أزمات المرأة والتحرّش تشعل سجالاتٍ في مهرجان «فينيسيا» السينمائي 76
مهرجان فينيسيا السينمائي الـ 76

فينيسيا/ akhbarelyom- المخرج الياباني هيروكازو كور- إيدا صاحب السعفة الذهبية من مهرجان كان العام الماضي، عاد ليتألق في الدورة ال٧٦ من مهرجان فينيسيا السينمائي التي انطلقت الأربعاء الماضي؛ وتستمر حتى ٨ سبتمبر/أيلول.

وافتتح “إيدا” فينيسيا بفيلمٍ يضم جميلات السينما الفرنسية “جوليت بينوش” و”كاثرين دونوف” ليبدأ المهرجان فعالياته بتحفةٍ سينمائية جديدة. بينما أُقيم في اليوم التالي حفلٌ ضخم في المسرح الكبير للمخرج الإسباني بيدرو المودوفار، لتكريمه بجائزة الأسد الذهبي وحصوله على جائزة الإنجاز الفني.

واستطاع الياباني “إيدا” الابتعاد عن الوقوع في فخ مزج الهويّة، حيث قدّم فيلماً أوروبياً ساحراً ولكن بأسلوبه الذكي الذي يتميّز بالنغمة العاطفية العالية، بينما قدّمت كاثرين دونوف أداءً رائعاً يعيدها لأدوارها الأنيقة مثل فيلم Potiche بحيوية وحماس، حيث تلعب دونوف دور فابيان، وهي ممثّلة عجوز ابتعدت عن العمل وتتلاعب بالحقائق فى كتاب مذكرات نُشِر للتو.

ومن النجوم أيضاً حضر ايثان هواك، ميل بي نجمة فريق سبايس جيرلز، براد بيت، اليساندرا ماسترونادى، ايزابيات فيراري.. وتألّقت النجمة التونسية هند صبري على السجادة الحمراء برفقة مدير المهرجان البرتو باربيرا بعد أن انضمّت رسميّاً إلى لجنة تحكيم جائزة الفيلم الأول في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، وقالت صبري إنها فخورة أنّها تمثّل المرأة العربية في المهرجان الأعرق دولياً، مؤكّدةً فخرها لانتمائها لأسرة السينما العالمية.

وحظي الفيلم السعودي «المرشّحة المثالية»، ثاني فيلم يُعرَض من المسابقة الرسمية، للمخرجة هيفاء المنصور، باهتمام الجمهور والنقّاد من خلال طوابير الدخول قبل بدء الفيلم بساعة، وامتلأت القاعة عن آخرها بـ١٤٠٠ مشاهد، ولم يخرج أي شخص من الفيلم أثناء العرض، وحافظ الفيلم على إيقاعه طوال ١٠٠ دقيقة. ودخلت مخرجته مباشرةً إلى صلب الموضوع وهو كيف من الممكن أن تثور المرأة العربية، والسعودية تحديداً، على تهمشيها بالرغم من قدراتها على تقلّد مناصب هامة بالبلد. وبعد انتهائه ظلّ الجمهور يصفّق لبضع دقائق.

ويُشارك في المهرجان هذا العام أيضاً أفلام عربية في المسابقات المختلفة، منها الفيلم التونسي «بيك نعيش» للمخرج نورى بوزيد في مسابقة «سكونفيني»، واللبناني «ولدي» في مسابقة أوروزنتي لمهدي براسولي، أما في مسابقة الأفلام القصيرة فيشارك فيلم «سلام» للمخرج الأردني زين دوراي. وفي مسابقة أيام فينيسيا، يشارك من تونس «أراب بلوز» لمانيل لابيدى و «ستموتين في العشرين» للمخرج السوداني أمجد أبو علاء.

وفي مسابقة أسبوع النقّاد يُشارك الفيلم اللبناني «جدار الصوت» لأحمد حسين، والفيلم العراقي «سيدة البحر» لشهد أمين، بينما جاءت المشاركة الوحيدة لمصر من خلال المنافسة بمشروع الفيلم الوثائقي «كباتن الزعتري» على منحة «فاينال كت»، والتي يقدّمها مركز السينما العربية بالتعاون مع شركة ماد سولوش لتسويق وتوزيع المشروع الفائز.

إعلاميّاً؛ تسبّب إدراج فيلم رومان بولانسكى للمسابقة الرسمية بجدلٍ كبير وصل إلى حدّ التشاحن بين لجنة التحكيم برئاسة المخرجة لوكريسيا مارتل من الأرجنتين وعضوية كلّ من الناقد والمؤرخ الكندي بيرز هاندلينج، والمخرجة الكندية ماري هارون، الممثلة الإنجليزية ستايسي مارتن، مدير التصوير المكسيكي رودريجو بريتو، المخرج الياباني تسوكاموتو شينيا، والمخرج الإيطالي باولو فيرزي، وبين مدير المهرجان ألبرتو باربيرا الذي هدّد العام الماضي بأنه سيتنحّى عن منصبه، حيث تمّ وصف المخرج بولانسكي بـ«صاحب أسوأ سجل وسمعة على الإطلاق» بعد أن لاحقته اتهامات بالتحرّش.

وجاءت أزمة «كوتة المرأة» المُعتادة في معظم المهرجانات الدولية العريقة، مثل «كان» الذي يتمسّك رئيسه بمبادئ باربرا في الاعتماد على المعايير الفنية وليس التمييز الجنسي في اختيار الأفلام المنافسة، حيث تواجه إدارة المهرجان هذا العام اتهامات بتعمّد تقليص مشاركة المرأة، حيث تضم المسابقة الرسمية فيلمين فقط لمخرجات نساء.

وكان رد باربيرا أنّه مقتنعٌ بأنّه اتخذ الخيار الصحيح لإدراج بولانسكي على الرغم من إدانة صانع الفيلم باغتصاب فتاةٍ تبلغ من العمر ١٣ عاما في عام ١٩٧٨. وقال: «تاريخ الفن مليء بالفنانين الذين ارتكبوا جرائم، لكننا واصلنا الإعجاب بأعمالهم الفنية وينطبق الشيء نفسه على بولانسكي، إنه في رأيي أحد آخر أساتذة السينما الأوروبية، لا يمكننا أن ننتظر ٢٠٠ عام لنقرر ما إذا كانت أفلامه رائعة أو يمكن نسيانها بسهولة».

ووافقت لوكريش مارتيل، رئيسة لجنة التحكيم الدولية في فينيسيا، على ضرورة إدراج فيلم بولانسكي الجديد «ضابط وجاسوس»، ولكنها اختلفت مع باربيرا بشأن مسألة إدخال حصص النوع الاجتماعي في المهرجان. وانتقدت كذلك قلَّة المُخرِجات في أهم ٢١ فيلماً – الأفلام الوحيدة التي أخرجتها نساء وموجودة في المسابقة هي فيلم للمخرجة السعودية هيفاء المنصور «المرشَّحة المثالية» وفيلم للمخرجة وشانون مورفي «بيبي تيث» – حيث رأت من وجهة نظرها أنّ مهرجان فينيسيا قد تراجع مثل المهرجانات الرئيسية الأخرى مثل كان وتورونتو.

وقالت مارتيل إنه من خلال إدخال قاعدة المساواة بين الجنسين ٥٠/٥٠ ، التي اعتمدها مهرجان برلين هذا العام، يمكن بذلك أن يُحدِث مهرجان فينيسيا تغييراً في صناعة السينما، دون الإخلال بمعايير الجودة الفنية، وهو ما رفضه باربيرا تماماً واعتبره مسيئاً لأنه يتعارض مع المعيار الوحيد الذي يتعيّن مراعاته وهو جودة الفيلم.

*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبها/كاتبتها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”. 

مهرجان فينيسيا السينمائي الـ 76

مهرجان فينيسيا السينمائي الـ 76

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015