بي بي سي عربي- رحلت الفنانة المصرية محسنة توفيق، عن العالم عن عمر ناهز 80 عاماً بعد صراع مع المرض، وشُيّع جثمانها من مسجد السيدة نفيسة في السابع من مايو/أيار الحالي. ونعاها جمهورها ومحبوها في صفحاتهم في وسائل التواصل الاجتماعي، كما نعتها وزارة الثقافة المصرية من خلال بيان قالت فيه: “إن الإبداع الدرامي فقد إحدى علاماته التي تميزت بالأداء الفني الصادق”.
بداياتها
بدأت محسنة توفيق (مواليد 1939) مشوارها الفني بالمسرح المدرسي منذ أن كانت طالبة، وحصلت على البكالوريوس في الزراعة عام 1968. وتعد محسنة الأخت الكبرى من بين ثلاث أخوات، جميعهن فنانات. فشقيقتها الأولى فضيلة توفيق المعروفة بلقب “أبلة فضيلة” تقدم برامج إذاعية، والثانية يسرا توفيق، كانت مغنية أوبرا.
وشارك كثيرون بمن فيهم ممثلون ومخرجون مقاطع من أفلامها في صفحاتهم في وسائل التواصل الاجتماعي تعبيراً عن تقديرهم لأعمالها.
أثرت الدراما والسينما والإذاعة المصرية من خلال 80 عمل فني، وكُرّمت في فبراير/شباط الماضي عن أعمالها في مهرجان أسوان السينمائي في دورته الثالثة لسينما المرأة.
وكان دخولها عالم التمثيل بمحض الصدفة، إذ بدأت فيها عندما كانت في التاسعة من عمرها، وشجعها مدرّس اللغة العربية لكي تلعب دوراً في المسرح المدرسي، وأعجبها ذلك فكانت انطلاقتها الأولى.
وبقيت محفورة في ذاكرة عشاقها ممن تابعوا فيلم العصفور الذي تألقت فيه بشخصية “بهية” للمخرج الراحل “يوسف شاهين”.
وعُرفت بمواقفها السياسية منذ أيام الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر ، وشاركت في ثورة 25 يناير 2011.
وقالت في إحدى الندوات التي أقامها مهرجان أسوان: “إنها استبعدت من المشاركات في الأعمال التلفزيونية بسبب مواقفها السياسية”.
وأضافت: “طُلب مني تغيير مواقفي السياسية، لكنني لم أفعل، فقد كنت دائماً أسأل نفسي عن سبب تظاهر العمال والطلبة منذ أن كنت صغيرة، وعرفت أنهم عانوا من الضغط والكبت وسوء المعيشة، وظلت حكايات كتلك تلازمني في حياتي ودائما أنظر إلى الظروف والأوضاع وآخذ بالأسباب”.
وفي إحدى مقابلاتها قالت: “قررت أن أعيش وسط الناس، وذهبت للمخيمات الفلسطينية، وتعلمت منهم الإصرار والتحدي”.
ونالت جائزة الدولة التقديرية في الفنون عام 2012، قبل آخر تكريم لها في مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة في فبراير/ شباط الماضي.
*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبها/كاتبتها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”.