عمان/ الغد- أكّدت كاتبات مبدعات، أن الاحتفال بهن هو اعتراف بان النساء قادرات على تقديم فن وأدب وعلم مرموق ومتميز يحظى بتقدير واحترام المجتمع، ويساهم بحركته الثقافية والفنية والعلمية.
وأشرن في الحفل التكريمي الذي نظمته مؤسسة عبدالحميد شومان أول من أمس وأداره الزميل مدير المنتدى الزميل موفق ملكاوي، بعنوان” نساء يصنعن الحياة”، إلى أن، الكتابة هي مسيرة شاقة من الأسئلة التي لا تزيدها التجربة إلا تعميقاً للأسئلة وتشعيباً.
وفي الاحتفال تمّ تكريم الكاتبات المبدعات، سميحة خريس، د. شهلا العجيلي، كوثر الجندي، د. مها العتوم، هيا صالح، ود. رشا الخطيب، وحزامة حبايب.
ورحبت الرئيسة التنفيذية للمؤسسة فالنتينا قسيسية في بداية الحفل بالفائزات المبدعات اللواتي حققن إنجازات مهمة خلال العام الماضي.
وأشارت إلى أن الحضارة العربية تزخر بمبدعات عربيات؛ قديمات ومعاصرات، ظهرن في جميع الحقب الزمنية، كانت مهمتهن الأساسية، صناعة الحياة، مثل الخنساء، وعُليَّة بنت المهدي، وولادة بنت المستكفي، وحفصة بنت الحاج الركونية، والعالمة والأديبة الأردنية عائشة الباعونية، وغيرها من الأسماء الحديثة التي سطعت في سماء الإبداع، جميعها خبرات نسائية منحت المرأة تاريخاً مدوّناً استطاع أن يفرض وجودها القوي في عالم الإبداع، لذلك لم يغب نجمها في وقت من الأوقات.
من جهتها، استعرضت د. رزان إبراهيم ابرز ما تتصف به الروائية حزامة حبايب الفائزة بجائزة نجيب محفوظ للأدب لعام 2017، عن روايتها “مخمل”، حيث أكدت أنها” تكتب بقلم مغموس في جراح الوطن غير بعيد عن جرحها الخاص، فأعمالها صدى لحكايات النزوح والتشريد الفلسطيني، ولا أدل على ذلك من أبطالها الذين توزعت حياتهم بين المنافي العربية الطاردة أحيانا، وبين المخيمات، دون أن يغيب عنها وطن ما يزال حاضرا في الذاكرة”.
وبيّنت أنها “تكتب( حبايب) لغة ذكية تستعير من حركة الطبيعة أحيانا، فتنقلنا بلغة شعرية جميلة من مستوى هادئ إلى آخر عاصف، يوازي أحاسيس بطلتها وروحها التي تجابة كائنات مشوهة.
بدورها، تحدثت د. رشا الخطيب التي فازت بجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة للعام 2017 عن كتابها “في سيرة أحمد بن قاسم الحجري الأندلسي (أفوقاي): المترجم والرحالة والسفير”، عن تجربتها حول شخصية “افوقاي” وصلته بالمستشرقين الاوائل في القرن السابع عشر الميلادي.
وبيّنت أن “أفوقاي” من الموريسكيين، وهم الأندلسيون الذين بقوا في إسبانيا بعد سقوط غرناطة، وعانوا من بطش القرارات الإسبانية التي منعتهم من استعمال اللغة العربية، أو ارتداء الملابس الإسلامية، أو إظهار أي علامة من خصائصهم الثقافية وعاداتهم وتقاليدهم الإسلامية.
أما الروائية سميحة خريس، فقالت إن روايتها الفائزة بجائزة الرواية العربية “كتارا”، “فستق عبيد” تناولت “ظاهرة الرق في مجتمع يبدو بعيدا جغرافيا، كما هو بعيد تاريخيا، لكنها نبهت إلى المظالم التي ما زالت تقف لنا في الحناجر والقلوب، خاصة في عالمنا العربي”.
وأكّدت أن تجربتها الابداعية كلها، منذ بدأت تخط الحرف، هي بحث عن وجه الظلم، لادانته وازالته، ولو في هذا العالم التخييلي، حتى نحظى بعالم أفضل.
واشارت خريس إلى وجود اقلام نسائية ما زالت خائفة مترددة، تحيطها الأسوار والقلاع، بعض هذه العقبات في دواخلنا، وبعضها خارجنا، ولكن كل نجاح لكاتبة أو مبدعة، هو ضربة معول تفكك الصخر الصلد، والتربة المتيبسة عن مجتمع يبحث عن دور، ويسعي للحاق بركب العصر. وأكدت أن النساء قادرات على تغيير النظرة المجحفة بحق ابداع المرأة، وخلق حالة جديدة، تفيض بالعطاء والنضج لمجمل المجتمع، رجالاً ونساء.
من ناحيتها، قالت د. شهلا العجيلي التي فازت جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية في الجامعة الأميركية بالكويت، انه “إذا أصغى أحدنا، سواء أكان رجلا أم امرأة، إلى صوت كتابته، فسيسمع صوت أمه أو جدته، أو صوت امرأة”
وأشارت إلى أنها أتت من أماكن كثيرة وبعيدة، وكلها مراوغة على صعيد الجغرافيا، والحكاية، والهوية، ذلك كلّه وأكثر منه، جعلته في قصص.
واستعرضت القاصة هيا صالح التي فازت بجائزة الدولة التقديرية حول أدب الطفل للعام 2017، عن علاقتها مع الكتابة للأطفال التي بدأت منذ طفولتها.
وأضافت” أنها بعد هذه الاعوام من الكتاب للطفل وللكتابة عنه، لا يمكنني الادعاء أنّني حققت ما أصبو إليه. وإذا كانت الحياة مدرسة، فإن معلّمي فيها هم الصغار! لذلك لا أتردّد في التزوُّد منهم لإثراء تجربتي؛ حريصة على ملاءمة ما أكتبُه للفئة العمرية التي أتوجّه إليها، وها يستدعي العناية باللغة، وبخصائص النموّ العقلي والوجداني والنفسي للطفل”.
بدورها، قالت د. مها العتوم التي فازت بجائزة الدولة التقديرية في حقل الشعر لعام 2017، “إن الwكتابة مسيرة شاقة من الأسئلة التي لا تزيدها التجربة إلا تعميقا للأسئلة وتشعيبا، فما زالت الأسئلة ذاتها تراودني ولكنها تكتسي صورا وأشكالا جديدة ومتنوعة، حتى صارت الأسئلة وتكثيفها وتعميقها غاية بحد ذاتها، لا البحث عن الأجوبة”.
ورأت العتوم في الكتاب الشعر “مقامرة لبلوغها لذة لا نفهمها، وكل شعر لا يشعل شرارته الأولى الحب لا يعول عليه، من الحب يبدأ الفن وإليه ينتهي، بكل ما في الحب من جنون وعقلانية وحرية ومسؤولية وفوضى وانضباط. وبكل ما في الحب من شغف وتوق وشوق وحنين ومشاعر غامضة ومبهمة اتجاه الإنسان والأشياء والعالم، ذلك الحب الذي يريك ما لا يراه الآخرون”.
من جانبها قالت كوثر الجندي الحائزة على جائزة كتارا للرواية العربية لليافعين انه لطالما صنعت النساء الحياة ولطالما رعينها وحرصن عليها، والنساءّ إذ يتكاملن مع كل رعاة الحياة لديمومتها، يوقنّ أن في هذا التكامل ضمانا لجريان نهرها.