتها/كاتبها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”.

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015