بنغازي/ مجلة ميم- في مدينة بنغازي، التي ارتبط اسمها خلال السنوات الأخيرة بالدمار والقتال المسلّح، انتشرت مجموعة من المقاهي، حملت أسماءً جديدة أجنبية مثل “آت هوم” و “كوفي فاكتوري”، زيّنت فضاءاتها بالكراسي والطاولات التي تضفي طابعاً جذاباً على المكان مع وفرة خدمات جاهزة.
تُقدّم هنا أشهى الأكلات السريعة والأطباق الشرقية، كالشكشوكة والفول، وأصناف شتى من الحلويات والفطائر والبسكويت. مع تقديم القهوة بأنواعها، من العربية إلى الأمريكية والايطالية.
هذه المقاهي التي تعد متنفساً للمرأة الليبية في ظل الصراع السياسي الخانق، تستقطب العائلات والنساء وترفض استقبال الرجال. ولا يتم هذا لاعتبار المحافظة فحسب، بل لأسباب يقول مالكوها أنها عملية وبراغمتية أيضا، فالرجال كما يقولون أكثر صخبا ًأما النساء والأسر فأقل صداعاً. كما أنهن يقبلن على تناول الطعام بأصنافه المختلفة، فيما يكتفي الرجال باحتساء القهوة والتدخين والنقاش مطولاً ثم الانصراف. وهو مايعكس دور المرأة الليبية في تدوير العجلة الاقتصادية للبلاد.
أكثر من 20 مقهى أسرياً، انتشر على ضفاف البحر، يقدم خدمات سريعة ومتطورة للزبائن والزبونات. جذبت هذه الظاهرة الجديدة أنظار المتابعين للشأن الليبي الذين رأووا فيه تغييراً لنسق الحياة المعهود ومؤشراً على تشكل مناخ أكثر استقراراً وهدوءاً.
فيما اعتبر آخرون، خروج المرأة للمشهد العام ومشاركتها في الفضاءات الترفيهية، مؤشراً على مسار من الانفتاح الاجتماعي ورغبةً في الخروج من الفضاءات الضيقة في مجتمعٍ عُرِف بطابعه الذكوري.