جريدة الثورة- الفيلم الروائي الطويل (ليليت السورية) بات جاهزاً للعرض، والفيلم إخراج غسان شميط الذي كتب له السيناريو مع جهينة العوام ، وهو مأخوذ عن رواية (تحت سرة القمر) للكاتبة جهينة العوام ، إنتاج المؤسسة العامة للسينما ، تمثيل عدد من الفنانين ، منهم : علا باشا ، وضاح حلوم ، مجد فضة ، لانا شميط ، ليا مباردي ، عبد الرحمن أبو القاسم ، لينا حوارنة ، فيلدا سمور ، مريم علي ..
يحمل الفيلم الذي تجري أحداثه خلال فترة الأزمة الحالية رسالة تعبق بروح المحبة والإخاء بين مختلف الأطياف متنوعة المشارب في سورية ، وفي تصريح خاص لصحيفة الثورة أكد المخرج غسان شميط أنه بات جاهزاً للعرض ومن المتوقع عرضه خلال فترة قريبة ، وقال : يعتبر الفيلم دعوة للمحبة ، فعلى الرغم من وجود الأزمة لكن لا يزال هناك مساحة للحب .
وحول تغيير اسم الفيلم من (تحت سرة القمر) إلى (ليليت السورية) ، يقول : اسم (ليليت) أقرب للفكرة الأساسية للفيلم ، فليليت نُسج عنها الكثير من الأساطير ، ومن الاسماء التي لقيت جدلاً كبيراً في مختلف الحضارات عبر التاريخ ، إنها المرأة المتمردة غير الخاضعة ورمز لتحرر المرأة واستقلالها كما أنها رمز للذكاء والحكمة ، لذلك قررنا أن نغير عنوان الفيلم لنقول أن المرأة السورية خلال مرحلة الحرب عانت وقاست وتحمّلت الكثير ، وقدمت التضحيات الكبيرة ، فقد كان لها دور فاعل ، إضافة إلى أنها الزوجة والأم والحبيبة والمناضلة والمكافحة ، ومن هنا اخترنا الاسم الذي يعطي التعبير الأصدق عما نريد قوله ، وهذه الفكرة ستكون واضحة وظاهرة خلال الفيلم .
تجري أحداث فيلم (ليليت السورية) خلال الأزمة الحالية ، حاله حال العديد من الأفلام السينمائية التي تم إنتاجها خلال الفترة الأخيرة ، فما الذي يمايزه عنها ؟.. يجيب المخرج غسان شميط قائلاً :
الفيلم قريب إلى درجة كبيرة من الناس العاديين ، وهو يجسد حكاية اجتماعية تحدث في بيئة تضم فئات المجتمع كلها ، فالأزمة خلقت مشكلة كبيرة وهجّرت الكثيرين من الأماكن الساخنة إلى الأماكن الأكثر أماناً ، وتدور أحداث الفيلم في منطقة تحوي أناساً من مختلف طوائف المجتمع ، فنتابع كيف يحيون وكيف يعيشون الأزمة ، وبالتالي هو فيلم اجتماعي لا يذهب باتجاه المعارك الحربية وإنما فيه معارك نفسية داخلية يعيشها المواطن جراء الأزمة ، وانعكاسها عليه نفسياً وجسدياً واجتماعياً .
أما فيلمه الوثائقي (حكايا من مراكز الإيواء) إنتاج المؤسسة العامة للسينما ، فيشير إلى أن تصويره سينطلق نهاية شهر نيسان ، ويرصد واقعاً يعيشه المهجرون في مراكز الايواء ، عنه يقول : أثناء تصوير فيلم (ليليت السورية) كان لدينا بعض المشاهد في مراكز الإيواء ، فلاحظت أن هناك مشكلة نتجت عن الأزمة ، وهي مشكلة المهجّرين من منطقة إلى أخرى ، فهناك مناطق آمنة لجأ إليها الناس وبادرت الدولة إلى إنشاء مراكز ايواء لهم وفرت فيها كل المستلزمات الأساسية ، ولكن ضمن هذه المراكز تجد أشخاصاً يحملون كثيراً من المآسي في حياتهم بسبب الحرب وانتقالهم من مكان إلى آخر ، فالإنسان يبقى بحاجة إلى بيته الذي يسكن فيه ، واستقلاليته الخاصة ، وبالتالي هي قضية هامة ويعاني منها كثيرون ، لذلك نحاول أن نضع يدنا على الجرح ونُبرز هذه المشكلة عبر فيلم وثائقي يتناول حكاياتهم ومعاناتهم ومشكلاتهم ، وبما أنه (وثائقي) فهناك مصداقية لأنك تقدم معاناة أشخاص من لحم ودم ، ومن هنا تنبع أهمية الفيلم الوثائقي .
ويؤكد أيضاً المخرج السينمائي غسان شميط أن في جعبته للقادم من الأيام فيلم روائي جديد بعنوان (حي المنازل) سيناريو سامر اسماعيل.