السوريّون في “رمضان”.. طقوسٌ تعود بعد غياب، ومدنٌ تشهد تغيّرات في موائدها
رمضان 2019

سناك سوري- يقول “يزن الياسين” وهو تاجر جملة في قرية “الثعلة” بريف “السويداء” إن حركة السوق في أول يوم من أيام رمضان كانت ضعيفة لكنها كانت أفضل بكثير قبل ثلاثة أيام كون الوافدين في المحافظة حاولوا التزود بحاجياتهم من المواد الغذائية وحتى اللحوم والفروج خلال الفترة الماضية لأنهم يعرفون أن الأسعار سترتفع خلال الشهر.

ويضيف”يزن” أنهم باتوا يحصلون على قمر الدين والمربيات والعصائر وتشكيلة مختلفة من السلع والمواد التي زاد الطلب عليها خلال السنوات القليلة الماضية في مثل هذا الشهر حيث أضاف أن تواجد الوافدين في المحافظة حمل بعض التغيرات على الأسواق ونوعية البضائع.

الأول من رمضان كان يوماً مميزاً بالنسبة للتاجر “فوزي العلي” صاحب محل على دوار “الزنبقة” في المدينة حيث تمكّن من بيع قسم كبير من بضاعته  خصوصاً الصمون إضافة لأنواع أخرى من المواد الغذائية على الرغم من ارتفاع الأسعار التي زادت بنسبة 10 بالمئة.

أسواق مدينة “بانياس” في محافظة “طرطوس” شهدت إقبالاً على شراء المواد لإعداد الموائد الرمضانية حيث اقتصرت في الغالب على الأساسيات والضروريات مزيلة من قائمتها اللحمة الحمراء والسمك.

بائع السمك “خالد خليل” أكد أن غالبية الناس لا تحبذ تناول السمك خلال شهر رمضان على موائد الإفطار لأنه يشعر الصائم خلال ساعات النهار بالعطش الشديد، لذلك الغالبية تتوجه إلى شراء اللحمة الحمراء وبكونها ليست بمتناول اليد أيضاً لارتفاع أسعارها توجهت نحو لحمة الفروج بخجل أيضاً.

وعلى عكس “السويداء” فقد شهدت أسعار بعض المواد في المدينة انخفاضاً مقارنة مع الأسبوع الماضي حسب ما أكده بائع الخضار “ثائر سليمان” مبيناً مثلاً كيلوغرام البطاطا كان 400 ليرة أما اليوم ما بين 175- 225، وكيلوغرام الخيار كان 250-350 أما اليوم مع بداية شهر رمضان أصبحت ما بين 100- 125 بينما مادة البندورة حافظت بعض الشيء على سعرها ولكن اتسع الهامش فيها ليصبح سعرها ما بين 350 وحتى 650.

ربة المنزل “ليلى عبد الله” أكدت أنها ستحاول الابتعاد عن شراء اللحمة الحمراء قد المستطاع لأن سعر الكيلوغرام منها قد يشتري حاجيات منزلها لمدة أسبوع، ولكنها ستعتمد على مادتي الخيار والبطاطا في الغالب، لأنها ضمن قدرتها الشرائية بكون عدد أفراد أسرتها خمسة أشخاص، ولكنها علقت على السعر المرتفع للبندورة التي يعتبر مركز إنتاجها في مدينتها “بانياس”، أي أن أجور النقل والشحن منخفضة مقارنة مع بقية المحافظات، وهذه الفترة بالذات ذروة إنتاجها تقريباً.

أسواق “دير الزور” شهدت تحضيراتها الخاصة لليوم الأول من رمضان الذي يتزامن مع موسم الخضار الصيفية في المحافظة حسب ما بينه “أحمد”  صاحب محل خضار في شارع “الوادي”وهو ما ساهم بشكل كبير في خفض أسعارها والتقليل من كلفتها على المواطن كالخيار و البندورة والكوسا والباذنجان والفول والبازلاء وغيره.

التمر والسمن العربي والجبنة البلدية إضافة إلى قمر الدين هي من أهم المواد التموينية التي يعمل الناس للحصول عليها خلال الشهر حسب ما حدثنا به “أبو حسن” صاحب محل بيع للمواد الغذائية، مشيراً إلى أن الأسعار متفاوتة حسب نوعية وجودة البضاعة.

حركة الأسواق في محافظة “الحسكة” لم تكن على المستوى المعتاد قبل سنوات الحرب والغلاء فقد بدت ضعيفة جداً نتيجة ارتفاع أسعار المواد الغذائية والتموينية بما فيها الخضار والمحلية منها كمادتي الخيار التي بلغ سعرها 350 ليرة سورية، والبندورة 550 ليرة سورية، والبطاطا و الباذنجان الأسود 350 ليرة سورية، أما الفليفلة فسعرها 700 ليرة سورية،  إضافة لارتفاع ملحوظ على الفواكه حيث وصل سعر كيلو الموز إلى 700 ليرة سورية منذ سنوات في حين بلغ سعر كيلو التفاح 550 ليرة والليمون 500 ليرة، في حين بدأت غالبية محلات الحلوى بتجهيز وتصنيع حلوى رمضان وهي “المعروك” كونها مادة أساسية لأسر المنطقة تشهدها موائدهم مع لحظات الفطور.

تحسّن واقع الخدمات بدا لافتاً في المدينة التي عانت من نقصها خلال سنوات الحرب وهو مايمكن أن نعزيه لتحسن مخزون السدود وجاهزية جميع عنفات التغذية، وهو ماينطبق أيضاً على الغاز والمياه والخبز.

يطل شهر رمضان على “درعا” للمرة الأولى بعد توقف المعارك فيها وفتح الطرقات بين الريف والمدينة حيث كان يغيب دائما الأهل والأحبة عن بعضهم كون العائلات انقسمت لأماكن تواجد الدولة وأماكن تواجد المجموعات المسلحة .

يقول الحاج “فيصل جوابرة” الذي التقيناه في السوق لمراسل سناك سوري : «اليوم تعود الحياة لما كانت عليه بحوران قبل سنوات ويمر رمضان الخير لأول مرة بدون قذائف ومعارك ودمار وغياب الأمان يجتمع الأهل والأقارب بعد سنوات الغربة في الخارج وفي المناطق التي كانت تفصلها الحواجز اليوم بعد فتح الطرقات والمدن التي كانت مغلقة لسنوات يجتمع الخلان وتعود العادات القديمة لما كانت عليه العزايم والتفقيدات أي السكبة وهي تفقد الجيران بجميع أنواع الطعام».

بينما قالت “حسنة ابازيد”: «رمضان هذا العام غير شكل بيكفي الأمن وراحة البال والاستقرار والناس بخير وسلام والسلام عم على درعا والناس عم تعزم بعضها ونقوم بتبادل الزيارات والتعاون بين الناس واحنا محتفلين احتفال غير مسبوق وأهم شي نحنا الأن في الاسواق بدون خوف وقذائف».

غلاء الأسعار أرخى بظلاله على أسواق مدينة “حلب” خاصة مع ارتفاع الدولار الذي سبق حلول شهر رمضان لكن تطوراً إيجابياً تشهده المدينة الخارجة من تحت أنقاض الحرب لناحية تحسن الخدمات مثل الكهرباء وتوفر المياه و الاتصالات على عكس سنوات ذروة الحرب حيث كان رمضان يأتي فيها بظروف خدمية صعبة مثل انقطاع المياه في إحدى السنوات، بينما لايزال هاجس الخوف من عودة المعارك وخاصة معركة غرب “حلب” إضافة للأحداث الأمنية التي تشهدها محافظة “إدلب” وسماع صوت القصف المدفعي خاصة أن قدوم رمضان ارتبط بالأحداث الأمنية في “حلب” منذ العام 2012 وحتى اليوم.

*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبها/كاتبتها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”.  

رمضان 2019

رمضان 2019

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015