الخبرأونلاين- فيما تواصل الأمم المتحدة وروسيا والولايات المتحدة ودول أخرى، العمل على التوصل إلى حل سياسي لإنهاء الحرب السورية، طرحت جميلة بيغيو، محررة بارزة لدى برنامج النساء والسياسة الخارجية في مجلس العلاقات الخارجية الأميركي، ومديرة البرنامج راشيل فوغيلشتاين، استراتيجية ثبت نجاحها في التوصل إلى صفقة، ويرجح أن تنجح أيضاً في الحقل السوري، ألا وهي إشراك النساء في المحادثات.
سوريات حول المائدة
وتقول بيغيو وفوغيلشتاين إن أدلة عدة تثبت أن مشاركة المرأة في مفاوضات سلام تقلل من فرص إخفاقها بنسبة 64٪، كما ترفع بنسبة 35٪ احتمال استدامة السلام لمدة لا تقل عن 15 عاماً. ورغم ذلك، كانت مشاركة المرأة السورية منقوصة في العملية السلمية.
مشاركة متأخرة
ومع أن الأمم المتحدة قادت محادثات سلام بشأن سوريا منذ 2012، لم تشارك المرأة السورية فيها إلا في 2016، عندما شكل ستيفان دي ميستورا، المبعوث الأممي إلى سوريا، مجلساً استشارياً من 12 امرأة سورية للمشاركة كفريق مراقبة، في محادثات جنيف للسلام. إلى ذلك، لم يكن للمرأة السورية وجود ملحوظ، إبان محادثات سلام موازية تقودها روسيا.
عدد منقوص
ويشار، بحسب كاتبتي المقال، لقلة عدد النساء المشاركات في أدوار رسمية ضمن مفاوضات تقودها الأمم المتحدة، وحيث شكلن نسبة 15٪ فقط من جملة وفود معارضة وحكومية، شاركت في محادثات السلام في جنيف في ديسمبر (كانون الأول)، 2017. وتهدف الحركة السياسية السورية الجديدة التي أطلقت حديثاً للحصول على كوتا لا تقل عن 30٪ من أجل مشاركة المرأة في مفاوضات السلام، لأجل ضمان التوصل إلى حل شامل للنزاع يحقق العدالة لجميع ضحايا الحرب السورية.
إسهامات قيمة
وبحسب كاتبتي المقال، رغم قلة عدد النساء المشاركات في عملية السلام بشأن سوريا، كانت للمرأة مساهمات قيمة حيال حفظ السلام داخل أحيائهن حول البلاد. وثمة خمسة أمثلة على إنجازات حققتها المرأة السورية في حقل العملية السلمية السورية.
بدايةً، كان هناك طلب توسيع أجندة المفاوضات. فقد طالبت نساء شاركن في المفاوضات، ومن المجتمع المدني برفع عدد القضايا الهامة، بما فيها ضمان إيصال المساعدات والأغذية، وإطلاق المعتقلين والاستفسار عن المغيبين.
العمل وسط انقسامات
وكان للمرأة السورية دور كبير في العمل وسط الانقسامات في الطيف السياسي السوري، حيث استطاعت نساء التوصل لإجماع سوري حيال قضايا مثيرة للجدل، أدت لوقف المحادثات، مثل إيصال المساعدات.
واستطاعت نساء سوريا المساهمة في التوصل لوقف إطلاق نار في مناطقهن، والسماح بفتح ممرات من أجل توصيل مساعدات. وكان ما جرى في ضاحية الزبداني، قرب دمشق، خير شاهد على ما قامت به مجموعة من النساء في الضغط على ميليشيا، من أجل القبول بوقف لإطلاق النار لمدة 24 ساعة مع القوات الحكومية.
وسائل سلمية
وتقول الكاتبتان إن السوريات شاركن أيضاً في إطلاق سراح معتقلين سياسيين عبر وسائل سلمية. ومن الأمثلة على ذلك، قطع قرابة ألفي امرأة وطفل الطريق السريع بين بانياس واللاذقية، في 2011، إلى أن استجابت لهم السلطات وأطلقت سراح مئات المعتقلين، سجنوا، دون حق، في ربيع ذلك العام.
توثيق عمليات خطف
من جهة أخرى، يشارك عدد من النساء السوريات في توثيق عمليات خطف واعتقال واختفاء، وسواها من تجاوزات في حقوق الإنسان اقترفتها حركات سورية مسلحة.
وتختم الكاتبتان رأيهما بالإشارة لوجود أدلة إضافية تثبت بأن مشاركة المرأة في عمليات السلام والأمن، تضاعف احتمالات تحقيق السلام واستدامته.
ولذا، تنصح الكاتبتان، الأمم المتحدة والولايات المتحدة وأصحاب المصالح في سوريا، بتخصيص مقاعد لنساء سوريات حول مائدة المفاوضات لتوفير فرصة حقيقية لإنهاء الحرب السورية.