الرجل لا يفهم لغة المرأة المزدوجة
المرأة قادرة بجملة واحدة أن تغيّر طريقة تفكير زوجها

شخصيات البعض من الأزواج لا تنبئ دائماً بما يريدون، إلا أنّ ذلك لا يمنع العيش معهم في كنف السعادة، إذ تقبّلناهم على شاكلتهم. هناك نساءٌ ينظرن للرجل وكأنه أداةٌ لتنفيذ رغباتهنّ التي لا يستطيع تنفيذها، مثل تشجيعه على الدخول في مشاجرة مع أناس آخرين؛ لتتأكّد من أنّه شجاع؛ ولكن هذا التفكير طفولي تماماً. الخيارات العاطفية والمادية التي نرسمها حول شركاء الحياة، ليس بالضرورة أن تتحقّق جميعها، فمعظم الناس يرتبطون بشريكٍ لا يتوافق مع المعايير التي حدّدوها مُسبقاً.

يمينة حمدي/ alarab- تقول معظم الزوجات اللواتي لا يُجِدن التعامل مع أزواجهنّ وطباعهم سهلاً إنه “ليس من النوع الذي يفهمني”، وقد يتهمن شركاءهم بالعجرفة والأنانية والعصبية والعدوانية، وغير ذلك من الصفات التي تبدو من الناحية النظرية والاجتماعية سلبية، وتدفع النساء إلى الشكوى والتبرّم والتحسّر على حظهن العاثر، إلا أنه تلك الصفات المكروهة يمكن أن تتيح للكثيرات الفرصة للتعرّف على شخصيات أزواجهنّ أكثر، واختبار الطرق والسبل المثلى للتعامل معهم، خاصةً إذا كانت الزوجات مستعداتٍ للتخلّي عن فكرة أن الزوج يجب أن يكون نسخة طبق الأصل منهن، في أفكاره وسلوكه وتطلّعاته ونظرته للحياة، ويحاولن جدّياً تكريس الوقت والجهد من أجل العمل على تجاوز المشكلات التي تعتري العلاقات العاطفية.

جميع البشر لديهم تفضيلات معيّنة وطموحات كثيرة، في ما يتعلّق بالشركاء المحتملين الذين يرغبون في الارتباط بهم، من قبيل المستوى العلمي والخلفية الثقافية والفارق في السن والرصيد البنكي واللباقة والأناقة والرومانسية… والكثير من الأحلام الوردية التي تُبنى في الخيال، ولا يكون لها في الغالب امتداد في الواقع.

الخيارات العاطفية والمادية التي نرسمها حول شركاء الحياة، ليس بالضرورة أن تتحقّق جميعها، فمعظم الناس يرتبطون بشريكٍ لا يتوافق مع المعايير التي حدّدوها مُسبقاً، لكن اختلاف الشريك ـفي شخصيته وصفاته- لا يعني أنه شخص سيء، والمشكلة الحقيقية تكمن في أننا لم نستطع بلورة فهمٍ أفضل لجوهره الحقيقي، بمعنى أنه قد يتم الحكم على الطرف الآخر، على نحو سلبي، بناء على مقاييس تقع خارج نطاق سيطرته، وأيضاً على انحيازنا الشخصي، ما قد يفضي إلى خسارة شخص ربما يكون أكثر ملاءمةً لنا من غيره.

قال الكاتب الإنكليزي أوسكار وايلد إنّ “التجربة هي الاسم الذي يطلقه الجميع على أخطائهم”. وتطرّق وايلد إلى أهمية الوقوع في الخطأ، الذي يعدّ درسا مهما يمكن أن نتعلّم منه الكثير عن الأشياء عن أنفسنا وعن حياتنا.

فعندما نخفق في امتحانٍ كبير فإننا سوف نتمكّن من التعامل مع مشاعر الإحباط مستقبلاً، وكذلك الأمر بالنسبة للعلاقات الزوجية، فهي تحتاج إلى قدرٍ أكبر من الوعي بطبيعة التوجّهات العاطفية والمزاج الشخصي للشركاء، ومحاولة التأقلم مع اهتماماتهم وميولاتهم الخاصة، ومع مرور الوقت نتعلّم نحن وهم كيف ندعم بعضنا البعض خلال فترات التوتر الحتمية في الحياة، ما سيساعدنا على اجتياز المطبّات والانعطافات التي قد تواجهنا على امتداد حياتنا الزوجية.

ومع أن أمزجة وشخصيات البعض من الأزواج لا تنبئ دائماً بما يريدون، إلا أنّ ذلك لا يمنع العيش معهم في كنف السعادة، إذا تقبّلناهم على شاكلتهم ولم نحاول جاهدين تغييرهم وفرض آرائنا عليهم، لأنّ محاولة تغيير نمط الطباع والتفكير، يحتاج إلى الكثير من الوعي والجهد، نظراً إلى أنه لا يرتبط بجانب بسيط من حياة الشخص وإنما هو هيكلٌ معقّد من السلوكيات والإدراكات، وطرق تمثيل العالم والعلاقات الخارجية، الأمر الذي يحتاج إلى مرونة في التعامل ومحاولة الاستفادة من خبرات الحياة.

تعتقد كلاوديا بونتي، الباحثة البرازيلية الباحثة في العلوم النفسية، أنّ الرجل لا يفهم اللغة الازدواجية التي تتقنها المرأة، لكنها قادرة بجملةٍ واحدة أن تغيّر طريقة تفكيره، بينما لا يجد هو الكلمات التي يمكن أن تؤثّر عليها سوى اللغة الرومانسية التي لا يتقنها معظم الرجال.

واستشهدت الباحثة بالأعمال المنزلية التي يمكن أن تستشيط الزوجة بسببها غضباً إذا طلبت منه القيام بها ولم يقم بها على أحسن وجه، رغم أنها تدرك مُسبقاً أنه لم يتربَّ على التعمّق في ما تقوم به المرأة، ولكنه ركّز دائماً على ما يقوم به الرجل.

تقول بونتي “إذا كانت المرأة ذكية وتريد أن يساعدها زوجها في الأعمال المنزلية، فإن بإمكانها أن تحسّسه بأن ستكون هناك ليلة جميلة يقضيانها على سرير الزوجية، أو أن تُشعِره بأنه رجلٌ محترم، وأنه محترمٌ أكثر عندما يشعر بشعور زوجته، ويساعدها في المنزل”.

وتضيف “هناك نساءٌ ينظرن للرجل وكأنه أداةٌ لتنفيذ رغباتهن التي لا يستطيع تنفيذها، مثل تشجيعه على الدخول في مشاجرة مع أناس آخرين؛ لتتأكّد من أنه شجاع. ولكن هذا التفكير طفولي تماماً. فإذا كانت القوة الجسدية للرجل هي التي تُغري بعض النساء فهذا لا يعني الحطّ من قيمته عندما يتراجع عن الخوض في مشاجرة قد تؤدي إلى نتائج خطيرة”.

كذلك تؤكّد هذه الباحثة في رسالةٍ ذكية للنساء على أهمية تعزيز الصلات بين الزوجين من خلال التركيز على مقدار الحب الذي يُكنّه كلٌّ منهما للآخر، بدلاً من التركيز على عيوب بعضهما ومحاولة تغييرها، فبوسع الزواج تحقيق النجاح حتى وإن كان الشريك ليس نسخةً طبق الأصل منّا.

*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبها/كاتبتها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”. 

المرأة قادرة بجملة واحدة أن تغيّر طريقة تفكير زوجها

المرأة قادرة بجملة واحدة أن تغيّر طريقة تفكير زوجها

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015