المرأة السورية كما ينبغي لها أن تكون
كاريكاتور تعبيري عن وضع المرأة للفنان ياسر أبو حامد-الحياة برس

جريدة (الأيام) السورية- المرأة السورية؛ في لغة بعض الرجال-المنصفين-هي نصف المجتمع، وتطبيقاً لتلك المقولة نجدها في المنزل (أي المرأة) وقد تحوّلت إلى “كل البيت”؛ فهي الطباخ والخادم، المربية والموظفة (بحكم الفقر الذي يعانيه السوريون)، اﻷم والحبيبة…. المناضلة والصابرة… ودون شك المضحيّة، كل تلك مواصفاتها القياسية؛ من أجل عائلتها.

وبالمقابل المرأة الأخطبوط؛ هذا مفهوم الذكورية في مجتمعاتنا العربية، إرثٌ بالٍ صنّف الأنثى وقيدها بشنب الرجل، فكانت له التابع الثابت والمتغيّر وقتما يشاء.. وحين تصير الزوجة في بيتك تمسّكْ بما أقول، وعضّ عليه بالنواجذ؛ حتى تسعد في حياتك، ودونك قائمة فيما ينبغي على المرأة السورية أنْ تكون..

شخصياً أنا من أنصار المرأة، وأعتقد أنها الركن اﻷساسي في بناء أسرة سعيدة، ومن أجل ذلك، وضعت قائمةً لزوجتي “الطيبة” تهدف إلى تمكينها من تبوّء تلك المنزلة، وحتى تستحقها، وعلى رأس القائمة:

أن تصبر على أحوالنا وضيق اليد… أﻻ تغمض جفنيها حتى تطمئن إلى نوم الصغار، أن تنسى فكرة متابعة الدراسة الجامعية وتؤجل طموحاتها وأحلامها وحتى آمالها…. رغم أني قطعت وعداً أمامها أن تستكمل دراستها؛ لكن النية وقتها كانت بيني وبين الله أن يكون ذلك عندما تُزَوِجُ أول أبنائنا، حتى لا تنشغل عنهم وعن بيتها، واﻷعمال بالنيات.

حدّثتها عن تجاهل التفاصيل المتعلقة بالمصروف اليومي، فهي بنظري وزير المالية وعليها أن تقتصد في النفقة، خاصةً على الثياب والمكياج، واللحوم، والحلويات، والبوظة، والعصائر، والمكسرات، فقد جعل الله في رغيف الخبز والبطاطا والماء الخير الكثير، وغنينا سوياً، ع البطاطا البطاطا يا عيني ع البطاطا، وذكرتها بأنّ الشحرورة صباح “الجميلة” كانت تحلم برجال درويش ومستور الحال، ينيمها ع الحصيرة، وقد أرسلني الله جل في علاه لها، وتقييد النعمة بالشكر والحفاظ عليها.

وظّفتها في المطبخ برتبة “شيف”، وأسندت لها غسل اﻷطباق… وتشريفاً مني فقد أوكلتها مهمة مناولتي كأس الماء أو الشاي حتى وإن كان أقرب إلى شفتيّ من يدها.. إنّ المرأة لم تكن لتحظى بتلك المكانة المهولة لوﻻ  ثقة الرجل بقدراتها الحارقة الخارقة، ولوﻻ علمه بمدى تحملها وسعة صدرها، وذاك هو الشرف الكبير.

ﻻ تنتظري حبيبتي كلمة ثناء، فأنا وكما تعلمين نصير المرأة وحقوقها، أضيفي أن قيامك بالعمل هو واجبٌ شرعي وخلقٌ إنساني عظيم، فضلاً عن كوني منهكٌ في عملي وعودتي إلى المنزل وما أجده من قسوة الطريق والتعامل مع الزبائن والناس بلطفٍ كاذب وذوقٍ كبير أرهق فؤادي… حذاري وإياكِ من اﻷنانية، وقد قال القدماء في حكمتهم: ((ﻻ شكر على واجب)).

قاومي النعاس في السهرة، ارتدي أجمل الثياب، ضعي العطر المميز، فدوننا لحظاتٌ يحتاجها المحبون، إن لم تكوني قادرة، فقد شرع الله لي الثانية، لا يهمني الفقر أو الحرب، فالمرأة خلقت للحب، ﻻ بأس في تجديد الحياة، وقد قال أجدادنا الحكماء: (من ثنّى دخل الجنة)… ولست من النوع الذي يفرُّ من الجنان ونعيمها.

مجتمعٌ يغنّي للحبيبة ويغازلها غصباً عنها كما يقول كاظم الساهر، ويردّد “ست الحبايب يا حبيبة”، ثم يلقي بقمصانه لتغسلها، يغنّي “ﻻ تحرموني منا، أنا أتنفس من خلاله”، وما إن تصبح الحبيبة في عش الزوجية حتى ينقلب العسل بصلاً، ويطبق مثل اﻷجداد الحكماء: ((أقطع راس القط من ليلة الدخلة)).

قائمةٌ أخرى يستذكرها الذكور لبناء لبِنات البيت؛ تدلّل على فهمٍ سطحي لكلام الله تعالى؛ فهؤلاء يتنقلون بين آياتٍ فيها تفصيلاتٌ أوضحها الشارع وتناسوها أو تجاهلوها، ما بين قوله تعالى: “الرجال قوامون على النساء”… مروراً بـ: “ناقصات عقل ودين”، وانتقاﻻً إلى: “وللرجال عليهنّ درجة”، والتطرق إلى سورة النساء في قوله تعالى: “واضربوهنّ”، دون أن ينسى: “إنّ كيدكنّ عظيم”…!!

آياتٌ يخطئ بعض الذكور في إنزالها وإسقاطها وفق مكانها الصحيح ومناطها الشرعي، فتختلّ المعادلة، شأنهم شأنُ العاجز عن اﻹقناع والنكوص إلى ما ﻻ يعقلون، يجهلون ويتجاهلون أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: استوصوا بالنساء خيراً… النساء شقائق الرجال… وكان يخصف نعله بيده الشريفة.

كاريكاتور تعبيري عن وضع المرأة للفنان ياسر أبو حامد-الحياة برس

كاريكاتور تعبيري عن وضع المرأة للفنان ياسر أبو حامد-الحياة برس

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015