مبدعات عربيات يناقشن واقع الصناعة السينمائية
المبدعة العربية وصناعة السينما

إيلاف- دعت اللجنة التحضيرية لملتقى المبدعات العربيات أول من أمس الى ندوة صحفية لتسليط الأضواء على فعاليات الملتقى في دورته الحادية والعشرين والتي تنتظم بمدينة سوسة التونسية خلال أيام 20 و 22 و 22 أبريل نيسان 2017 حول موضوع “المبدعة العربية وصناعة السينما”.

وتحدثت السيدة فوز الطرابلسي رئيسة الملتقى في هذه الندوة عن ظروف الاعداد للدورة الحالية والمصاعب الجمة التي جابهت اللجنة المنظمة وكذلك عن أهم المعالم وأبرز المحطات التي ستميز هذه الدورة خاصة انها تخصصت في موضوع تختلط فيه الثقافة بالفنون بالتجارة بالصناعة بالإعلام والإعلان، ألا وهو: “السينما”.
ولا شك ان تلك المصاعب والتحديات التي تحف بالموضوع السينمائي بعامة، تزداد صعوبة عندما يكون الأمر متعلقا بالخصوص بالمرأة العربية المبدعة خلال عملها في حقل الصناعة السينمائية بمختلف الاختصاصات المعروفة في الميدان.
لقد شهدت صناعة السينما في العالم العربي خلال العقد الأخير تطور الإسهام النسائي في مختلف الاختصاصات الإبداعية والتقنية. فبعد أن كانت الأسماء النسوية المعروفة في عالم السينما مقتصرة على عدد ضئيل من النسوة يشتغلن في الإخراج أو الإنتاج، عرف المشهد السمعبصري اكتساحا من قبل العنصر النسوي الذي تغلغل خلال السنوات الاخيرة في مختلف قطاعات السينما كتابة وإخراحا وإنتاجا وتقنية، وذلك على خلاف السائد في فترة التسعينات حيث كان حضور المرأة في صناعة الأفلام محتشما ومقتصرا على أداء مهام محدودة تخصصت فيها المرأة العاملة في مجال السينما مثل المكياج والملابس والديكور ومساعدة الإخراج في أفضل الحالات.
أما اليوم، وحسب ما جاء في الورقة العلمية التي تم تقديمها في الندوة الصحفية المذكورة، فإن عدد المحترفات المشتغلات بالسينما في تونس مثلا يفوق عدد الرجال في بعض الاختصاصات. ولا يختلف الحال كثيرا في سائر بلدان العالم العربي حيث تضاعف عدد المخرجات وكن لا يتجاوزن أصابع اليد الواحدة وحظي البعض منهن بتتويجات عالمية ونلن شهرة واسعة.
وتطرح هذه الوضعية الجديدة في علاقة المرأة العربية بالسينما جملة من القضايا يتناولها ملتقى المبدعات العربيات في دورته الحادية والعشرين ضمن تساؤلات مشروعة ستطرح قيد البحث والنقاش طيلة أيام الملتقى من قبيل: ما هي الأغراض التي تتناولها السينما النسائية اليوم؟ كيف تفاعلت السينما النسائية مع الأحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي عرفها العالم العربي بعد الربيع العربي؟ ما هي الصعوبات التي تواجهها المرأة العاملة في الصناعة السينمائية؟ كيف تتأثر المبدعة العربية في الحقل السينمائي في ظل تطور هائل ومستمر في أدوات الإنتاج الرقمية أو بالمنافسة الشرسة لوسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي؟ أيُّ مستقبل للسينما النسائية تحديدا وللسينما في العموم في ظل الأزمة التي يعرفها التسويق جراء القرصنة من جهة وتناقص عدد دور العرض من جهة أخرى احتكاما لمنطق العرض والطلب؟
هذه وغيرها من المعضلات التي تواجه عمل المرأة العربية في الصناعة السينمائية هي التي ستكون مدار البحث والتدارس من قبل ثلة من الفنانين والمنتجين والموزعين والنقاد والباحثين في المجال السينمائي التونسي والعربي نساءا ورجالا، كما سيتضمن الملتقى تقديم شهادات لمنتجات سينمائيات ومخرجات يروين ملحمتهن الشخصية في مجال الصناعة السينمائية ويقدمن خلاصة تجاربهن في المجال السمعبصري.
فعلى مدار خمس جلسات علمية خلال أيام انعقاد الملتقى ستتحدث من تونس الممثلة القديرة منى نور الدين عن المرأة التونسية في السينما من البداية الى اليوم. ومن مصر ستتحدث الممثلة الكبيرة سميحة أيوب عن ذكرياتها في مجال السينما. من لبنان ربى عطية ستقدم مبحثا في السينما البديلة. بينما سلافة حجازي من سوريا ستحاضر عن الإخراج السينمائي وإكراهاته. من تونس أيضا سنكون على موعد مع منيرة بن حليمة لتقدم مؤشرات حول دور المرأة في صناعة السينما.
في الجلسة العلمية الثانية ستتناول عزة شلبي من مصر موضوع المقاومة من خلال السينما، ومن الجزائر رزيقة الفارح ستحدثنا عن المرأة في مجال السينما بينما من تونس سنكون على ميعاد مع كاهنة عطية لتحكي لنا عن المونتاج في صناعة السينما. أما موضوع التمويل الذاتي والسينما المستقلة فسنستمع اليه من خلال محاضرة ميرفت المديني كمون من تونس.
في اليوم التالي الجمعة 21 ابريل نيسان سيكون الجمهور الحاضر، والمشاركون، على موعد مع النجمة المصرية رانيا فريد شوقي لتتحدث عن الفن من غير وراثة وهي طبعا هنا تشير الى والدها الفنان العملاق وحش الشاشة العربية فريد شوقي وما الذي ورثته منه وما الذي أبدعته لوحدها في عالم الفن بلا وراثة. وستخبرنا المخرجة السينمائية التونسية سونيا الشامخي عن تجربتها في الإخراج، بينما في سياق مختلف ستتحدث سندة زين العابدين من تونس عن التوظيف الموسيقي في تجربة الإخراج السينمائي النسائي العربي بين الخيار والارتجال. ومن تونس أيضا ستقدم خديجة المكشر ورقة نقدية عن واقع عمل المرأة في السينما. هذا وسيكون الحضور المغربي في الملتقى ممثلا في الباحثة فاطمة بصور ومداخلتها التي تحمل عنوان حضور المرأة في السينما المغربية الراهن والآفاق.
وفي نفس اليوم ستخصص جلسة مشاهدة تعرض فيها مجموعة من الأفلام القصيرة وهي ليلة القمرة العمياء لخديجة المكشر وفيلم سميحة أيوب لشادي الكيلاني واليقظة لسلمى بكار، تعقبها نقاشات.
في اليوم الأخير للملتقى ستقرأ الدكتورة خلود جبار من العراق بحثا بعنوان الصعوبات النوعية التي تواجه صانعات الأفلام في العراق. سلطنة عُمان تشارك بمداخلة لمزنة المسافر. وعودة الى المشاركة المصرية الوافرة في الملتقى ستحاضر وفاء سالم عن ذكريات هليجا، وسيتحدث الصحفي والناقد المصري محمد ثروت عن الوجه الاخر للمرأة في الفلم السياسي. وأخيرا سيكون ملتقانا مع السينما الفلسطينية عبر محاضرة بثينة كنعان الخوري بعنوان السينما الفلسطينية في ظل الاحتلال.
سيتناوب على تقديم وإدارة الجلسات العلمية للملتقى كل من نجيب عياد وناصر السردي وسلمى بكار ومحمد العربي القديدي وسونيا الشامخي. في حين ستنتظم على هامش الملتقى عدة أنشطة موازية مثل عرض الفيلم الطويل “على حلة عيني” للمخرجة ليلى بوزيد. وسيكون ختام أعمال ملتقى المبدعات العربيات في دورته الحادية والعشرين بسهرة موسيقية تحييها الفنانة التونسية منى العماري.
المبدعة العربية وصناعة السينما

المبدعة العربية وصناعة السينما

أترك تعليق

المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015