“المرأة العربية أعرض أو أرخص؟”… سؤالٌ مُهين يتسبّب باستبعاد دكتور جامعي في السعودية
سؤال مُهين يتسبب باستبعاد دكتور جامعي في السعودية

موقع (رصيف22) الإلكتروني- املأ الفراغ التالي: النساء العربيات أكثر ……. من النساء غير العربيات.

– أعرض – أكبر – أسمن – أرخص

هذا السؤال طرحه البروفيسور عاطف تاج الدين عجمي داود (يقول البعض إنه مصري-بريطاني) الذي يُدرّس اللغة الإنجليزية لطلاب السنة التحضيرية في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة في السعودية. وقد جاء هذا السؤال في أحد امتحاناته.

وتداول سعوديون/ات السؤال عبر تويتر منذ مساء 11 أيار/مايو الجاري مطالبين بمحاسبة البروفيسور عبر هاشتاغ: #حاسبوا_عاطف_تاج_الدين_عجمي.

وبرغم صمت الإدارة، و”إخفاء” تعليقات تطالب بمُعاقبة عجمي، أصدرت الجامعة بياناً فجر 13 أيار/مايو الجاري، معلنةً فيه “استبعاد عضو هيئة التدريس وعدم السماح له بالعمل في الجامعة”، وفقاً لتوجيه رئيسها الدكتور عبد الله بن محمد العتيبي. ومما جاء في بيانها: “ثَبت وقوع المخالفة، وأن تبريره بعد ذلك أمر غير مقبول”. وقال المتحدث الرسمي في الجامعة: “جاري استكمال الإجراءات النظامية الأخرى”، مؤكداً “الحرص على تطبيق الأنظمة في حق أي مخالف للوائح والنظم المعمول بها في الجامعة”.

وكان قد نُشِر على مواقع التواصل نصّ رسالة إلكترونية (Email) بعث بها البروفيسور إلى الطلبة المنزعجين من أسئلته، قال فيها على سبيل التوضيح: “أعزائي الطلبة، ردّاً على بعض الرسائل غير اللائقة التي وصلتني على واتساب، هذه إجابتي:

1- يجب على المُعلّم الناجح أن يُعطي أمثلة من واقعنا.

2- إن لم تكن هناك نُكات في التدريس فلن يكون هناك تعليم فعّال.

3- هذه مادة متقدمة في اللغة الإنجليزية، وعلى معاني الكلمات أن تكون دقيقة.

4- هناك إجابة واحدة صحيحة فقط. إن كنت تظن أن هناك جوابين صحيحين للسؤال، فهذا يعود إلى نقص معرفتك.

5- المقصود من هذا السؤال هو اختبار النحو (Grammar) ومعاني الكلمات. فبدلاً من مهاجمة معلمكم، كان عليكم أن تسألوا أنفسكم عن سبب ضمّ هذه الأجوبة (أعرض- أكبر- أسمن- أرخص) لتختاروا منها بغض النظر إذا كانت هناك مقارنة مع نساء، رجال، عرب أو غير عرب. (هذا يثبت لي أن بعض النساء العربيات كُن يساعدن بعض الطلبة في الامتحان!).

أخيراً، يمكن لطفل في عمر الست سنوات أن يجيب عن هذا السؤال الذي أجبتم عنه من منازلكم. ولهذا كان علي تغيير بعض الأسماء”.

عدا السؤال الذي أدّى إلى استبعاده، لقيَت رسالتُه التوضيحية ردود أفعال غاضبة، خاصةً على الجملة التالية “إذا لم تكن هناك نُكات في التدريس فلن يكون هناك تعليم فعّال”، وعلى اعتباره النساء مادةً للسُخرية. وهو ما دفع بإحدى المغرّدات على تويتر إلى القول: “نحن لم نكن، ولن نكون نُكتة طريفة لكي تدعم بها تعليمك”.

وقالت أخرى مستنكرةً: “المرأة ليست نُكتة ولا سلعة ولا شيء جنسيّاً. لن يُسمح لك بأن تُمرّر أفكارك المتطرّفة للطلاب”. وكتبت مغرّدة ثالثة: “مو كفاية المناهج اللي مليانة عنصرية جنسيّة بعد يجي دكتور يساهم في نشرها؟”.

إساءات متكرّرة

تحدّثت ناشطات في السنوات السابقة عن إساءات متعدّدة في مناهج التعليم السعودية، تُهين المرأة بشكل مباشر وتُقلّل من شأنها. ومما تضمّنته تلك المناهج نقطة لافتة (بشكل سلبي) تتصل “بكيفية التغلّب على الخلافات الزوجية عند وقوعها”، وبنصائح مثل: “لا تترك الزوجة بيت زوجها وتذهب إلى بيت أهلها مهما كانت المشكلة”.

وقيل أيضاً أنّ هناك “أبحاثاً علمية حديثة دلّت على أن حاجة جسم المرأة للرياضة البدنية لا تتعدّى المشي يومياً نصف ساعة، كما دلّت على خطورة ممارسة الكثير من الألعاب الرياضية على وظائف أعضاء بدنها”، نقلاً عن منظمة الصحة العالمية برغم أنها لم تُفرّق بين الجنسين في حديثها عن أهمية النشاط البدني.

كما ذُكِرَ في كتاب الثقافة الإسلامية، بحسب إحدى الناشطات على تويتر: “الرجل ناقصٌ فاشل إذا مارس عمل المرأة الفطري في تربية الصغار”. وورد في الكتاب نفسه أنّ المرأة، إن عملت، شعرت باستقلاليتها عن الرجل، وتحرّرت من القيود، وهذا ما يؤدّي إلى مطالبتها بالمساواة الكاملة مع الرجل ورفضها قَوَامته عليها، وإلى تفكيك الأسرة وتشرّد الأطفال وانحلال روابط المجتمع وتفاقم مشكلة الجنس وانتشار الشذوذ.

“التعليم عندنا عرض فكرة”

في هذا السياق، تساءلت مُغرّدة: “إلى متى تصبر النساء على الإساءة إليهنّ؟”، وأشارت أُخرى إلى أنّ “التعليم في السعودية ليس إعطاء معلومات أو شرحاً بطريقة مبتكرة وإنما هو عرضٌ لأفكار المعلم/ة”.

وقالت مغرّدة تحت هاشتاغ #حاسبوا_عاطف_تاج_الدين_عجمي: “أتمنى ينفضون المعلمين نفض، لأني أنا شخصياً واجهت كثير زيّه، اللي يحاولون يمررون أفكارهم النتنة والمتطرّفة عن طريق التعليم والخُطب اللي يلقونها علينا. عدا أن المناهج أساساً مليانة إهانة واستنقاص. وأنتِ كطالبة ما لك حق تجين تجادلين المعلّمة لأنّ ‘هذا المنهج!'”.

“لأنه أجنبي؟”

برغم تأييد ناشطين وناشطات استبعاد الدكتور الجامعي، فإنّ سعوديّاتٍ كُثُراً استغربن سرعة صدور قرارٍ كهذا بحقّه والغضب الشعبي الذي تسبب به الدكتور الجامعي. قالت الناشطة المعروفة على تويتر باسم شِفا إنّها “فُوجِئَت” بعدد الذكور الذين استنكروا الحادثة المُهينة للمرأة. وأضافت: “حسّيت أنّي بعالم غريب، فجأةً صارت كلمة ‘رخيصة’ مشكلة عند الجميع والإساءة للمرأة مرفوضة عند الجميع مو بس عند النسويّات… طيب واللي نشوفهم كل يوم وأمس وبكرا يقولون رخيصة أو يسيئون للنساء ولا أحد يغضب لهالدرجة؟ ما هي الحقيقة الغائبة؟”.

وتلقّت ردود متفاوتة على هذا السؤال، كان أبرزها: “لأنه أجنبي”. ومما قيل أيضاً: “صدقيني عشانو أجنبي، أو عشان ما يحبّوه، يا كثر ما شفنا سعوديين يسبّوا المرأة ولا أحد زعل واستنكر”. و “أظن لأنه أجنبي. مثلاً لو أجنبي عنّف زوجته أو تحرّش بواحدة، رح نلاقي أغلبهم ضدّه. بينما لو العكس، رح يشكّكون بمصداقية هالشيء ويبرّرون للأمر. ما أؤمن أنهم تعدلوا أبداً، ما زال التعهير والانتقاص للنساء عند الأغلب في عروقهم، ما رح يتغيّر بين ليلة ويوم من موقف واحد بس”.

سؤال مُهين يتسبب باستبعاد دكتور جامعي في السعودية
سؤال مُهين يتسبب باستبعاد دكتور جامعي في السعودية 

*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبها/كاتبتها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”.

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015