“المساواة بين الجنسين لغد أكثر استدامة” شعار ينصف المرأة والبيئة
  • 11 مارس 2022
  • 9:11 ص دمشق
  • 0
صورة أرشيفية لمجموعة من السعوديات يعملن في البرمجة خلال إحدى النشاطات في المملكة العربية السعودية/CNN

سوزان ميخائيل الدهاجن/CNN Arabic- يوم، 8 مارس/ آذار، يحتفل العالم بيوم المرأة تحت شعار “المساواة بين الجنسين لغد أكثر استدامة”. ومع كل شعار جديد، يبدو المشهد العام أكثر بساطة، وسطحية، وبُعدا عن أن يعكس الواقع الأكثر تعقيدا. غير أن هذا الشعار بالتحديد، واقعي لدرجة كبيرة، خصوصا بالنسبة لنا في الدول العربية، وذلك بسبب 3 أرقام مهمة: 4، 21، 575.

العامل المشترك ما بين هذه الأرقام هو “مفارقة الدول العربية”. عدم التطابق بين المستويات المرتفعة للنساء الحاصلات على درجات تعليمية مختلفة من جهة، والمستويات المنخفضة للنساء العاملات من جهة أخرى. هذا الأمر يؤدي بنا إلى خسارات مادية جمة، إضافة إلى استنزاف الموارد العلمية والمعرفية، ما يؤدي في النهاية إلى تراجع في مستوى التنمية. ولكن في الأمر مفارقة أخرى، وإن تم التطرق إليها بشكل حكيم، ستسهم كثيرا في زيادة التنمية الاجتماعية والاقتصادية في جميع الدول العربية، وخصوصا في المجالات المرتبطة بالتغير المناخي، وهو شعار يوم المرأة هذا العام: الغد الأكثر استدامة.

في يونيو/ حزيران 2021، سجلت الكويت درجة حرارة قياسية وصلت إلى 53.2 درجة مئوية، بينما سجلت كل من سلطنة عُمان، والإمارات العربية المتحدة، والسعودية درجات تجاوزت 50 درجة مئوية. وبعد شهر واحد، وصلت درجة الحرارة في العراق إلى 51.5 درجة مئوية. وعلى المستوى الإقليمي، يتوقع أن ترتفع درجات الحرارة في منطقة الشرق الأوسط بنحو 4 درجات عام 2050 في المعدل، وينتج عن ذلك شح في مصادر المياه، وتغير في المناخ، وتأثيرات سلبية على الكائنات الحية والبيئة بشكل عام، ما يستدعي وضع خطط فورية وتنفيذها بشكل سريع.

في الوقت ذاته، وأكثر من أي منطقة أخرى، هناك الكثير من الفرص في الدول العربية لمناقشة قضية التغير المناخي من خلال النساء وتمكينهن. نسبة النساء المقبلات على دراسة المواد العلمية، مثل العلوم، والتكنولوجيا، والهندسة، والرياضيات هي الأعلى في المنطقة مقارنة بمناطق أخرى. هذه المجالات الأربعة مهمة جدا في ما يتعلق بتخفيف الأعباء المترتبة على التغير المناخي. ورغم وجود هذه القاعدة المهمة من الأيدي العاملة، لا زالت نسبة تشغيل النساء في الدول العربية لا تتجاوز 21٪.

وهنا نعود إلى الأرقام الثلاثة المتبقية. إن تم توظيف المزيد من النساء بشكل عام في المنطقة، وخصوصا في الاقتصاد الأخضر، وهو المجال الذي يحتاج إلى الطاقات والخبرات العلمية المذكورة سابقا، سنكون قادرين على:

  • محاولة الحد من ارتفاع درجات الحرارة 4 درجات بحلول عام 2050
  • رفع نسبة النساء العاملات في الدول العربية أكثر من 21٪، وهي النسبة التي بقيت على حالها من تسعينات القرن الماضي
  • تعويض خسائر بقيمة 575 مليار دولار كناتج محلي إجمالي

الأخذ بهذا الشعار “المساواة بين الجنسين لغد أكثر استدامة” لا يبدو وكأنه موضوع للاستهلاك أبدا، فهو الحقيقة المؤكدة أمامنا، والتي تجعل من هذا الحلم واقعا قريب المنال.

سوزان ميخائيل الدهاجن، المديرة الإقليمية لهيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في الدول العربية.

صورة أرشيفية لمجموعة من السعوديات يعملن في البرمجة خلال إحدى النشاطات في المملكة العربية السعودية/CNN

*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبتها/كاتبها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”.

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015