بعد خطفهما لأربع سنوات.. طفلتان سوريّتان قابَلَتا الألم بالتفوّق
حنين وأختها جوى - سناك سوري

لينا ديوب/ snacksyrian- بثقة وهدوء وإرادة للمضي في الحياة التي عادوا إليها بعد ألم وذعر وخطف دام أربع سنوات، تكمل الطفلتان “حنين” و “جوى” دراستهما وتحققان نتائج متميزة على مستوى مدرستهما في مدينة “دمشق”، متجاوزتان بذلك سنوات الألم والعذاب التي فقدتا خلالها أمهما وأختهما الكبرى وأعمامهم وعماتهم.

لم تستسلم الطفلتان بعد تحريرهما من الخطف في سجون عناصر النصرة التي هاجمت قريتهما “بلوطة” في ريف “اللاذقية” في العام 2013، عادتا للدراسة وترميم معلوماتهما التي كان من المفترض أن يحصلوا عليها في المدرسة خلال سنوات الاختطاف بل بذلت كل منهما جهدها للحصول على مراتب متقدمة وليس النجاح فقط.

تقول “جوى” الطالبة حالياً في الصف السابع في حديثها مع سناك سوري:«شجعتني أمي الجديدة “سمر” وأختي “حنين” على الدراسة والتفوق وتمكنت بفضل تشجيعهما ونصائحهما من الحصول على المرتبة الأولى على الشعب الأربعة في مدرستي».

تروي “حنين” معاناتها خلال سنوات اختطافها الأربعة وتقول :« أثناء فترة خطفي مع إخوتي لم نتعلم أي شيء، كدت أنسى الدراسة، بعد تحريرنا عدت إلى “دمشق”، وكان يجب أن أكون في الصف السابع، وضعني والدي في الفصل الثاني من الصف السادس، وبفضل رعاية أبي وأمي الجديدة عدت للدراسة والتميز في الصف السابع كان ترتيبي الخامسة على المدرسة ثم عملت على دراسة كل ما فاتني من المنهاج السابق من قواعد لغة ورياضيات»، وتضيف:«في فصل الصيف كنت أدرس كل الكتب التي لم أدرسها في الرابع والخامس والسادس ورممت النقص، والآن في الصف التاسع أنا الأولى على ثلاث شعب بمدرسة “عثمان بن عفان”».

تفوّق “حنين وجوى” ليس عادياً

يرى والد حنين الشاعر “طلال سليم” أن تفوّق ابنتيه ليس أمراً عادياً، خاصة أنهما فازتا بالمركز الأول، رغم الظروف التي أحاطت بـ “سوريا” بشكل عام وببيتنا كحالة خاصة، ويضيف:«فقدان زوجتي “عواطف” أمهما، ثم استشهادها مع أختهما ابنتي البكر ذات الأربع عشر ربيعاً كان كارثة بالنسبة لنا، والخطف لمدة أربعة أعوام والرعب الذي عاشوه طيلة تلك المدة كفيلاً لو نزل على جبل لهدمه».

وعن الاهتمام بالأطفال بعد عودتهم من الخطف يقول الأب “طلال”: «تزوّجت “سمر”، فكانت أماً بديلة أحاطت صغاري المعذبين بكل حنان الأم وخوفها، وبمناسبة التفوق قالت لي اكتب هذا التميز والتفوق لروح أمهم “عواطف” وأختهم “لجين”».

يُذكر أن “بلوطة” إحدى قرى ريف “صلنفة”، التي هجمت عليها فصائل “جبهة النصرة” فيما يُسمى “غزوة عائشة أم المؤمنين”، صيف 2013، وارتكبت أفظع مجزرة وخطفت الكثير من الأهالي، منهم ستون شخصاً من إخوة وأقرباء الشاعر “طلال سليم” والد “حنين” و “جوى” واللتان تم تحريرهما في العاشر شباط في العام 2017.

حنين وأختها جوى - سناك سوري

حنين وأختها جوى – سناك سوري 

*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبها/كاتبتها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”.

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015