مجلة ميم- آثار الحرب الدائرة في سوريا التي تمخضت عن الثورة المغدورة لا تعد ولا تحصى. وإذا كان الدمار الذي لحق بالمدن والقرى والأرياف يمكن أن يعالج بإعادة الإعمار والبناء، فإن الدمار الذي لحق بالنفوس والتمزق الاجتماعي الذي عاشه السوريون طوال سبع سنوات من عمر الوجع السوري؛ سيكون صعب التناول والتعامل معه بالتأكيد.
وإذا كانت المعاناة شاملة وعامة في سوريا فإن للنساء وجعهن المخصوص والذي تعدد وتنوع ولا يكاد يمر يوم دون أن نتابع حكاية نساء من سوريا يتعرضن إلى الاضطهاد والظلم سواء داخل وطنهن الذي يعيش حرباً ضروساً أو من خلال تهجيرهن القسري وما يحفّ بهذه التغريبة، بالإضافة إلى ظروف الهجرة والإقامة في البلدان التي تأويهن. وهن اليوم الحلقة الأضعف في ما يمكن أن نسميه بالقضية السورية.
وهذا ما ترصده كاميرا الفنانة السورية واحة الراهب التي يعرفها المشاهد العربي من خلال بدايات الدراما السورية وتحديداً مشاركتها المتميزة في مسلسل “البركان” مع رشيد عساف.
وهي اليوم تخوض تجربة الإخراج في فيلم وثائقي أسمته بـ”قتل معلن” وقد أرادت من خلاله رصد معاناة السوريات وذلك من خلال قصة طفلة تعرضت إلى التهجير على غرار عديد الأطفال في سوريا وعبر نزوح هذه البنت تقول كاميرا واحة الراهب الكثير عن تغريبة النساء وعن قضيتهن وخاصة زواج القاصرات.
وتروي تفاصيل تدهور وضعية النساء في ظل الفوضى العارمة التي يعيش على وقعها المواطن السوري.
وقد لاقت الفنانة واحة الراهب صعوبات انتاجية جمة خلال إنجازها لهذا الوثائقي. كما أنها تشتغل حالياً على فيلمها الروائي الطويل “منفى الروح” الذي يتناول أيضاً قضايا المرأة والهيمنة الذكورية.
ويذكر أن واحة الراهب منحازة لقضايا المرأة في الأعمال الفنية وهي تؤمن بالفكر الاصلاحي الذي يهدف إلى تغيير واقع النساء إلى الأفضل واقتراح حلول لعديد المعضلات. وتدين كل أشكال الانتهازية التي توظّف قضايا المرأة دون إيمان حقيقي بها.
وهي تستند في ذلك إلى منظومة الأحوال الشخصية المتخلفة المعتمدة في سوريا رغم الإدعاء من قبل النظام القائم بحماية حقوق النساء.
كما انحازت واحة الراهب الى الشعب السوري في مسألة التعاطي مع الثورة السورية وهي لا تخفي رأيها القائل بأن النظام يوظّف فن الدراما من أجل التعتيم وتضليل الرأي العام، وهي تؤكّد على صمود الثورة واستمرارها رغم كل ما يحيق بها وما يحاك لها.