علاء رشيدي/ raseef22- في هذا اللقاء الخاص، تحدّثنا ماسة المفتي، رئيسة جمعية سنبلة للتعليم والتنمية، المختصة في مجال التدريب المهني وتطوير المناهج وسياسات التعليم، والمسؤولة عن المحتوى والمناهج العربية الرقمية في مؤسسة Learning Equality، عن الإشكاليات التي تعاني منها برامج التعليم المخصصة للأطفال اللاجئين السوريين في لبنان، وتبيّن الاحتمالات المنهجية التي يمكن لبرامج التعليم الاستفادة منها على مستوى التكنولوجيا وتطوير المهارات، وكذلك تشرح لنا أهمية ودور الفنون في عملية التعليم، مقدّمةً النماذج الملهمة في مجال توظيف الفنون في عملية التعليم.
المنهجية المتكاملة
من خلال تجربة السنوات الخمس في تقديم برامج التعليم للأطفال السوريين، توصّلت جمعية سنبلة إلى تكوين رؤية شمولية، تعتبر كمنهجية عمل في متطلبات ومستلزمات هذا القطاع. تتكوّن هذه الرؤية من التكامل بين ثلاثة محاور، المحور الأول “تعليم”، يهدف إلى توفير الدعم للطلاب السوريين في مجال التعليم الرسمي، المحور الثاني “تمكين”، وهو برنامج المؤسسة الخاص بالتعليم غير الرسمي يستفيد فيه الطلاب من حصص في اللغة العربية، الإنكليزية، الرياضيات، الكومبيوتر، العلوم والدعم النفسي عبر الفنون، مثل الدراما، الموسيقى، الحكواتي والمناظرات الجدلية، أما المحور الثالث “تدريب”، فهو مخصص للمعلمين، والذين تعتبرهم سنبلة الدعامة الأساسية في عملية التعليم، وخصوصاً في الظروف التي تطلب التكيّف للتدريس في ظلّ الأزمات.
البرامج التعليمية بين الاستجابة والجودة
تبيّن ماسة المفتي أن حجم المأساة السورية فرض على برامج التعليم الخضوع لشرط الاستجابة، فهدفت البرامج لتحقيق أكبر قدر من الانتشار، ما أدى إلى انكفاء عنصر الجودة. ومن هنا، توضح ماسة ضرورة الاهتمام بالجودة، والذي يعني الاهتمام بالمناهج التعليمية والأساليب التدريسية: “غالباً ما يحكم برامج التعليم في سياق الأزمات الاهتمام بمعايير الاستجابة والانتشار، لاستيعاب أكبر عدد ممكن من المستفيدين، ما حاولت كأخصائية تقديمه هو الرفع من شأن معيار الجودة، التي تتمثل بالاهتمام بمضمون المناهج، أسلوب التعليم والاستمرارية”.
في هذا الخصوص، تستشهد ماسة المفتي بنظرية العالم التربوي باولو فريري، ومنها ما تضمنه كتابه المشهور “تعليم المقهورين”، وهذه النظرية هي المدخل الرئيسي لأهمية الجودة في التعليم، وليس فقط الانتشار الذي لا يحرّر الإنسان من الخضوع والتبعية والتلقين. لذلك فمن الضروري جداً أن يتجاوز التعليم المنظومة أو الإطار القانوني لحقوق الإنسان، ويعتمد بالمقابل الإطار الخاص بالعدالة الاجتماعية، لأن إطار “حقوق الإنسان” يلزم الدولة أو الجهات المسؤولة بتوفير التعليم للجميع، بغض النظر عن الجودة أو قياس التعلّم.
أما إطار “العدالة الاجتماعية” فيحتّم وجود معايير جودة للتعليم من أجل الجميع، كما ينصّ الهدف الرابع لأهداف التنمية المستدامة والذي ينص: من حقّ جميع الأطفال الحصول على تعليم عالي الجودة”، وتضيف ماسة: “تبرز هذه المشكلة بشكل معمّق ومكثّف في ظلّ الأزمات والنزاعات، حيث يصعب على الجهات المعنية الالتفات إلى أهمية الجودة والاكتفاء بالانتشار. وهذا ما تُطالب وتعمل عليه جمعية سنبلة: “إيجاد الطرق الأكثر فاعلية وقابلية للتطبيق لدمج الانتشار والجودة في سياق الأزمات والنزاع، لضمان ديمومة ونجاح التدخل والحلول المطروحة”.
غياب المنهجيات التعليمية
تجد ماسة المفتي أنّ غياب البيداغوجيا Pedagogy، أي المنهجيات التعليمية، كواحدة من الإشكاليات التي تسم برامج التعليم الخاصة باللاجئين السوريين، وهي تؤكّد ألا منهجيات جاهزة يمكن تطبيقها على الحالة السورية، بل يجب تطويرها من خلال التجريب، التفكير وإعادة التخطيط لما يناسب هذه الحالة بشكل خاص: “تصميم المناهج الملائمة يجب أن يأخذ بعين الاعتبار الدراسات الذهنية عن سلوك الطفل في الصدمة، على التعاون مع المحيط العائلي والاجتماعي الذي يؤثر في حياة الطفل وسلوكياته، وبالتالي على علاقته بالتعليم”.
وتتطلّب المنهجيات الناجعة توافر عنصر الاستمرارية، فبرأيها خطط التعليم الفعّالة يجب أن تهتم بالمتابعة بين الطفولة المبكّرة، التعليم الأساسي وصولاً إلى اليافعين، والاستمرارية تتطلّب برامج تتمتّع بالديمومة، بالإضافة إلى تغيير الاستراتيجيات بحسب المتطلّبات والظروف، وذلك بإيجاد المنهجيات والخطط المناسبة القائمة على الدراسات والأبحاث المختصّة في هذا المجال.
البيروقراطية
على المستوى الإداري، تشكّل البيروقراطية واحدة من المُعيقات في تنفيذ برامج التعليم وفاعليتها، وذلك سواء البيروقراطية التي تعاني منها مؤسسات الدولة، كالوزارات والمؤسسات الرسمية، أو بيروقراطية المؤسسات الدولية الإنسانية التي تعنى بالملف السوري. وفي هذا الإطار تنصح المفتي المؤسسات الدولية المعنية ببرامج تعليم الأطفال السوريين بالعمل إلى جانب الشركاء المحليين: كالبلديات، المؤسسات غير الحكومية والجمعيات الأهلية ذات الشأن.
من بعد تحديد بعض الإشكاليات، تُطلعنا ماسة المفتي على التوصيات التي تراها مناسبة لتطوير برامج التعليم، والمستَمَدَّة من خبرتها النظرية والعملية في هذا المجال.
المدرس أساس العميلة التعليمية
بناءً على الخبرة النظرية والممارسة العملية، توصّلت مديرة برنامج سنبلة إلى ضرورة أساسية، وهي دعم المعلمين والمعلمات كونهم عماد العملية التدريسية: “فالتعليم عملية مرتبطة بالتدريس، والمدرس هو القائم بالعملية التعليمية، فلابد من الاهتمام بتمكين المعلمين، فهم الحلقة الأساسية في بنية النظام التعليمي”.
وتُميّز ماسة بين نوعين من المعلمين: المعلمون ذوي الشهادة الأكاديمية التي تؤهّلهم للقيام بعملية التدريس، والمعلمون الذين انخرطوا في عملية التعليم استجابةً لظروف الأزمة، وهم الذين تلمّسوا النقص في الكادر التعليمي في ظلّ الأزمة، فاختاروا هذه المهنة لسدّ النقص ومتطلّبات الضرورة.
ولكلّ من هذين النوعين مميّزات مختلفة عن النوع الآخر: “إن كان ما يميّز النوع الأول هو التأهيل الأكاديمي، فإنّ النوع الثاني يتميّز بالإرادة والرغبة في العطاء، وهؤلاء أُطلِقَ عليهم لقب القادة الجُدد، أغلبهم قادمون من مهنٍ أخرى، لكن اختاروا مهمة التعليم في هذه الظروف، وهذا ما يجعل من التعليم رسالةً ذات معنى بالنسبة لهم، لقد أعادوا المعنى إلى قضية التعليم. لكن هذا النوع بحاجة على الدوام إلى التطوير والتدريب”.
وبالنسبة لماسة، فحتى المعلمين الأكاديميين هم بحاجة إلى التكيّف وتطوير المؤهّلات وفق الظروف المفروضة، ويجب العمل معهم على تطوير المستوى الثقافي والوعي بالسلوكيات العنصرية. دون أن تنسى ماسة المفتي طبعاً أهمية الدعم المالي لكل أنواع المعلّمين والمعلّمات، والذي يعتبر جزءاً أساسياً من عملية تطوير مهارات المدرسين، وهو الاهتمام بوضعهم المالي والاقتصادي، ومستواهم المعيشي الذي يسمح لهم بالقيام بمهامهم بأريحية وبتركيز مناسب على العملية التدريسية.
تُضيء ماسة المفتي على إمكانية توظيف التكنولوجيا في تأهيل المعلمين وتدريبهم في المناطق التي تعيش نزاعات ويصعب التواصل معهم فيها، وهي تبشّر بمرحلة جديدة من توظيف الذكاء الصناعي في التعليم، لكن قبل ذلك، وبحسب رأيها، يتطلّب الأمر تدريب وتأهيل المعلمين أنفسهم على الإمكانيات المتاحة للذكاء الصناعي في التعليم.
التعلّم عبر التجريب، هو ما ركّزت عليه المختصة ماسة المفتي، وهنا المقصود التعلّم عبر التجريب للمؤسسات العاملة على البرامج التعليمية للأطفال السوريين، فعلى المؤسسات دراسة المنهجيات الموجودة، ومحاولة تكييفها لتلائم سياقات المجتمعات المهمشة، أو التي تعيش حالة الأزمات. وهذا يعني السعي نحو دراسات المنهجيات والبرامج التي تأخذ بعين الاعتبار الشرط العائلي، الشرط النفسي والمحيط الاجتماعي المتعلّق بالأطفال.
تتفق ماسة المفتي مع المحدّدات التي وضعها “المنتدى الاقتصادي العالمي” للمهارات الخاصة بالقرن الواحد العشرين، والتي يجب دمجها في الأنظمة التعليمية والمؤلفة من ثلاثة أقسام أساسية:
1. أساسيات محو الأمية: معرفة القراءة والكتابة، الحساب، المعلوماتية، المعرفة المالية وأساسيات المواطنة.
2. الكفاءة: التفكير النقدي، حل المشكلات والتفكير الإبداعي، مهارات التعاون والتواصل ضمن الفريق.
3. المميّزات الشخصية: الفضول، التكيّف، حس المبادرة، المثابرة، التقمّص العاطفي وقبول الآخر.
وترى أن أي برنامج تعليمي يجب أن يتضمن في أهدافه إكساب الطلّاب كلّ هذه المهارات والإمكانيات بأقسامها الثلاثة.
تقوية دور التعليم غير الرسمي
توصي أيضاً ماسة المفتي بالاهتمام بالإمكانيات التي تفسحها برامج التعليم غير الرسمية، فهذا النوع من البرامج يحتمل الابتكار والتجديد. فمثلاً، يمكن العمل على إدماج أكبر للتكنولوجيا في المناهج التعليمية، وتقدّم لنا مثالاً برنامج “روبوتيك” الذي نفّذته جمعية سنبلة، والذي يهدف لدفع الطلاب لتوظيف العلوم والتكنولوجيا في إيجاد الحلول للمشكلات التي تواجههم في شروط حياتهم اليومية: “وهكذا توضع العلوم والتكنولوجيا أمام الطلاب كطريقة للعثور على حلول لمشكلاتهم الخاصة في الحياة وفي المحيط الاجتماعي. يقوم الطلاب باختيار المشكلة التي يريدون العثور على حل لها، ونساعدهم بالتعرّف على العلوم والابتكارات التكنولوجية التي تمكّنهم من تحقيق ذلك”.
عن دور التكنولوجيا الرقمية في البرامج التعليمية
توضح ماسة أنه بتوظيف التكنولوجيا الرقمية أصبح بالإمكان تقديم التعليم خارج إطار المدارس، وتجد أن الفرصة الآن مواتية للاستفادة من الإمكانيات التي تقدّمها التكنولوجيا الرقمية في مجال التعليم، بأسلوب “التعليم المُدمج” يُصمّم المنهاج التعليمي ليدمج بين الوسائل التقنية الرقمية وبين وسائط تعليم تقليدية، وذلك من خلال إيجاد منصات رقمية تهيئ أرضية التواصل بين المعلّمين والمتعلّمين، تقول ماسة: “اليوم، في ظلّ الإجراءات المتعلقة بالوقاية من فيروس كوفيد 19، أصبح التعليم عبر الإنترنت الوسيلة الأفضل في ظلّ إقفال المدارس والجامعات”.
التعليم المدمج، التعليم الرقمي، التعليم بشبكة أو بدون شبكة الإنترنت، كلها وسائل جديدة في التعليم تضمن الوصول المتساوي إلى التعليم ذي الجودة، دون تمييز للمتعلّمين بطبقتهم الاجتماعية، دياناتهم، ثقافتهم أو هويتهم الجندرية. كذلك هناك تعليم قابل للتطوير دون وجود اتصال بشبكة الإنترنت: “التكنولوجيا الرقمية توفر إمكانية التعليم للجميع، ودون تمييز. لذلك ربما تبدو الحل الأمثل للتعليم في ظلّ الأزمات والنزاعات، بالإضافة إلى فترات الأوبئة”.
عن دور الفنون في المنهاج التعليمي
تستشهد ماسة المفتي بكتاب “ليس لأجل الفائدة: لماذا الديمقراطية بحاجة للإنسانية؟” لمارتا نوسمان، لتؤكّد على ضرورة الاهتمام بتكوين وعي كامل للطفل، وبالتالي الاهتمام بفكر الطفل بمجمله، وليس مجرد دفع الطلاب للنبوغ أو التميّز ببعض المواد التدريسية، مع إهمال تشكيل الفكر. إن تشكيل الوعي بالنسبة للطالب هو أساس عملية التأهيل التي تسمح له بالتميّز والإبداع، ولا يكفي التركيز على مواد التفوّق دون غيرها.
وبناءً على كتابات هاورد غاردنر، فإن وعي الطفل-الطالب يجب تنميته بصورة متوازنة مع موهبته في بعض المواد التدريسية، لذلك تنظر ماسة المفتي بجدّية إلى مواد غالباً ما اعتبرت ثانوية في المناهج التعليم السورية، مثل الفن والموسيقى، تقول: “لا يُنظر بجدّية لأهمية دور الفنون في التعليم، وهي أشبه بحصص الفراغ في نظامنا التعليمي”، وتنصح بالمزاوجة بين الفنون والمواد التدريسية الأخرى: “لقد أبدى الطلاب المنخرطون في نشاطات متعلّقة بالفنون والموسيقى التزاماً أكبر في الحصص المدرسية، وتسرباً أقل من التعليم”.
عن دور الموسيقى والكورال الغنائي
لقد تلمّس أعضاء جمعية “سنبلة” ذلك، حين نفّذوا برنامجاً للغناء الكورالي، بالتعاون مع كورال الفيحاء، بقيادة المايسترو باركيف تاسلاكيان، وقدّموا حفلات غنائية في الجامعة الأمريكية وفي مسرح زقاق، ضمن إطار مشروع على “حافة التغيير” مع منظمة “اتجاهات”، وحفلة أخرى في صالة الصفدي في طرابلس، وأشركوا معهم موسيقيين محترفين، مثل أميمة الخليل وأحمد قعبور، وقدّمت أمسية خاصة لأغاني الموسيقار زكي ناصيف.
يقول المايسترو باركيف تاسلاكيان عن برنامج تدريب الكورال: “إنّ دور الموسيقى أساسي كوسيلة تواصل، ووسيلة تعبير عن المشاعر”، بينما أكّدت ماسة المفتي: “إن الموسيقى تؤثّر على سلوك الطفل، وتحوّله لإنسان متصالح مع الذات”، وأكّدت أنّ الطلاب الذين شاركوا في الكورال الموسيقي كانوا الأكثر التزاماً وحيوية في باقي أنواع المواد التدريسية في الحصص التعليمية.
دور الحكاية في تكوين الوعي
للحكاية دور كبير في تطوير المهارات الفردية أيضاً، لذلك سعت سنبلة لتحقيق برامج في هذا المجال مثل: نادي الكتاب، التعليم عبر الدُمى وورشات عمل الحكواتي، لتقوية قدرة الأطفال على استيعاب الحكايات، استخلاص العبر منها، وإكسابهم المهارات التي تمكّنهم من فهم القصة وإعادة روايتها عن طريق اللعب، تقول ماسة: “فالحكاية تنمّي القدرة الذهنية، اللغوية وبالتالي الفكرية”.
وفي إطار تطوير المقدرات اللغوية أيضاً، وضّحت ماسة المفتي إمكانية الاستفادة من برامج التدريب على المناظرات بين اليافعين، والذي يقوم على نشاط مشاهدة فيلم أو قراءة كتاب، ومن ثم مباشرة النقاش عنه بين المشاركين، وهذا يطوّر مهارات تعلّم التأويل وفهم القصص، وكذلك مهارات التواصل التفاعلي.
كذلك نفّذت جمعية سنبلة برنامج “حكايتي” في مجال الفن الفوتوغرافي لليافعين، بالتعاون مع دار المصوّر العام 2017. في هذا النوع من الأنشطة، يتدرّب المشاركون على تقنيات التصوير، وتُقَدَّم لهم كاميرات تصوير، ليُطلب منهم التقاط صور من اختيارهم، هذا ما ينمي عندهم القدرة على التعبير ويبيّن الموضوعات التي تثير اهتمامهم، ومن ثمّ تمّ تقديم الصور الملتقطة والمختارة في معرض، وكذلك تذكّر ماسة المفتي ببرامج التدريب على الأنشطة الحركية، كالرقص والعروض المسرحية، وقد نفّذت مجموعة سنبلة عرضاً للتدريب على رقصات الدبكة، قُدِّم على مسرح المدينة في بيروت.
هذه البرامج تقدّمها ماسة المفتي كنماذج في إمكانيات إدماج التكنولوجيا والفنون في برامج المؤسسات المهتمة بمجال التعليم والتنمية، فالكثير من اليافعين، حسب قولها، تجذبهم مهارات الفنون، ويُبدون رغبةً في التخصّص فيها. وتلفت المفتي أيضاً الانتباه إلى أهمية التعليم المهني، فالتعليم المهني قادرٌ على تكوين الرأسمال البشري المطلوب في ظلّ الأزمات، وكذلك في مراحل إعادة الإعمار.
نقطة هامة إضافية تُضيء عليها ماسة المفتي، وهي ضرورة إدخال الفكر الديمقراطي في عملية التعليم، من جهة أولى على مستوى العلاقة بين الإدارات وبين الطلاب، ومن جهة أخرى من خلال إدماج الديمقراطية على مستوى أسلوب التعليم، وذلك من خلال تشجيع الطلاب على الأنشطة الديمقراطية التي يعبّرون من خلالها عن رغباتهم، أو يقدّمون فيها وجهات نظرهم، مثل: تقوية ممارسات العمل كفريق، التصويت وتشكيل اللجان الطلابية.
هناك ضرورة برأي ماسة المفتي لإعادة تقييم مناهج التعليم السوريّة، والاهتمام بالقضاء على جميع أشكال التمييز الجندري، وعلى جميع أشكال التمييز الديني في مناهج التعليم، وأن يحمل الدستور السوري المستقبلي ما يكفل قيم الديمقراطية والحرية والتعليم: “فسردية المناهج التعليمية مرتبطة بالهوية وبالدستور”.
*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبها/كاتبتها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”.