الكتابة عن المرأة ضرورة
الفنان: عبدالباسط الخاتم

عائشة سلطان/ جريدة البيان الإماراتية- قد لا نصدق ذلك، لكن الحقيقة القاسية جداً هي أن نساء كثيرات يمشين كل لحظة على حد الألم مغمضات العين، تاركات لليل والتظاهر بالسعادة والقدرة على مضغ الألم بصمت أن تتكفل في إسدال الستائر على معاناتهن اليومية.

قد يعتبر البعض ذلك نوعاً من المبالغة النسائية في الحديث عن مشاكل النساء، أو استعراضها لاستدرار التعاطف لا أكثر، وقد يصنّف البعض هذا النوع من الكتابة على أنه حرثٌ آخر في حقل النسوية التي تمعن في تبني قضايا المرأة بشكل غير محايد، لكن الواقع الذي علينا أن ننصت له بحكمة قدر الإمكان، يقول إنه برغم كل ما تحقق للمرأة العربية في الظاهر، وعلى مستوى جلد المجتمع إلا أن الواقع الذي تعيشه هذه المرأة في علاقتها بزوجها وبمحيطها وبذاتها لا يتسق مع كل هذه الإنجازات العظيمة، لأن الأمر له علاقة بنسق التربية والأفكار والمعتقدات والتصورات والإعلام ومناهج التعليم التي تشكل صورة نمطية للمرأة مطلوب منها على الدوام أن تكون مطابقة لها، وألا تعمل على الشكوى منها أو المطالبة بتغييرها، لأن هذا هو قدرها، وهذا ما يجب أن تكون عليه ولا داعي أن ترفع عينيها لسماوات أعلى وأكثر شساعة أو انفتاحاً.

هكذا يقال للمرأة التي يضربها زوجها مثلاً، أو تلك التي تعاني مع زوج ناقص الأهلية، أو ناقص الإنسانية، أو رجل غير قادر على استيعابها ككيان إنساني يموج بالعواطف والمشاعر، ويجنح للأحلام والتغير والتبدل، رجل غير قادر على أن يتكامل معها كما ينبغي، وكما هو هدف الرباط الزوجي الأسمى، إن الزوج أو الزوجة حين يعجزان عن تحقيق هذا التكامل يسقطان في النقص والتعاسة، ويكون من الطبيعي أن يبحثا خارج مؤسسة الزواج عما يكمل هذا النقص أو يخفف من ضغطه، وإلا فالنتيجة مزيد من العزلة الفردية، بحيث يعيش كل واحد منهما عزلته بطريقته.

تنصح هذه المرأة دائماً بالصبر دون معرفة حجم معاناتها، الجميع ينصح دون أن يحس بها: البيت، والدتها، وكل نساء الأسرة، صديقاتها، إذاً فما هو الحل كما سألتني إحدى هؤلاء النساء وهي تحكي معاناتها الحياتية مع زوجها، في الوقت الذي لا تجد فيه أحداً يسمعها أو يقدم لها العون أو المساندة؟؟

الفنان: عبدالباسط الخاتم

الفنان: عبدالباسط الخاتم

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015