الفاتيكان/وكالات- عيّن البابا فرنسيس مؤخراً ست نساء في المجلس الذي يشرف على مالية الفاتيكان، واختارهن مرة واحدة لشغل بعض من أكبر الأدوار. وقد وصفت بعض وكالات الأنباء هذه الخطوة بـ “انقلاب ناعم في الفاتيكان”.
وقالت وكالة “رويترز” إنّ هذه التعيينات في أحد أهم المكاتب بالفاتيكان، تمثّل أحدث محاولة من جانب البابا للوفاء بوعودٍ قُدّمت منذ سنوات، لتحقيق توازن أفضل بين الجنسين.
وبالفعل فقد قام البابا فرنسيس بتعيين نساءٍ في مناصب نائبة لوزير الخارجية، ومديرة لمتاحف الفاتيكان، ونائبة لرئيس المكتب الصحفي بالفاتيكان، بالإضافة إلى أربع نساء كمستشارات لمجمع الأساقفة، الذي يتولّى التحضير للاجتماعات الهامة. ولكن التعيينات الجديدة، التي جاءت يوم الخميس الماضي 6 أغسطس/آب، شملت أكبر عدد من النساء اللاتي يتمّ تعيينهن دفعةً واحدة.
ويضم المجلس الاقتصادي، الذي كان يتألف سابقاً بالكامل من الذكور 15 وظيفة. ويتولى كاردينال منصب المنسّق ويتم تقسيم المناصب الأربعة عشر الأخرى بالتساوي بين رجال الدين والعوام.
وأصبح قسم العوام، الذي يضم سبعة أعضاء، يتألف من ست نساء ورجل واحد. وهؤلاء النساء الست هنّ من: بريطانيا وإسبانيا وألمانيا؛ بواقع اثنتين من كلّ دولة. والرجل الوحيد في هذا القسم إيطالي.
وذكرت التقارير الاعلامية أنّ إحدى البريطانيتين هي ليزلي جين فيرار، التي كانت أمينة خزانة الأمير تشارلز من 2015 حتى 2017، حسبما قال الفاتيكان.
وكان البابا فرنسيس، مطلع هذا العام، قد قام بتعيين أول امرأة في منصبٍ رفيع بوزارة الخارجية، وهي الوزارة التي تتولى الشؤون الدبلوماسية والإدارية بالفاتيكان. حيث تولّت الإيطالية فرانشيسكا دي جيوفاني (66 عاماً) منصباً جديداً بالإدارة في قسمٍ يُعرَف باسم العلاقات مع الدول؛ حيث ستعيّن بدرجة نائب وزير، لتصبح فعليّاً واحدةً من نائبين لوزير الخارجية.
لا تسمح الكنيسة الكاثوليكية سوى بترسيم الرجال قساوسة، وعادةً ما يقتصر عمل النساء على الأعمال الإدارية غير الظاهرة. ولكن جماعات نسائية، ومنها الاتحاد الدولي للرئيسات العامات للأديرة؛ وهو مظلة تضم الراهبات الكاثوليكيات، تُطالب البابا منذ فترة طويلة بتعيين مزيدٍ من النساء في مناصب رفيعة داخل الكيان الإداري للفاتيكان.
وأفاد بيان تعيين دي جيوفاني الصادر عن الفاتيكان مطلع العام؛ أنها ستتولى شؤون العلاقات المتعدّدة الأطراف بالوزارة التي تعمل بها منذ عام 1993. ودي جيوفاني متخصصة في القانون الدولي وحقوق الإنسان. وقالت وقتها لموقع فاتيكان نيوز الرسمي الخاص بالفاتيكان إنّ تعيينها “غير مسبوق” على الرغم من أنّ “المسؤولية مرتبطة بالوظيفة، وليس بحقيقة كونها امرأة”.
كما أضافت “قد يكون لدى المرأة بعض المهارات لإيجاد القواسم المشتركة وإصلاح العلاقات بإخلاص. آمل أنّ كوني امرأة ينعكس بشكلٍ إيجابي في هذه المهمة، حتى لو كان ذلك هبةً أجدُها يقيناً في زملائي الرجال أيضاً”.
الفاتيكان، وهي دولة ذات سيادة تحيط بها إيطاليا، وتربطها علاقات دبلوماسية مع أكثر من 180 دولة.
*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبها/كاتبتها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”.