الزواج والطلاق وأثارها على الأسرة ودور المرأة
الطلاق وأثاره السلبية على المرأة

جريدة الجماهير – الأسرة هي الخلية الأساسية للمجتمع ونواته فإن صلحت هذه النواة صلح المجتمع بأكمله وإن فسدت فقد فسد المجتمع لذلك فإن مسؤولية حماية الأسرة والحفاظ عليها لا تقتصر على الزوجين وإنما هي مسؤولية وطنية ولابد من تكاتف جهود الجميع من أجل توفير الأجواء السلمية لرعاية الأسرة ونموها وتطورها .
حول هذا الموضوع أقامت رابطة الحقوقيين بحلب ندوة بعنوان : (( الزواج والطلاق وآثارها على الأسرة ودور المرأة )) شارك فيها إيمان بابللي عضو مجلس الشعب ودنيا العرجة رئيسة الاتحاد النسائي بحلب والمحامي محمد سمير شاشو عضو مجلس إدارة الرابطة ، وأدارها زهير بي رئيس اللجنة الثقافة .
وتحدثت بابللي عن المرأة في الدستور السوري والقوانين مشيرة إلى أن المرأة السورية وفق القوانين تتمتع بمواطنية كاملة في الحقوق والواجبات مما يؤكد مساواتها الكاملة مع الرجل دون أي تمييز وقد أفردت المادة /23/ من الدستور السوري مادة خاصة لدعم المرأة حيث نصت على مايلي : ( توفر الدولة للمرأة جميع الفرص التي تتيح لها المساهمة الفعالة والكاملة في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية وتعمل على إزالة القيود التي تمنع تطورها ومشاركتها في بناء المجتمع ) .
وقد رسم الدستور الإطار العام لمؤسسة الزواج وعد الأسرة الخلية الأساسية للمجتمع فقد كفلت التشريعات حماية الأمومة والطفولة والشباب والأسرة .
وقد تنامي دور المرأة في سورية فكان عدد النساء في الدور التشريعي الأول /4/ وفي الدور الثاني /7/ وفي الدور التاسع وصل إلى /31/ واليوم /32/ بالإضافة إلى وجودها في الحكومة منذ عام 1976 ودخلت القضاء في عام 1975.
فالمرأة في سورية تتمتع بكامل حقوق المواطنة وبممارسة كافة الأعمال من مهن وتجارة وصناعة .
وأكدت بابللي أن قضية المرأة لا تتجزأ عن قضية الوطن وبناء المجتمع يكون من خلال التشاركية والتكاملية والمرأة المحبة لأسرتها هي التي تعلم ألف باء المواطنة لأولادها وتغرس فيهم مبادئ الأخلاق .
وتحدثت العرجة عن الطلاق باعتباره أقسى درجات العنف التي تمارس على المرأة لأنه يجرح كرامتها وأنوثتها ونلاحظ أنه عندما يقع الطلاق يحمل المجتمع المرأة المسؤولية الأكبر في معظم الأحيان ويوجه إليها أصابع الاتهام في فشلها في المحافظة على مؤسسة الزواج ويقصي المرأة المطلقة من الحياة الاجتماعية ويقلص فرحها في التعامل الاجتماعي ويشعرها بأنها ليست جزءاً من النسيج الاجتماعي فتشعر المرأة المطلقة بالمعاناة من زوايا ثلاثة زاوية الهوية الفردية والرضا عن الذات وزاوية الهوية النفسية الاجتماعية من خلال التفاعل مع الآخرين وزاوية الهوية الاجتماعية من خال الرفض وصعوبة الإدماج الاجتماعي.
أيضاً يؤدي الطلاق إلى أضرار بالغة على الأطفال الذين يكونون هم الضحايا الأوائل لهذا الانفصال ويؤدي إلى شعور الأطفال بالعدوانية والحقد والكراهية والحزن والشعور بالذنب والخوف من الهجر إضافة إلى تضارب الولاء بين الأب والأم وستلعب هذه المشاكل دوراً سلبياً في حياة الأطفال وترافقهم مدى حياتهم مما سينعكس سلباً على مستقبلهم .
وقد لاحظنا تضاعف حالات الطلاق بعد الأزمة بسبب الواقع الاقتصادي الذي يمر فيه المجتمع وأحياناً يعود الأمر إلى قلة الصبر عند المرأة وعدم قدرتها على إدارة الإمكانيات المحدودة للأسرة .
أيضاً كان سفر الأزواج سبباً في ازدياد حالات الطلاق وقد قام الاتحاد النسائي منذ بداية الأزمة بفتح مقراته لاحتضان المرأة وتقديم المعونات لها وتأهيلها لإكسابها مهارات في إدارة الأزمة حيث تعلمت نساء حلب صناعة الخبز داخل المنزل وإعادة تدوير الملابس وقمنا بتقديم برامج الدعم النفسي للأطفال وتقديم المعلومات للمرأة المعنفة ولزوجات الشهداء وتم تعليم المرأة بعض المهن من أجل تمكينها من أن تكون منتجة قادرة على الإنفاق على نفسها وأبنائها .
وتحدث المحامي شاشو عن الأسرة باعتبارها اللبنة الأولى في المجتمع وخصوصيتها في الشرع الإسلامي وقانون الأحوال الشخصية الذي ينظم علاقة الأسرة منذ بدايتها في الخطبة حتى نهاية العلاقة .
فالخطبة هي وعد بالزواج ولها أدبياتها في الشرع والقانون فهي فترة اختبار وتجربة لكلا الطرفين لذلك يجب أن يكون هناك صدق في العلاقة ووعي عند الطرفين إلى أهمية هذه المرحلة لذلك يجب مناقشة جميع جوانب الحياة بصراحة وشفافية من أجل وضع أسس للعلاقة الزوجية فيما بعد .
أيضاً يجب أن تكون مدة الخطبة كافية للتعرف على طباع الطرف الآخر وفهمه بحيث يتم تجنيب العلاقة الزوجية مطبات ومنعطفات خطيرة فقد تؤدي إلى تدمير هذه العلاقة .
وأكد شاشو على أهمية إجراء الفحص الطبي لكلا الطرفين للتأكد من سلامتهما وقدرتهما على الإنجاب وخلوهما من الأمراض الوراثية التي تؤثر على أطفالهما مستقبلاً .
وفي ختام الندوة دارت حوارات ونقاشات أكدت على ضرورة إيجاد دور رعاية وتأهيل وإعداد للزوجين قبل دخولهم في الحياة الزوجية وتبصيرهم بأسس الاختيار السليم للشريك بالإضافة إلى حقوق وواجبات كل طرف وإعطائهم فكرة عن أبرز الصعوبات التي تعترض الحياة الزوجية بشكل عام من أجل الاستعداد لها وإيجاد الحلول .
استمع للمحاضرة عبد العزيز شريقي رئيس رابطة الحقوقيين وأعضاء مجلس إدارة الرابطة وعدد من أعضاء مكتب الاتحاد النسائي بحلب وحشد من المحامين وأساتذة القانون والمهتمين .

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015